الوطن
تحوّل جذري في وجهة التعاون الاقتصادي الجزائري محوره "بكين"
مبادرة "الحزام والطريق" تفتح آفاقا واعدة لشراكة استراتيجية
- بقلم سارة زموش
- نشر في 05 ديسمبر 2021
تسعى الجزائر منذ فترة لإنشاء محور اقتصادي متعدد الأقطاب من خلال اتفاقيات شراكة جديدة وفتح مجالات تعاون مع شركاء غير تقليديين من بينهم الصين التي باتت شريك استراتيجي موثوق خاصة بعد انضمام الجزائر لمبادرة طريق الحرير الصينية وكذا أزمة كورونا التي وطدت العلاقات الجزائرية الصينية أكثر، فهل سنرى في قادم الأيام تحولا جذريا في وجهة التعاون الاقتصادي الجزائري، يقلل من هيمنة الشريك التقليدي المتمثل في الاتحاد الأوروبي وتحديدا فرنسا؟.
وموازاة مع اختتام منتدى التعاون الصيني الإفريقي المقام بالسينغال، جددت الجزائر مرة أخرى من خلال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، تأكيدها أنها على غرار باقي الدول الإفريقية تولي اهتماما خاصا للشراكة في إطار منتدى التعاون مع الصين الذي يعتبر بلدا صديقا تاريخيا وشريكا استراتيجيا، ويشهد التعاون الجزائري الصيني تطورا سريعا في مختلف المجالات منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني-الإفريقي في عام 2000 وتتعاون الجزائر مع الصين في العديد من المجالات الاقتصادية منها الهياكل والمنشآت القاعدية والأشغال العمومية والنقل والتجارة والاستثمار، وكذا في ميادين التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة، فضلا عن مواصلة التنسيق والتضامن بين الجزائر وبكين في إطار مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وتسعى الجزائر منذ فترة لبناء محور اقتصادي ناشئ وفاعل يشمل شركاء غير تقليدين وهو ما سينهي الهيمنة الفرنسية في مجالات عديدة وبدأت معالم انخراط الجزائر في تعاون استراتيجي مع الصين تأخذ طريقها إلى التجسيد وفق مخطط استعجالي يمتد إلى سنة 2023، انطلق من تفعيل مبادرة "طريق الحرير".
- مهماه بوزيان: الجزائر تسعى لبناء بعد استراتيجي اقتصادي جديد
وفي تصريح لـ"الرائد" أكد الخبير في مجال الطاقة مهماه بوزيان أن الجزائر تسعى منذ فترة عبر دبلوماسيتها إلى التنويع الاقتصادي بما يكرس التنويع في الشركاء، والتنويع في الاستثمارات، وتغيير أنماط تركيب الشراكات مع رأس المال الأجنبي مضيفا أن الجزائر تحاول من خلال تنويع شراكاتها التخلص من الهيمنة الفرنسة في التعاملات الإقتصادية وهو ما يظهر من خلال محاولاتها إعادة مراجعة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ويرى ذات الخبير أن انضمام الجزائر لمبادرة طريق الصين الحريرية كانت خطوة أولى نحو بناء بعد استراتيجي اقتصادي على محو بكين-موسكو، معتبرا ان الانضمام لهذه المبادرة سيتمكن الجزائر من من الاستفادة من مزايا صينية مهمة حيث تتقاطع المبادرة الصينية مع اهتمامات جزائرية واضحة في السوق الأفريقية، من خلال استثمار مليارات الدولارات في المنشآت القاعدية والبنى التحتية ويشمل ذلك بناء موانئ وطرقات وسكك حديدية ومناطق صناعية ومشاريع للطاقة.
- سراي: مستقبل العلاقات الجزائرية الصينية واعد
من جهته قال الخبير الاقتصادي مبارك عبد الرحمن سراي أن العلاقات الجزائرية الصينية أصلا تعد علاقات متينة وهناك تعاون اقتصادي كبير بين البلدين مشيرا أن الصين تحتفظ بمركز أول دولة موردة للجزائر بصادرات بلغت قيمتها 517 مليون يورو في جانفي وهناك مئات الاستثمارات الصينية في الجزائر في العديد من القطاعات منها قطاع الطاقة والبناء والأشغال العمومية حيث تجد الجزائر في الاستثمارات الصينية ربحية اكبر كون تكلفة الخبرة الصينية تعد ارخص، واكد سراي ان مستقبل العلاقات سيحمل مزيد من التعاون بعد الدعم الذي شهدناه من الصين تجاه الجزائر في ازمة كورونا بينما تخلف شركاء تقليديون كالاتحاد الأوروبي في مساعدة الجزائر وهو ما سيغير من خارطة التعاون الاقتصادي خاصة وان الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومنذ سنوات تجلب للجزائر خسائر اقتصادية كبيرة اكثر من الأرباح معتبرا أن الانخراط الجزائري في شراكة متكاملة مع الصين ودول أخرى كان من باب الاثار السلبية التي خلقتها أزيد من 15 سنة من التعاون "رابح خاسر" مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن مصالح الجزائر تضررت بشده من هذه الشراكة بينما الجانب الأوروبي كان المستفيد الأكبر .