الوطن

مخاوف من تكرار سيناريو أزمة الأكسجين وندرة الأدوية

في ظل انتشار متحورات جديدة "مقلقة" وتحذيرات من الموجة الرابعة

برزت هذه الأيام موازاة معالحديث عن إمكانية دخول الجزائر "موجة رابعة"، من وباء كورونا مخاوف من تكرار سيناريو أزمة الأكسجين وندرة الأدوية، والتي عانى منها القطاع الصحي خلال الموجة الثالثة ودفع ثمنها المواطن غاليا.

ويتخوف خبراء ومختصون هذه الأيام من تداعيات الموجة الرابعة المحتملة على وفرة الأدوية التي تدخل ضمن البروتوكول العلاجي لوباء كورونا وأيضا من امكانية تكرار سيناريو أزمة الاكسجين خاصة في ظل انتشار متحورات جديدة يجهل أعراضها وإن كانت تسبب حاجة المصابين بها للدخول إلى المستشفيات وتلقي دعم بالأكسجين.

  • مواطنون يكدّسون اسطوانات الغاز وجمعيات تحضر لعمليات تضامنية منذ الآن!

وبسبب المعاناة التي عاشها الجزائريون خلال الموجة الثالثة مع أزمة ندرة الأدوية والأكسجين فان العديد منهم استبقوا الموجة الرابعة المحتملة من خلال المسارعة لتكديس كميات من الأدوية لديهم حيث كشف عدد من الصيادلة الخواص أن الطلب على أنواع من الأدوية والمكملات الغذائية التي تدخل ضمن البروتوكول الوقائي والعلاجي من وباء كورونا بدأت تعرف طلبا كبيرا هذه الأيام منها حقن منع تخثر الدم والتي كانت الأزمة بشأنها حاده خلال الموجة الثالثة، من جانب أخر فان الامر ينطبق كذلك على اسطوانات الأكسجين حيث بدأت مواقع الانترنت وحتى صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تسوق لقارورات أكسجين كانت لدى عدد من المواطنين خلال الموجة الثالثة وحسب الاعلانات المتداولة فان هذه القارورات باتت مطلوبة في السوق السوداء منذ الآن حيث يقبل الجزائريون على اقتنائها تحسبا لأي طارئ أو أي أزمة، قد تطرح بشأن مادة الاكسجين أو أي محاولات للمضاربة كما حدث خلال الموجة الثالثة. هذا وقد دخلت الجمعيات الخيرية التي ساهمت خلال الموجه الثالثة في التخفيف من حده أزمة الاكسجين على الخط مبكرا خلال هذه الموجة، أين بدأت عدد من الجمعيات الخيرية حسب ما طلعنا عليه عبر صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي في وضع نداءات للمواطنين الذين يملكون قارورات أكسجين مكدسة لديهم من الموجتين السابقتين من اجل تسليمها لهذه الجمعيات التي تهدف من خلال هذه الخطوة إلى جمع أكبر عدد ممكن من قارورات الأكسجين تحضيرا لعمليات تضامنية خلال الموجه الرابع إن تطلب الأمر ذلك.

  • اجراءات استباقية تتخذ على مستوى الحكومة، هل ستكون كافية لمنع الأزمة؟

وعلى مستوى الحكومة فان اجراءات مسبقه اتخذت منذ حوالي ثلاثة أسابيع تجنبا لأي أزمة أدوية أو أكسجين خلال الموجة الرابعة المحتملة حيث سبق لوزير الصناعة الصيدلانية عبد الرحمن بن باحمد أن أجرى اجتماعات مكثفة مع المتعاملين في مجال الصيدلة ومنتجي الأكسجين من أجل ضبط الانتاج الوطني من هذه المادة وتغطيه أي احتياجات اضافيه وأعطى بن باحمد تعليمة إلى منتجين مادة الأكسجين الطبي مفادها رفع قدرة الإنتاج وتشكيل مخزون استراتيجي يتوافق مع قدرات التخزين القصوى لمختلف وحدات الإنتاج كما أمر بتشكيل فرق من المفتشين تتكفل بمهمة المراقبة الأسبوعية للاحترام الصارم لقدرات التخزين. من جهتهم أبدى المتعاملون في مجال الصيدلة ومنتجي مادة الأكسجين الطبي استعدادهم للتجنّد من أجل تغطيه أي عجز مسجل في هذه المادة من خلال تكثيف عمليات الاستيراد للمواد الأولية وقارورات الأكسجين والمكثفات بينما يبقى مخزون الأدوية منها الأدوية التي تدخل ضمن البرتوكول العلاجي في الوقت الحالي كافي ليبقى فرض رقابة على أسواق هذه المواد الفترة الحالية أمر مطلوب بشده حتى نتجنب أي عمليات مضاربة كالتي شاهدناها خلال الموجه الثالثة في الجزائر.

  • كرّار: من المستبعد تكرار أزمة الاكسجين خلال الموجة الرابعة إلاّ في هذه الحالة!

وعن الموضوع أكد أمس رئيس الإتحاد الوطني لمتعاملي الصيدلة الدكتور عبد الواحد كرار أنه من المستبعد أن يتكرر سيناريو ندرة الأدوية والاوكسجين خلال الموجة الرابعة إلا إذا عرفت هذه الموجه انتشارا كبيرا وتفشي غير مسبوق للوباء بين الجزائريين وقال كرار في تصريحات لـ"الرائد" أن الحكومة اتخذت اجراءات استعجاليه قبل ظهور هذه الموجة من أجل رفع نسبه الانتاج الوطني من مادة الأكسجين وقد تم عقد اجتماع مع المتعاملين في هذا المجال وضبط كل الامور التنظيمية في حين لا يزال باب استيراد مكثفات الأوكسجين مفتوح وأغلب مخابر الدواء والمتعاملين في مجال الصيدلة مستعدون للاستيراد كميات اضافيه من هذه المكثفات وتسويقها يضيف كرار من أجل منع أي ندرة أو ازمة في هذه المادة الطبية، واعتبر كرار أن ما عقّد من أزمة الأوكسجين خلال الموجة الثالثة هو المضاربة مشيرا ان الحل لعدم تكرار هذا السيناريو هو تفعيل الرقابة وتشديدها منذ الان على أسواق بيع هذه المواد خاصه السوق السوداء مع ضبط كل الأمور التنظيمية على مستوى مصانع توزيع مادة الاكسجين من أجل ضبط عمليه البيع على أن تكون فقط لصالح الجمعيات والمؤسسات الاستشفائية والمؤسسات الطبية الخاصة مضيفا في سياق تقييمه لإجراءات الحكومة في هذا الملف أنها تبقى كافيه لغاية الان معتبرا انه على المواطن ان يساهم بوعيه في التخفيف من اثار وتداعيات هذه الموجة الرابعة، وقال كرار في ذات السياق أن المحسنين ورجال الأعمال ساهموا خلال الموجة الثالثة في مساعدة العديد من المؤسسات الاستشفائية على تركيب مولدات للأكسجين وهو ما سيخفف من ضغط أي أزمة محتمله في المادة كما أن مصانع الحديد يمكنها أن تدخل على خط انتاج ماده الأوكسجين كما حدث في الموجة الثالثة لتغطي أي نقص أو احتياجات إضافية مطمئنا المواطنين الذين بدأوا منذ الان يقبلون على تكديس وتخزين أسطوانات الاوكسجين أنه لا داعي للقلق قائلا أن هذا السلوك في الكثير من المرات هو السبب في محاولات للمضاربة وخلق أزمة مفتعلة.

من نفس القسم الوطن