اقتصاد

صيادون يحالون على البطالة وأسعار السمك تقفز إلى أعلى

بسبب التقلبات الجوية

بدأت معاناة الصيادين والمهنيين في قطاع الصيد البحري تتزايد مع بداية موسم الأمطار والتقلبات الجوية، حيث يصبح الخروج للبحر بمثابة رحلة موت في وقت يوجد 60 بالمائة منهم دون تأمين اجتماعي، وهو ما ينعكس على أسعار المنتجات الصيدية التي ترتفع بشكل جنوني خلال هذا الفصل، وهو ما يتطلب تدخلا من الوزارة الوصية ليس لضبط الأسعار وحسب وإنما لتحسين ظروف 52 ألف صياد وعامل بقطاع الصيد البحري.

يشتكي العديد من الصيادين جملة المشاكل التي يتحدونها يوميا من أجل كسب قوتهم، لتزداد المعاناة خلال موسم التقلبات الجوية، في ظل غياب التأمين الاجتماعي لحوالي نصف أو أكثر المهنيين في هذا القطاع، وهو ما يدفع الصيادين لتجنب الخروج للبحر خلال فترة التقلبات الجوية، وهو أمر ينعكس على تموين الأسواق بالمنتجات الصيدية التي تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار كل فصل شتاء.

ويجمع المهنيون في قطاع الصيد البحري أن مهنة الصيد أصبحت متعبة جدا في يومنا هذا، بسبب الفوضى والمتاعب الكبيرة التي تلاحق الصيادين، فعدى هيمنة السفن الكبرى على الصيد لامتلاكها أحدث التقنيات، بالإضافة إلى غياب السمك بين الحين والآخر وفي بعض الشهور، وذلك بسبب طريقة صيده العشوائية التي أدت لانقراضه ونقصه، فإن الصيد أصبح قليلا جدا مقارنة بالسنوات السابقة، وهو الأمر، حسبهم، الذي جعل العديد من الصيادين يعتزلون نهائيا مهنة الصيد ويتخلون عن سفنهم التي تجدها مركونة في المرسى وقد أكلها الصدأ، مرجعين السبب إلى قوانين الصيد التي لم تراع، حسبهم، ظروف الصيادين، واصفين إياها بأنها ليست عادلة، وكذلك الضرائب الكبيرة التي تفرض عليهم من طرف مديرية الضرائب والتي أرهقت كاهلهم، وكذلك الحوادث التي تقع بين الحين والآخر للعمال على متن السفينة وغيرها.

من جانب آخر، يشير الصيادون أن أهم مشكل يمكن أن يواجه الصيادين عموما هو عدم التكفل بهم وأخذ وضعيتهم بعين الاعتبار، خصوصا في فترات توقفهم عن العمل أثناء فصل الشتاء، إذ يقل العمل في هذه الفترة وينعدم أحيانا، وبهذا يجد الصيادون أنفسهم عاطلين عن العمل، خاصة أصحاب المراكب الصغيرة المختصة في صيد السردين بسبب العواصف وسوء الأحوال الجوية وبرودة الطقس التي تدفع بتجمعات السمك إلى الابتعاد من المياه القريبة من السواحل، وهو ما يفتح المجال أمام التجاوزات.

وفي ظل هذا الواقع الذي يتكبده 55 ألف بحار بـ 14 ولاية ساحلية، أكد حسين بلوط، رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، أن الوضع الذي يعيشه الصيادون حرج وهم يعيشون حالة من الفراغ خاصة في هذه الأيام، حيث تشهد السوق نقصا كبيرا في السمك الذي أحال العديد منهم على البطالة وتوقيف نشاطاهم، كما أن سوء الأحوال الجوية ساهم في توقيف العديد من عمليات الإبحار والصيد.

وعن الوضع الاجتماعي للصيادين، صرح حسين بلوط أن أغلب الصيادين غير مؤمنين اجتماعيا وهم عرضة للخطر دائما، حيث يتوجب على السلطات مساعدتهم والاهتمام بهم لتحسين وضعيتهم، مشيرا أن قطاع الصيد البحري يعاني الإهمال وهو ما ينعكس على وفرة المنتجات الصيدية في الأسواق وأسعارها التي باتت في غير متناول الجزائريين.

من نفس القسم اقتصاد