دولي
34 عاماعلى"انتفاضةالحجارة"
تمثل فصلا من فصول المقاومة الفلسطينية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 ديسمبر 2021
يصادف يوم غد التاسع من ديسمبر،الذكرى الـ34 لاندلاع الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"،التي فجرها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني،لتكون بسنواتها السبع (1987-1994)،من أهم مراحل تاريخ نضالنا.
كيف بدأت؟
تعد حادثة استهداف شاحنة صهيونية لعدد من العمال الفلسطينيّين من قطاع غزّة،في 8 ديسمبر/ كانونالأول 1987،وأسفرت حينها عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، هي الشرارة التي تسببت باندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. مما تسبب في اليوم التالي باندلاع مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم جبالي للاجئين شمال قطاع غزة،احتجاجا على حادث الدهس.
وألقت خلاله الجماهير،الحجارة على موقع لقوات الاحتلال في جباليا البلد،وشاركت طائرات الاحتلال، في قذف القنابل السامة والدخانية لتفريق المتظاهرين،واستشهدو أصيب في ذلك اليوم عدد من المواطنين،وفرض الاحتلال الصهيوني " حظر تجوال" على بلدة ومخيم جباليا وبعض الأحياء في قطاع غزة.
امتد الغضب واتسعت دائرة المواجهات لتشمل مختلف مناطق القطاع، والضفة الغربية،وسميت بـ "انتفاضة الحجارة" لأن الحجارة كانت أداة الهجوم الأولى ووسيلة الدفاع التي استخدمها الفلسطينيون ضد الاحتلال الصهيوني. ومثّل الشباب في ذلك الوقت عنصرًا أساسيًّا في توجيه الانتفاضة وإدارتها،حيث قادت هذه الفئة الشُعلة،ووجهت القيادة الوطنية الموحدة للثورة.
استشهاد 1550 فلسطيني خلال الانتفاضة
ساهمت "انتفاضة الحجارة" في تشكيل الهوية الثورية الفلسطينية، ومثلت مرحلة مفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني في العصر الحديث. وتميزت انتفاضة الحجارة بما يعرف بالعصيان المدني الواسع،وبالشمولية والسرية والتنظيم الجيد، والمشاركة الفاعلة من كل شرائح المجتمع. وحملت في طياتها بذور التجدد،فدم كل شهيد كان كالوقود يغذي الانتفاضة ويمدها بالقوة لتستمر، وتشديد الاحتلال وقمعه عزز الانتفاضة الشعبية وصاعد من حدتها.
وردّت قوات الاحتلال الصهيوني بعنف على الانتفاضة، حيث أغلقت الجامعات الفلسطينية، وأبعدت مئات النشطاء، ودمرت منازل الفلسطينيين. واستمرّت الانتفاضة 6 سنوات،قبل أن تنتهي بتوقيع اتفاقية "أوسلو" بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
وارتقى خلال هذه الانتفاضة 1162 شهيدًا فلسطينيًّا، منهم حوالي 241 طفلا،فيما أصيب نحو 90 ألفا آخرين. ووفق معطيات للاحتلال الصهيوني،فإن سنوات الانتفاضة شهدت 43 ألف تظاهرة،و520 عملية رشق حجارة وزجاجات حارقة، إضافة إلى 940 هجومًا مسلحًا فلسطينيًّا ضد أهداف للمستوطنين وجنود الاحتلال. وأسفرت العمليات الفلسطينية عن مقتل 66 جنديًّا صهيونيا، وإصابة 4918 آخرين،إضافة لمقتل 157 مستوطنًا،وإصابة 4195 آخرين.
فيما تشير معطيات مؤسسة رعاية أسرى الشهداء والأسرى إلى: استشهاد 1550 فلسطينيا خلال الانتفاضة، واعتقال 200ألف فلسطيني خلال الانتفاضة، كما تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح،يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة،و65% يعانون من شلل دماغي أونصفي أوعلوي أوشلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة.
كما كشفت إحصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي،أن 40 فلسطينيا استشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، بعد ان استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.
وعلى الرغم من مرور كل هذه الأعوام على انتفاضة الحجارة ،ورغم ما أعقبها من أحداث وهبّات شعبيّة وحروب وانتفاضات،إلا أن فعاليتها وشموليتها جعلت منها حجر أساس، ثابت بقوة في ذاكرة الفلسطينيين،كان له عظيم الأثرعلى مابعده من هبات شعبية وانتفاضات.
حماس: المقاومة الشاملة والوحدة السبيل الوحيد للتحرير
وفي هذا الصدد، قالت حركة "حماس" الفلسطينية، إن"المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلحة، ووحدة الشعب الفلسطيني هي السبيل الوحيد لانتزاع حقوقنا،وتحرير أرضنا وأسرانا.".
وأكدت الحركة في بيان صحفي،أمس،في الذكرى الرابعة والثلاثين لانتفاضة الحجارة،أن الأسرى في سجون الاحتلال هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، مؤكدةً أن تحريرهم مسؤولية وطنية تضعها "حماس" في مقدمة أولوياتها. وأشارت إلى أن مدينة القدس والمسجد الأقصى،هما قلب الصراع مع الاحتلال،وأن مشاريع التهويد والاستيطان لن تفلح في تغيير معالمهما وحدودهما وتاريخهما.
وجددت حماس إدانتها لكل اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال،مبينةً أنها طعنة في صدر الشعب الفلسطيني،وضربًا لعمق الأمة وأمنها. ودعت الأمة العربية والإسلامية،قادة وحكومات وشعوبا، إلى التحرك الفاعل،وتعزيز فعاليات ومشاريع الدعم، والتضامن مع الشعب الفلسطيني،حتى زوال الاحتلال وتحرير فلسطين.