الوطن

"القاتل الصامت" يواصل حصد أرواح الجزائريين

تسجيل 17 حالة وفاة شهر نوفمبر الجاري

تواصل حوادث الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون حصد أرواح العشرات بمختلف ولايات الوطن، كانت أخرها عروس بوادي الماء بولاية باتنة لم يمض على زواجها 48 ساعة.

وسجلت مصالح الحماية المدنية خلال شهر نوفمبر الجاري أزيد من 200 تدخل على المستوى الوطني، خلفت وفاة 17 شخصا، كانت أثقلها تسجيل أربع وفيات من عائلة واحدة بولاية سطيف اختنقوا، جراء استنشاقهم لغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من قناة صرف الدخان لمدفئة داخل منزلهم، كما سمحت تدخلات مصالح الحماية المدنية بداية الأسبوع الجاري من إنقاذ عائلة بأكملها بحاسي زهانة في سيدي بلعباس، بعد استنشاقهم للغاز المنبعث من سخان الماء، كما تمكنت وحدات الحماية المدنية من إنقاذ 4 أشخاص بعد تعرضهم للاختناق جراء استنشاقهم للغاز في وهران.

وفي هذا الصدد، أوضح أمس ممثل المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك كمال عزوق في حديثه لجريدة الرائد، بأن الحصيلة المسجلة جراء استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون تبرز خطورة الوضع، مشيرا إلى أن الانخفاص المحسوس في درجات الحرارة، يقابله تكثيف في إستعمال أجهزة التدفئة في الوقت الحالي.

وأضاف عزوق، بأن المخاوف كبيرة، خاصة في ظل تسليم الآلاف من السكنات من مختلف الصيغ على المواطنين خلال الأشهر القليلة الماضية والانخفاض المحسوس في درجات الحرارة، ما يستدعي دق ناقوس الخطر، لكون أغلب السكنات لا تحوي على التدفئة المركزية.

وشدد محدثنا، على أن نمط البناء غير المتطور المتبع من قبل الدولة الجزائرية وعدم وضع استراتيجية لتطوير السكن، يبقى من أبرز مسببات الاختناق، في ظل انعدام التهوية ما يجعل المساكن غير مطابقة لمعايير السلامة، يضاف لها سوء إستعمال سخانات الماء، المدافئ و"الطابونة".

وطالب ممثل المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، بضرورة توفير كل المستلزمات الضرورية للتدفئة بالأحياء السكنية، من خلال استحداث مؤسسات صغيرة مهمتها تسيير الأحياء، للتقليل من حوادث الاختناق، مضيفا بأن العملية ستمكن من ترشيد استهلاك الطاقة وستساهم في تحريك عجلة الاقتصاد وخلق مناصب شغل، خاصة وأن المؤسسات سيقع على عاتقها التكفل بكل ما يتعلق بالتدفئة.

وكشف ذات المتحدث، بأن معاينته الميدانية لأزيد من 150 منزل وقعت بها حوادث الاختناق بالغاز بولايات متعددة سمحت له بالوقوف على أسباب الحوادث، والتي أرجعها في الغالب للأخطاء في تركيب الأجهزة، ما يجعل من إعادة النظر في تكوين الرصاصين أمر لا مفر منه، في ظل انعدام ثقافة الأمن لديهم.وجدد محدثنا مطالبته للسلطات المعنية للعمل على انشاء فتحات التهوية الثابتة والدائمة بكل المساكن بطرق قانونية، من أجل التقليل من حوادث الاختناق بالغاز.

من نفس القسم الوطن