الوطن
الأسرة الجامعية مدعوة للمشاركة في بلورة رؤية إصلاحية "شاملة"
بن زيان شدد على تحسين الخدمات الجامعية ورقمنة قطاع التعليم العالي
- بقلم م ش
- نشر في 17 نوفمبر 2021
أبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، مساعي الوزارة الرامية إلى تحسين الخدمات الجامعية والحياة الطلابية بصفة عامة، وكذا التدابير الرامية إلى مواصلة رقمنة القطاع وتطوير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وتكثيف التعاون الدولي، مشددا أن التحديات التي تواجه القطاع تستوجب من الفاعلين في الأسرة الجامعية والعلمية العمل سويا لبلورة "رؤية إصلاحية متكاملة".
عبد الباقي بن زيان، وخلال عرضه لبرنامج القطاع أمام لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، أكد أن هذه "التحديات ستزداد وطأتها في قادم السنين، وهو ما يتطلب من كل الفاعلين في الأسرة الجامعية والعلمية العمل سويا لبلورة رؤية إصلاحية متكاملة".
وأبرز أن هذه الرؤية تعتمد على التشارك وتقاسم استعمال الموارد البشرية والمادية وترشيد وعقلنة حوكمتها لبعث ديناميكية جديدة في مجال تكوين كفاءات عالية التأهيل وفائقة المهارة، لجعل الجامعة قادرة على مسايرة التحولات الجارية ومستعدة للاستجابة لمتطلبات المهن المستحدثة والمهارات الجديدة، والتساوق مع عالم بات التغير المستمر ميزته الأساسية.
وأشار الوزير إلى أن برنامج القطاع يهدف إلى الارتقاء بنوعية التعليم العالي وتكييفه مع تفشي وباء كوفيد-19، وتعزيز التكوين والتأطير والشبكة الجامعية، إلى جانب تنشيط البحث العلمي والتطوير التكنولوجي ودعم الابتكار، وكذا ترقية آليات الحوكمة الجامعية وعصرنتها.
كما يرتكز البرنامج القطاعي، يضيف الوزير، على مراجعة العدة التنظيمية والتشريعية الضابطة لمرفق التعليم العالي وتقريب الجامعة من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وكذا تعزيز تكثيف التعاون الدولي لإقامة علاقات تعاون وتبادل وتوأمة ومشاريع وبرامج مشتركة، مع العمل على الإصلاح التدريجي للخدمات الجامعية وتكثيف الحوار الاجتماعي مع مختلف الشركاء الاجتماعيين، وذلك في إطار مقاربة تشاركية.
وبالمناسبة، قدم الوزير عرضا مفصلا حول الدخول الجامعي 2021-2022، متطرقا إلى التحديات التي واجهت هذا الدخول، خاصة ما تعلق بتسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد الناجحين في شهادة البكالوريا دورة 2021، وكذا في نسبة الحاصلين على تقدير ممتاز(...).
وقال إن عدد الناجحين الجدد في البكالوريا بلغ 345872 ناجحا، من بينهم 333747 طالبا مسجلا بالمؤسسات الجامعية، كما تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسبة الحاصلين على تقدير ممتاز بنسبة 82 بالمائة، وبتقدير جيد جدا بنسبة 63 بالمائة، وبتقدير جيد بنسبة 57 بالمائة، مقارنة مع دورة بكالوريا 2020.
كما تم تسجيل ارتفاع عدد الطلبة المسجلين في مختلف أطوار التعليم والتكوين ليصل إلى 1696000 طالبا مسجلا، بمن في ذلك طلبة التدرج وما بعد التدرج والتكوين المتواصل، كما تم اتخاذ جملة من الإجراءات لرفع التحديات التي عرفها هذا الدخول الجامعي.
ومن بين هذه الإجراءات، اعتماد الرقمنة في كل مراحل تسجيل وتوجيه الطلبة نحو مؤسسات التعليم العالي عبر الخط، بالإضافة إلى اعتماد بروتوكول صحي وبيداغوجي خاص بتنظيم النشاطات البيداغوجية، وفق نمط التعليم المختلط، الذي يزاوج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وذلك من خلال تخصيص التعليم الحضوري للمواد التعليمية الأساسية التي تمثل ثلثي الحجم الساعي الدراسي، والتعليم عن بعد للمواد الاستشرافية في كل التخصصات التي تمثل ثلث الحجم الساعي الدراسي، كما تم تفويج الطلبة إلى دفعات، تفاديا لكثافة التعدادات في الحرم الجامعي، واستحداث خلية مركزية وخلايا محلية أوكلت لها مهمة متابعة سير الموسم الجامعي الحالي.
ويسعى القطاع بخصوص التعليم والتكوين وضمان الجودة إلى مواصلة مراجعة خريطة التكوين، وتحيين البرامج التعليمية في كل الأطوار.
وبالإضافة إلى ذلك، تحسين نوعية التكوين في الدكتوراه عن طريق الانتقاء والتكوين النوعي للطلبة في الطور الثالث، وربط مواضيع الدكتوراه ببرامج البحث المتمثلة في البرامج الوطنية للبحث العلمي التطويري، وبرامج البحث التكويني الجامعي وبرامج التعاون الدولي.
من جهتهم، دعا النواب من خلال تدخلاتهم في هذه الجلسة التي حضرتها وزيرة العلاقات مع البرلمان، بسمة عزوار، إلى "ضرورة العمل على تحسين الخدمات الجامعية مع توسيع الشبكة الجامعية وتعميم استعمال اللغة العربية في بعض التخصصات وتعزيز الأمن داخل الحرم الجامعي".