الوطن

خبراء يتوقعون شتاء بارد وممطر هذه السنة

بسبب الحرارة المرتفعة خلال الصائفة الماضية والحرائق

كانت الأجواء الصافية التي ميزت الطقس منذ فترة، والتي امتدت إلى غاية منتصف شهر أكتوبر الجاري، محل استفسار المواطنين والفلاحين بوجه خاص الذين أبدوا تخوفهم من استمرار الصفاء الذي سيؤثر على الموسم الزراعي في حالة تأخر معدلات التساقط وامتدادها إلى نهاية الشهر، غير أن التوقعات تشير أن الأمطار ستكون في الموعد وخلال الأيام المقبلة.

وفي هذا الصدد، يشير الخبير في علم الفلك والجيوفيزياء، لوط بوناطيرو، أنه ليس من الضروري أن يكون شهر أكتوبر أو نوفمبر موعدا للتساقط وشبيها للشهر نفسه من كل سنة، فحتى لو سجلنا تساقطا معتبرا العام الماضي فهذا لا يعني أن يسجل التساقط نفسه هذه السنة، فكل سنة لديها خصوصية وإن شاهدنا شهرا خاليا من التساقطات المطرية، فستعود الأمور إلى مجراها في الأيام القليلة المقبلة، مفسرا ما يحدث من تغيرات مناخية بالنشاط اليومي للشمس.

وحسب ذات المتحدث فإن الرطوبة الكبيرة والحرارة المرتفعة التي شهدها فصل الصيف أو الحرائق التي اندلعت في العديد من الولايات سيكون لها أثر كبير خلال فصل الشتاء هذا، بسبب أن هذه الحرارة والحرائق ساهمت في تبخر كميات معتبرة من مياه البحر والمسطحات المائية التي شكلت سحبا كثيفة، وهو ما سيجعل فصل الشتاء هذه السنة ممطرا بامتياز مع تساقط ثلوج وتسجيل بارد قارس في أغلب الولايات.

أما بخصوص إمكانية تسجيل فيضانات، يشير بوناطيرو أننا كل عام نسجل مثل هذه الظواهر الطبيعية، لكن الخطورة لا تنحصر في حدوثها وإنما في هشاشة البنية التحتية لمدننا التي يجب أخذ الحيطة والحذر بشأنها لتجنب الأخطار بأقل الأضرار والخسائر، داعيا الجهات الوصية لاتخاذ التدابير اللازمة قصد تفادي أي خسائر بشرية أو مادية كانت، ومن جانب آخر الهيئات المسؤولة عن تسيير الثروة المائية لتهيئة السدود وتجهيزها لاستقبال هذه الكميات الكبيرة من المياه.

للإشارة، فقد شهدنا خلال فصل الصيف الماضي ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، مع تسجيل حرائق عبر العديد من ولايات الوطن كانت أغلبها مفتعلة تسببت في خسائر بالجملة.

وأكد خبير دولي في الأرصاد الجوية، أن الفيضانات التي شهدتها كل من الجزائر وتونس بالإضافة إلى جنوب إيطاليا، مساء السبت الماضي كانت نتيجة منخفض جوي قادم من جزر البليار، وأوضح الخبير جيل ماتريكون لموقع مختص في الطقس، أمس أن الاضطراب الجوي الذي عرفته الجزائر وتونس ومناطق من ايطاليا منذ الخميس الماضي جاء بسبب هبوط منخفض من جزر البليار باتجاه المغرب العربي والذي سيستمر حسبه إلى غاية يوم غد الثلاثاء، وأضاف المتحدث أنه عند اتصال البحر الذي لا يزال دافئا في هذا الوقت من العام، مع الهواء البارد غير المستقر للغاية يحدث تصادم بين التيارات الهوائية يفرز التقلبات الجوية.

من نفس القسم الوطن