دولي

«الاعتداء على المقبرة اليوسفية عدوان على تاريخ وهوية القدس»

قاضي قضاة فلسطين يحذّر من تداعيات الجريمة ووزارة شؤون القدس تؤكد:

قالت وزارة شؤون القدس الفلسطينية، إن تجريف الاحتلال الصهيوني، للمقبرة اليوسفية، وتغيير أسماء الشوارع في القدس، عدوان على تاريخ وثقافة وهوية المدينة.

وأضافت الوزارة في بيان صحفي أمس، أن هذا الاعتداء الصارخ والخطير على حرمة القبور بالمقبرة اليوسفية، الذي لا تقره شريعة أو دين، ينم عن عدم احترام لحرمة الموتى في القبور ولمشاعر المسلمين، ويأتي في سياق الهجمة الصهيونية العدوانية على كل ما هو فلسطيني وعربي في المدينة. وشددت على أن العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، مطالبون بإعلاء الصوت لوقف نبش قبور الموتى والاعتداء السافر على المقبرة.

وقالت: «في الوقت الذي يصعد فيه الاحتلال من عمليات الهدم لمنازل الأحياء فإنها تلاحق الأموات في قبورهم بنبشها وتجريفها ومحاولة إخفاء معالمها». وأضافت: «يصادر الاحتلال الأرض لإقامة المستوطنات في الوقت الذي تجرف فيه القبور لإقامة ما تسميه الحدائق التوراتية»، واستنكرت وزارة شؤون القدس، اعتداء الاحتلال الصهيوني على المواطنين الذين هبوا للدفاع عن حرمة موتاهم في القبور. وقالت: «نجدد الدعوة للمجتمع الدولي للتحرك سريعا عبر توفير الحماية للمواطنين كخطوة أولى لإنهاء الاحتلال الذي طال أمده واشتد ظلمه».

كما أدانت وزارة شؤون القدس، إقدام الاحتلال على تغيير أسماء عدد من الشوارع في مدينة القدس، خاصة البلدة القديمة. وقالت: «يمعن الاحتلال في كل ما من شأنه تغيير معالم المدينة العربية والفلسطينية عبر سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تهويد المدينة». وأضافت: «نطالب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» للتدخل من أجل وقف هذا العبث الصهيوني بثقافة وتاريخ المدينة»، وتابعت: «ما يجري هو بمثابة حرب مفتوحة على كل ما هو فلسطيني وعربي بالمدينة يحاول الاحتلال من خلالها سلب وسرقة تاريخ المدينة وسكانها واستبدالها بأسماء مزورة لا تمت للتاريخ أو المكان بصلة». وشددت وزارة شؤون القدس على أن «شارع الواد سيبقى شارع الواد وباب العامود سيبقى باب العامود والمقبرة اليوسفية ستبقى المقبرة اليوسفية رغم عمليات السرقة والتزوير التي تجري على مرأى ومسمع العالم أجمع».

وتابعت «تستمر الحرب الثقافية من خلال منع الأنشطة الثقافية التي ينظمها الفلسطينيون في مدينتهم المحتلة والتي كان آخرها منع نادي سلوان الرياضي من إقامة احتفال ترفيهي للأطفال». وأضافت وزارة شؤون القدس: «ستتحطم كل مخططات التهويد على صخرة صمود المواطنين المقدسيين الذين أثبتوا بالأفعال أنهم أوفياء لمدينتهم».

من جهته حذر قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، من تداعيات استمرار الجريمة التي تنفذها جرافات الاحتلال بحق المقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة. وقال الهباش في بيان صحفي أمس، إن استمرار هذه الجريمة قد يقلب الأمور ويزيد التوتر ويمكن أن يقود إلى إشعال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بشكل لا يتوقعه أحد، وأضاف أن ما يجري في المقبرة اليوسفية، تصعيد خطير ضد الأحياء والأموات في مدينة القدس المحتلة، وأنه جزء من مخطط التهويد الذي ينفذه الاحتلال لإزالة أي معالم أثرية أو تاريخية تؤكد إسلامية المدينة المقدسة وعروبتها وخاصة في المنطقة المحيطة بالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك.

وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني، أعمال التهويد والتجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، لليوم الثالث على التوالي، وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة، إن الاحتلال أغلق المدخل المؤدي إلى صرح الشهداء في المقبرة اليوسفية بصفائح حديدية، وأحكم إغلاقه من الجهة الغربية، وأضاف، أن قوات الاحتلال بدأت بتسييج المنطقة المحيطة بصرح الشهداء، ونشرت قوات خاصة على الأسوار، ومنعت المواطنين والصحفيين من الدخول. وأوضح أبو زهرة، أن الاحتلال يحاول التسريع بتهويد المقبرة وطمسها، قبل انعقاد جلسة محكمة الاحتلال الأسبوع المقبل لكسب القضية.

ويسعى الاحتلال الصهيوني إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة توراتية كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها، ويشار إلى أن جرافات الاحتلال جرفت قبل أسابيع أجزاء من مقبرة ضريح الشهداء، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، حيث ظهرت أجزاء من رفات وعظام شهداء وموتى، ما أثار غضبًا واسعًا بين المقدسيين. وعقب ذلك أعاد المواطنون دفن رفات الشهداء والموتى في المقبرة، قبل أن يجدد الاحتلال نبشها وطمسها بالكامل.

من نفس القسم دولي