الوطن
"المدارس الخاصة" كابوس يقلق الأولياء ويحذر منه المختصون
أغلبها عبارة عن مستودعات ألصقت فيها سبورات لنهب جيوب أسر المتمدرسين
- بقلم سعيد س
- نشر في 16 نوفمبر 2021
دق أساتذة ونقابيون ناقوس الخطر من عدم ردع وزارة التربية الوطنية للمدارس الخاصة أو الاستدراكية، التي تكون أغلبها في مستودعات ومقرات وسكنات، ألصقت فيها سبورات وأضيفت لها بعض الكراسي البلاستيكية كتجهيز لتصبح "مدارس".
قال المكلف بالتنظيم على مستوى نقابة "الأسنتيو"، يحياوي قويدر، إن الدروس الخصوصية أصبحت إحدى ركائز العملية التعليمية بالجزائر، يكاد يتوافق على ذلك الأغنياء والفقراء، ويبادر إليها النجباء والضعفاء، ويختلف هذا النمط من التدريس مع ما يقدم في المؤسسات التعليمية، الدروس الخصوصية ليست المعرفة، أي ليس العلم في حد ذاته، وجبر جوانب النقص، بل إنها تتجه عند الأعم الأغلب من المدرسين والمتمدرسين إلى طريقة جني النقاط، فكأنها عملية تدريب على اكتشاف المداخل التي يحصل منها التلاميذ نقاطا كافية لنجاحهم.
وأوضح قويدر أن هذا التدريب ليس منطلقا من نفس منطلق الثانوية أو المتوسطة، ليس من المنهاج والتراكمية والبناء المعرفي، بل ينشد الهدف ولو لم يحصل المتمدرس ما يمكنه حقيقة من بناء رصيده العلمي، وهذا ما يذكر بوضع نعم على كل أسئلة احتمال الصحيح والخطأ طلبا لتحقيق ما يمكن تحقيقه من النقاط.
هذا فيما اعتبر بشير قواس، أستاذ تعليم ابتدائي ونقابي، أن الدروس الخصوصية تأسيس لمدرسة خاصة! قائلا "إنه يكفينا الخروج يومي الجمعة والسبت (زعمة عطلة نهاية الأسبوع)، لملاحظة عدد التلاميذ والأولياء المرافقين لأبنائهم والأساتذة المتجهين نحو دروس الدعم التي تكاد تعمم وتصبح قاعدة وكأننا في يوم عمل عادي، بل ومست الفترات المسائية لبقية أيام الأسبوع، وبعدما كانت تقتصر على الأقسام النهائية (الباك والبيام) وتخص فقط مواد التخصص (الرياضيات والعلوم الطبيعية للعلميين، اللغات والفلسفة للأدبيين) أصبحت هذه "المواد" تمس كل المستويات حتى الطور الابتدائي!
وأوضح قواس أن هذه "الدروس" الاستدراكية تكون أغلبها في مستودعات ومقرات وسكنات ألصقت فيها سبورات وأضيفت لها بعض الكراسي البلاستيكية كتجهيز لتصبح "مدارس"، إذ هي في حقيقة الأمر لا تمت بصلة لمدارس حتى في أسمائها اليافعة (المستقبل، النابغة، المجتهد، الياسمين، الأوركيدي، بي.بي.سي...). التي تدل على استثمار في علامة تجارية وليس في العلم والتعلم...
وأبرز المتحدث "أنه وفي أحسن الأحوال في المدارس الخاصة المعتمدة التي تعمل بدوام كامل، هي عبارة عن مجمعات إسمنتية "بيطون" بُنيت إلى آخر متر واكتسحت "الطروطوار" العمومي (لتوسعة حجرات الأقسام، لأن منطقهم الاستثمار ومنطق الاستثمار هو الاستغلال...) لا يوجد فيها حتى ساحة محترمة تسمح للتلاميذ بالتنفس خلال فترة الراحة".
وأوضح أن الطلب المتزايد على هذه الدروس يوحي أولا بعُقم البرامج التعليمية الرسمية وعدم استجابتها ليس فقط للمستوى التعليمي المطلوب لمسايرة التطور في شتى المجالات، بل لا تسمح للتلميذ حتى باجتياز أبسط الاختبارات الفصلية والسنوية المقررة من نفس الجهات التي رسمت تلك البرامج! منتقدا تسامح الدولة معها.
وختم المتحدث تصريحه بالتأكيد أن تلك المستودعات ما هي إلا ترك الحرية الكاملة أمام تدريبات تجار مبتدئين لتهيئة الأرضية للكبار الذين سيأتون مستقبلا لفرض سلعنة التعليم وخوصصة كلية للمدرسة بمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة والجامعة.