الوطن
"الأفلان" و"الأرندي" "يكتسحان" المحليات و"الأفافاس" يترقب!
أحزاب تستبق "أرقام شرفي" وتعلن فوزها في الاستحقاق
- بقلم ايمان سايح
- نشر في 30 نوفمبر 2021
استبق كل من حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديموقراطي، الإعلان الرسمي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وأكدا تحقيق الأغلبية في جل ولايات الوطن، مستندين في ذلك إلى الأرقام الاولية التي ما تزال تصلهما تباعا من هياكلهما المحلية، فيما فضلت جبهة القوى الاشتراكية ترقب أرقام شرفي واصفة النتائج التي حققتها لحد الساعة بـ" المقبولة على العموم".
أجمعت التشكيلات السياسية، التي تحدثت إليهم "الرائد"، أمس، عن رضاها لمستوى النتائج المحققة في انتخابات تجديد المجالس البلدية والمحلية، وقبل إعلان السلطة المستقلة للانتخابات عن الأرقام الأاولية المتعلقة بهذا الاستحقاق، استندت بعض الأحزاب لما أعلنت عنه هياكلها القاعدية، وحسمت "فوزها" في المحليات على غرار حزبي جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديموقراطي، الذين أكدا تحقيقهما للأغلبية في عديد الولايات.
لعرابي: "الأرندي لا يزال في الريادة"
قيّم الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي صافي لعرابي، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، نتائج الانتخابات المحلية الأولية بالإيجابية جدا، وأوضح أن الأرقام الأولية التي تصل تباعا "تؤكد فوز الحزب بالأغلبية في عديد الولايات والبلديات"، ما يؤكد حسبه أن الأرندي " لا يزال في الريادة"، مثمنا نتائج الاستحقاق بالنظر للظروف العامة التي جرى فيها، بدءا بالوضع الصحي الخاص ووصولا للنمط الانتخابي الجديد، إضافة إلى خصوصية الاقتراع المحلي والعدد الكبير للمترشحين.
وفيما يتعلق بالنتائج التي حققها الحزب، أكد لعرابي أن الأرندي جاء "ضمن الفائزين الثلاثة الأوائل في أغلب الولايات"، ما يرجح ّإمكانية تعيين رؤساء مجالس بلدية وولائية من الحزب، فيما لم يستبعد إمكانية اللجوء إلى عقد تحالفات مع باقي التشكيلات السياسية.
إلى ذلك، تحدث لعرابي عن وجود ما أسماه "خروقات وتجاوزات"، موضحا أن " السلطة المستقلة للانتخابات لم تتحكم جيدا في العملية الانتخابية"، وهو ما برره بكونها سلطة " فتية وأن المحليات تعد أول تجربة لها فضلا عن العدد الكبير للمترشحين وكذا الناخبين ما صعب من مهمتها".
إلى ذلك، ندد الأرندي بما أسماه "تغييب الأحزاب السياسية" عند توزيع محاضر تركيز النتائج بالنسبة لانتخاب أعضاء المجالس المنتخبة، وهو ما اعتبره "خرقا لأوامر رئيس الجمهورية" الذي شدد في عديد المناسبات على ضمان شفافية ونزاهة المواعيد الانتخابية، وأضاف أن "عدم إشراك التشكيلات السياسية في تركيز لنتائج من شأنه أن يخل بشرعية المحليات بحكم أن الحزب هو من يمنح الشرعية للاستحقاق".
تمامري: "الأفلان يتصدر المشهد في عدد كبير من البلديات"
وفي اتصال هاتفي أجرته معه "الرائد"، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني أحمد تمامري، إنه "وبالرغم من النقائص التي سجلت من خلال تطبيق القانون الحالي الذي تم على أساسه تنظيم المحليات، غير أن الافلان سجل تجاوبا ونجح في كسب ثقة المواطنين التي تأكدت من خلال الالتفاف حول برنامجه الانتخابي والتصويت له في اغلب الولايات والبلديات".
وذهب تمامري لأبعد من ذلك، حين قال إن "الأفلان يتصدر المشهد في عدد كبير من البلديات، وهو موجود أيضا في عدد مهم من المجالس البلدية، كما أنه ينافس على رئاسة البلديات وفقا للتحالفات التي يمكن إقامتها مع باقي التشكيلات السياسية".
وفي هذا الشأن، ذكر تمامري أن الأفلان لطالما عقد تحالفات مع تشكيلات سياسية، غير ان الإشكال الذي يجب طرحه، يبقى " عدم انضباط عدد كبير من المنتخبين ضمن التشكيلات السياسية الأخرى، ما يطرح امامنا فرضية الدخول في تحالفات على أساس محلي لا يرتكز على أساس حزبي استراتيجي ما قد يعرقل تطبيق برنامج الحزب في تسيير الشأن المحلي".
وفي رده على سؤال بشأن الظروف التي جرى فيها الاستحقاق، قال تمامري، " على العموم الظرف جيد رغم تسجيل المديريات المحلية لبعض التجاوزات الشخصية والتي لا تعبر عن توجه معين"، مستدركا " على العموم يمكن القول بأن المحليات جرت في ظروف جيدة".
الأفافاس: " حققنا نتائج مقبولة في المحليات"
وعلى عكس سابقيه، فضل المتحدث باسم جبهة القوى الاشتراكية وليد زنابي، انتظار إعلان النتائج المؤقتة من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، غير أنه وصف في تصريح لـ"الرائد"، النتائج التي تصله تباعا، من طرف هياكله المحلية، بـ"المقبولة على العموم بالنظر إلى الظروف العامة للبلاد".
وفيما يتعلق بإمكانية عقده تحالفات مع باقي التشكيلات السياسية، لم يستبعد زنابي ذلك، مؤكدا "كما جرت عليه العادة الافافاس على استعداد لعقد تحالفات بالعودة إلى الهيئة الوطنية لتقديم الآراء"، قبل أن يضيف "نحن في الحزب لا يهمنا تباين التوجهات والإيديولوجيات بقدر ما يهمنا اختيار الأشخاص القادرين على تسيير الشأن المحلي والحياة اليومية للمواطنين وتغليب المصلحة العامة".
وفيما يتعلق بالظروف التي جرت فيها المحليات، أكد زنابي تسجيل خروقات " كما كان متوقعا" مؤكدا أن الأفافاس كان سباق للتنديد بها، بإصداره بيانا استعجاليا تطرق من خلاله إلى أهم التجاوزات التي تم تسجيلها، وختم المتحجث باسم جبهة القوى الاشتراكية حديثه بالتأكيد على أن الأفافاس "يتأسف لمثل هذه الممارسات ويجدد التأكيد على ضرورة التزام الجميع بالقواعد الأساسية للممارسة السياسية من اجل إخراج مناضلين أكفاء لتسيير الشأن العام".