الوطن

منتجات جزائرية في تحد لافتكاك تأشيرة الأسواق العالمية

"الرائد" ترافق العارضين والزوار في أول أيام معرض الإنتاج المحلي

بعد عامين من الغياب بسبب تداعيات انتشار فيروس "كورونا"، هاهي الطبعة الـ 29 لمعرض الانتاج المحلي تفتح أبوابها من جديد وعلى مدار 12 يوما، أمام أزيد من 500 عارض من 31 قطاع أعمال، وتقدم للجمهور العريض، صورة واقعية لمستوى المنتجات المصنعة محليا ومدى قدرتها على منافسة كبريات العلامات الدولية، ولأن الغرض الأول والأساسي من تنظيم مثل هذه الطبعات يبقى الترويج للمنتوج المحلي وترقية مكانته في السوق الدولية، يتنافس المشاركون في المعرض على إقناع المستهلكين بسلعهم مركزين على عاملي الجودة والنوعية لتسويق المنتجات الجزائرية دوليا.

ساعات قليلة مرت على افتتاح الطبعة الـ 29 لمعرض الانتاج المحلي أمام الجمهور، كانت كفيلة بتسجيل تهافت كبير للمواطنين وممثلي المؤسسات العمومية والخاصة، على مختلف أجنحة المعرض المتربّع على مساحة 25 ألف متر مربع، منتقلين عبر مختلف أجنحته، إشباعا لفضولهم في اكتشاف ما تصنعه الأيادي الجزائرية، فكانت حصة الأسد لجناح الصناعة العسكرية الذي تربع على رأس المشاركين، وكان قبلة أولى للمواطنين، الذين عبروا في تصريحات لـ" الرائد"، عن فخرهم اعتزازهم بما يتم انتاجه محليا في مجال الصناعات العسكرية.

ويأتي تنظيم هذه الطبعة من المعرض، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى تعديل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتعمل في هذا الإطار على إعطاء مكانة هامة للمنتج المحلي ليصبح قابلا للتنافسية وقادرا على دخول الأسواق الأوروبية، خاصة ما تعلّق بالصناعة العسكرية التي تطمح الحكومة لأن تكون المحرك والدافع بالنسبة للصناعات الأخرى، وترمي إلى تحقيق هذا التكامل بين القطاعين العسكري والمدني، في أقرب الآجال لتوفير كل الظروف من أجل الإقلاع بالصناعات الوطنية.

الصناعات العسكرية ... فخر الصناعة الوطنية

في تصريح لـ" الرائد" على هامش تنظيم الطبعة الـ29 لمعرض الانتاج المحلي، أكد ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت المنظوية تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية، الرائد غوالي محمد الأمين، أن المؤسسة تسعى من خلال مشاركتها في هذه الطبعة، لتأكيد أن الصناعة العسكرية ستكون قاطرة لباقي الصناعات الوطنية مثلما أكده الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، وبشكل خاص فيما يتعلق بالصناعات الميكانيكية، ولخّص الأهداف الأساسية التي تصبو إليها المؤسسة من خلال مشاركتها في نقطتين أساسيتين،  أولهما إبراز القدرات الانتاجية في الصناعات الميكانيكية، أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية، وهي الأهم فتسعى المؤسسة من خلال هذه المشاركة إلى تقديم صورة جديدة تلغي ما كان متفقا عليه مسبقا فيما يتعلق بجعل منتجاتها حكرا على المؤسسات العسكرية، حين قال "بل نحن نرمي لتحقيق التكامل الذي دعا إليه الوزير الأول من خلال توجيه منتجاتنا لكل الأفراد والمؤسسات سواء كانت عسكرية أو مدنية، ومرافقة الجميع من أجل إقناعهم بجودة منتجاتنا ".

وفيما يتعلق بمساعي الحكومة لولوج الأسواق الدولية، قال الرائد غوالي، "سطرنا أهدافا رئيسة نطمح لتحقيقها على المدى القريب، أولها وأهمها، تغطية الطلب الداخلي الذي لا يزال في الفترة الحالية يفوق العرض، لننتقل بعد ذلك إلى التصدير للخارج"، مضيفا في هذا الشأن "ولقد كان لنا على هامش المعرض لقاءات مع مسؤولين من كل من أنغولا وتانزانيا أبدوا إعجابهم بنوعية منتجاتنا واستعدادهم لتوقيع اتفاقيات ثنائية من شأنها السماح بتصدير منتوجاتنا".

وفي الشق المتعلق التحدي الذي ترفعه الحكومة فيما يخص رفع نسب الإدماج للوصول 35 بالمائة في ظرف 36 شهرا، أكد الرائد غوالي "نحن نصبوا في المستقبل القريب إلى رفع هذه النسبة خاصة بعد أن أسند تسيير مجمع "صوناكوم" إلى مصالح وزارة الدفاع الوطني، ما يسمح لنا مستقبلا باستغلال الامكانيات التي يتوفر عليها المجمع ورفع نسبة الادماج الوطني."  

وفيما يتعلق بإقبال المواطنين، قال الرائد غوالي، "سجلنا إقبالا جيدا على جناحنا، خاصة ان هذه الطبعة تأتي بعد إلغاء الطبعة السابقة بسبب وباء كورونا، ما يجعلنا نتوقع تسجيل نسبة إقبال أكبر خلال الأيام المقبلة، ونن ندعو المواطنين للتقرب من جميع نقاط البيع الخاصة بنا والتعرف على منتجاتنا".

سواعد جزائرية تبدع في تصنيع عتاد الطيران العسكري

وما لفت انتباهنا ونحن نتجول في جناح قيادة القوات الجوية، تنوع القطع والعتاد المصنّع محليا، والذي أكد المقدم يخلف يخلف ممثل قيادة القوات الجوية مؤسسة تجديد عتاد الطيران، لـ" الرائد" أن أغلبها مصنوعة بأيداي جزائرية 100 بالمائة، ما يجعلنا نفتخر بهذه الطاقات الشابة.

وفي حديث لـ" الرائد" على هامش تنظيم المعرض، كشف المقدم يخلف يخلف أن مؤسسة الطيران لعسكري الشهيد عبد العزيز سيد أحمد، التي تعتبر مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، وترتكز مهامها الأساسية على المراجعة العامة، الصيانة والعصرنة للطائرات والحوامات، التابعة للقوات الجوية، تسعى من خلال مشاركتها في هذه الطبعة من معرض المنتوج الوطني، إلى " تمثيل شركاتها الممثلة في ثلاث مؤسسات وهي مؤسسة صناعة الطائرات، مؤسسة صناعة العتاد الخاص ومؤسسة تجديد عتاد الطيران"، مضيفا "نسعى إلى التعريف بما تقدمه شركاتنا من انتاج محلي، كما لدينا تعاملات اقتصادية مع السوق الافريقية في عديد الدول على غرار النيجر ومالي، وكذا بالنسبة للسوق الأوروبية، حيث نتعامل مع كبريات الدول على غرار روسيا الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب إفريقيا وغيرها من الدول".

وفيما يتعلق بتحدي رفع الادماج الوطني، الذي ترفعه الحكومة، يقول المقدم يخلف يخلف، "نحن على مستوى مؤسستنا لدينا إطارات ومهندسون ذووا خبرة وكفاءة عالية مكونون في مؤسسات معروفة على الصعيد الدولي"، ليضيف "دعيني أأكد لك أن أغلب قطع غيار عتاد الطيران العسكري مصنعة بأيادي جزائرية 100 بالمائة دعما للاقتصاد الوطني، ونحن نسعى لرفع نسبة الإدماج التي تتراوح حاليا ما بين 30 و35 بالمائة من خلال تكثيف العمل ليلا ونهارا عملا بتعليمات القيادة، لتحقيق ذلك".

كفاءات وطنية في مواجهة الحرب الإليكترونية

بدوره أكد المقدم خليفي أبو القاسم ممثل عن دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإليكترونية، أن كل المنتجات المعروضة في الجناح المخصص لهذه المديرية، مصنعة محليا ومنها المطورة بكفاءات جزائرية.

وفي تصريح لـ" الرائد" على هامش المعرض، أكد المقدم خليفي أنه "تجسد حاليا الإرادة العليا للجيش الوطني الشعبي، لبعث الصناعة العسكرية بصفة عامة، ووسائل الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإليكترونية، بشكل خاص، إلى مصاف الدول المصنعة الكبرى".

وشدد محدثنا على أن وسائل الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإليكترونية، المصنعة محليا، "لديها نفس درجة التطور التكنولوجي المستعملة في الجيوش العظمى، وبنفس الكفاءة التكنولوجية"، ما يسمح لوحدات الجيش الوطني الشعبي في جميع ربوع الوطن، "بمواجهة التحديات، التي يفرضها ميدان المعركة الحديثة".

واسترسل المقدم خليفي، مؤكدا أن الهدف من المشاركة في هذه الطبعة، هو "إطلاع الشعب الجزائري على ما توصلت إليه الصناعة العسكرية خاصة في مجال الإشارة، وما لمسناه عند الجمهور الوافد على جناحنا، حس الفخر والاعتزاز بالمستوى الذي حققته الصناعة العسكرية التي تواصل بذل الجهود للدفع بالكفاءات الوطنية حتى تكون على مستوى يسمح لنا بمواجهة التحديات الحديثة".

وفي هذا الشأن أوضح محدثنا أن ابرز وسائل الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإليكترونية، تنقسم ما بين وسائل تحويل، الراديو، الألياف البصرية وغيرها، ليضيف "ما يجدر بنا ذكره أننا سجلنا إقبالا مميزا للزوار على جناحنا، ولمسنا إجماعا لديهم على تشرفهم بما نعرضه ونصنّعه، ونأمل في أن ترتفع وتيرة الإقبال في الأيام المقبلة سواء تعلق الأمر بأشخاص معنويين أو متعاملين خواص أو عموميين".

 

مجمع "بن حمادي" للعجائن... تحديات للريادة واكتساح السوق الدولية

وفي جولتنا بجناح الصناعات الغذائية، لفت انتباهنا الإقبال الكبير على ما يعرضه مجمع "بن حمادي إكسترا" للعجائن، حيث أكد لنا حمزة علاوة مسؤول تجاري بالمجمع أن مثل هذه الطبعات والمعارض، تمثل للمجمع كمنتج وكمؤسسة وطنية، للتعريف بالمنتجات الوطنية، معلقا على إقبال الجمهور بالقول إنه "وعلى الرغم من أن الطبعة الحالية وكغيرها من الطبعات ليست موجهة بالدرجة الأولى إلى المستهلك بقدر ما هي موجهة إلى الموزعين، غير أننا سجلنا إقبالا كبيرا للمواطنين، كما كانت لنا عديد الفرص للتعريف بمنتوجاتنا وكذا ربط علاقات تجارية مع عديد الموزعين بمختلف ولايات الوطن، ما يسمح بعرض خدماتنا وتسويق منتجاتنا في كل الولايات".

وعن أهداف المجمع، أكد حمزة علاوة "نحن في مجمع بن حمادي نسعى إلى التوجه نحو تصدير منتجاتنا بالأسواق الإفريقية والأوروبية، على الرغم من كوننا أصلا متواجدون بالأسواق الأروبية فمنتجاتنا تسوق في كل من أمريكا وكندا وبريطانيا وغيرها من الدول الأروبية، فضلا عن بعض الدول الإفريقية بأقل نسبة".

وكأول يوم من المعرض، قال محدثنا "سجلنا إقبالا محتشما من الجمهور، لكننا نتوقع ارتفاع الاقبال خلال الأيام المقبلة خاصة مع عطلة نهاية الأسبوع وهذا ما جرت عليه العادة خلال الطبعات الماضية"، ليؤكد فيما يتعلق بتحديات المجمع أن "مجمع بن حمادي يسعى لأن يكون الرائد في مجال إنتاج العجائن والصناعات الغذائية، ونحن ندعو من خلال منبركم الإعلامي الحكومة إلى تسهيل إجراءات التصدير حتى نتمكن من الترويج لمنتجاتنا بالخارج بشكل أفضل، كما نطالب في المقابل بتسهيل دخول المادة الأولية التي غالبا ما نجد صعوبة في رفع الانتاج بسبب غيابها، كما نسعى بكل ما أوتينا من جهد إلى العمل على خفض الأسعار التي غالبا ما يرتبط ارتفاعها بمتطلبات السوق سيما ارتفاع أسعار النقل البحري وعديد الأعباء الإضافية التي تحتم علينا اقتراح أسعار تكون مرتفعة".

"بيلا تيكستيل" ... نموذج مشرف للصناعة النسيجية المحلية

 يؤكد دحمان واعلي مسيّر شركة "بيلا تيكستيل"، في حديث لـ"الرائد"، أن الهدف من المشاركة بالمعرض، هو التطوير التجاري والعمل على رفع التصدير نحو الخارج، ونحن في شركتنا نسعى إلى إرضاء زبائننا والتعريف بمنتوجنا المحلي وبجودته، لتأكيد تطور الصناعة النسيجية في الجزائر، على الرغم من أننا نسجل عديد المآخذ بالنسبة لهذه الصناعات التي لم تصل مستوى التطور المطلوب، خاصة وأنها تصنف ضمن الصناعات الحرفية التي تتطلب مصانع أكبر للإنجاز وحجم استثمار أكبر لتطويرها".

وفيما يتعلق بإقبال الجمهور، لقد سجلنا توافدا لا بأس به على جناحنا ولقد ابدى الجمهور اهتماما بالغا بمنتجاتنا، ما أكد أن ما نصنعه مطلوب في السوق الوطنية، وهو ما يحفزنا على مضاعفة الانتاج وتحسين النوعية اكثر فأكثر.

من نفس القسم الوطن