اقتصاد

المضاربة" تهدد شعب فلاحية استراتيجية بالزوال ..!

بارونات يدفعون الفلاحين نحو انتاج محاصيل معينة دون سواها

تهدد المضاربة العديد من الشعب الفلاحية بالزوال حيث بات المنتجون والفلاحون يرفضون الاستثمار في زراعة منتجات استراتيجية بسبب هاجس تقلبات الأسعار الذي يدفع ثمنه الفلاح والمواطن ويستفيد منه المضارب بينما بات عدد من "البارونات" في القطاع الفلاحي يدفعون الفلاح نحو انتاج محاصيل معينة دون سواها تحقيقا للربح .

وفي هذا الصدد حذر أمس رئيس لجنة أسواق الجملة للخضر والفواكه، عمر غربي، من زوال شعب فلاحية استراتيجية بسب تقلبات الأسعار والمضاربة مشيرا في تصريح لـ"الرائد" ان مادة الطماطم على سبيل المثال والتي بلغت مستويات جنونية هذه الأيام ووصل أسعارها حدود الـ250 دج عرفت الصائفة الماضية فائض كبير في الإنتاج وبعض الفلاحين اضطروا لرمي كميات كبيرة بسبب غياب مصانع كافية للتحويل ومخازن يمكنها امتصاص هذا الفائض، مضيفا ان عدد من الفلاحين وبسبب انهيار الأسعار سابقا وتسجيل خسائر كبيرة رفضوا الاستثمار مرة اخرى في شعبة الطماطم وهو ما انعكس على كميات الإنتاج فيما بعد الامر الذي يستغله المضاربون طبعا لرفع الأسعار بشكل كبير حتى يستفيدوا من هذه الوضعية ويبقي الفلاح في كل الحالات هو الخاسر، وقال غربي في السياق ذاته بأن مادة الثوم التي تعرف ايضا ارتفاعا كبيرا في الأسعار خارج مواسمها وحتى خلال موسم جنيها، تعد من الشعب الفلاحية المرشحة للزوال، موضحا بأنه خلال السنوات الماضية كانت هذه المادة جد متوفرة في أسواق الجملة، وكانت أسعارها لا تتجاوز 35 دج للكيلوغرام الواحد على مدار السنة بسبب الإنتاج الكبير وأيضا استيراد كميات إضافية، وهو ما كبد الفلاحين خسائر كبيرة بسبب التفاوت ما بين العرض والطلب، مما جعلهم يحجمونعنزراعتهافيالمواسمالأخيرة،الأمرالذيأدىإلىالتهاب أسعارها بشكل كبير، واتهم غربي بارونات في القطاع الفلاحي يعمدون إلى إخفاء المحاصيل الزراعية التي يقل إنتاجها، بغرض التحكم في أسعارها، مشيرا ان هؤلاء البارونات يغرون الفلاحين ويدفعنهم نحو إنتاج محاصيل معينة تحقق لهم أرباحا طائلة، ويعمدون إلى إخفاء محاصيل أخرى من السوق وتخزين القليل المتوفر منها من أجل المضاربة، وهو ما يحدث حاليا بالنسبة لمادة الطماطم التي بلغت أسعارها حدود غير معقولة، وطالب غربي في السياق ذاته زارة الفلاحة ووزارة التجارة بالتدخل واتخاذ إجراءات فعالة للتحقيق والتفتيش من اجل وقف هذه الممارسات التي تهدد محاصيل زراعية وشعب فلاحية بالاختفاء مشيرا ان مثل هذا السيناريو حدث مع شعبة البقوليات في الجزائر حيث كانت الجزائر تتنج كميات كبيرة من مختلف البقوليات وكانت تحقق اكتفاء ذاتي منها غير ان التجاوزات وتقلبات الأسعار والمضاربة جعلت الإنتاج ينخفض حتى وصل مستويات دنيا وباتت الجزائر تستورد البقوليات من الخارج بالعملة الصعبة.

من نفس القسم اقتصاد