دولي

خطوات تصعيدية في سجون الاحتلال الصهيوني

رفضا للإجراءات العقابية بحق الأسرى

بدأ الأسرى في مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس، خطوات تصعيدية، رفضا للإجراءات العقابية التي تواصل إدارة السجون تنفيذها بحقّهم، لا سيما أسرى الجهاد الإسلامي، وأوضح نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى، أن الخطوات التصعيدية ستستمر خلال الأيام المقبلة، للمطالبة بحل قضية أسرى الجهاد بإعادتهم إلى غرفهم، وذلك بعد توزيعهم قبل أسبوعين على غرف التنظيمات الأخرى، عقب انتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن "جلبوع"، قبل أن يعاد اعتقالهم مرة أخرى.

التقرير الصادر عن الهيأتين أشار إلى أن "الأسرى أرجعوا اليوم "أمس" وجبات الطعام، وسيتبعها تمرد وعودة أسرى الجهاد إلى غرفهم ظهر الثلاثاء المقبل، ورفض دخولهم غرف التنظيمات الأخرى، فيما سيتم إغلاق الأقسام كافة، يوم الأربعاء، من الساعة الرابعة عصرا حتى نهاية اليوم".

وأضافا أن الأسرى سيقومون بإرجاع وجبتي الفطور والغداء يوم الخميس المقبل أيضا، والتشاور مع مختلف الفصائل في نهاية الأسبوع للاتفاق على موعد لحل التنظيمات، ضمن خطوات التصعيد الإضافية، ولفتا إلى أن إدارة سجون الاحتلال أخلّت منتصف الشهر الماضي بالاتفاق الذي أبرم مع الحركة الأسيرة، والذي يقضي بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الخامس من الشهر المنصرم، والحفاظ على الاستقرار في كافة السجون، وحل مسألة توزيع أسرى حركة الجهاد، بمنع توزيعهم على غرف التنظيمات الأخرى، وفتح غرفة، أو غرفتين لهم، في كل قسم بالسجون، إلا أن ذلك لم يتم حتى اللحظة.

وكانت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، قد أفادت ان الأسير علاء الأعرج يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم ال 62 على التوالي ضد اعتقاله الإداري ويقبع بما تسمى "بعيادة سجن الرملة". وقال محامي الهيئة فواز شلودي، عقب زيارته للأسير الأعرج ، انه يعاني من الآم في منطقة البطن وخاصة في راس المعدة ونغزات والام في منطقة الصدر والقلب وضعف في العضلات بشكل عام، ورعشة في جميع أنحاء جسده وتشنجات ووجع شديد في منطقة الكلى، كما يعاني من غباش في النظر، وانخفاض في الوزن وصل حتى اليوم الى 17 كيلوغرام، وانخفاض السكر بالدم، كما انه يتنقل على كرسي متحرك.

من جهته، دخل الأسير ضياء زكريا شاكر الفالوجي (الآغا)، أمس، عامه الـ30 في سجون الاحتلال الصهيوني، وأوضح نادي الأسير، في بيان صحفي، أن الأسير الآغا واحد من الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية "أوسلو"، وكان من المفترض إطلاق سراحه في أواخر آذار/مارس من العام 2014، في إطار المفاوضات بين فلسطين والكيان الصهيوني، إلّا أن الاحتلال تنصّل من تعهداته ولم يلتزم بتطبيق ما أتفق عليه.  والأسير الآغا (46 عاماً)، من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ومعتقل منذ العاشر من تشرين أول/ أكتوبر 1992، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.

وكانت نقابة المهندسين في مدينة نابلس قد نظمت مساء أول أمس، فعالية تضامنية مع الأسير المهندس علاء الأعرج المضرب عن الطعام لليوم 63 تواليا، في مقر النقابة بالمدينة. وقال نقيب المهندسين، في مدينة نابلس يزن جبر: إن الاعتقال أصعب ما قد يمر على الإنسان، وأن ما يحصل مع زميلهم الأعرج هو جريمة إنسانية يتحمل الاحتلال تبعاتها كاملةً. وأكد أن علاء بإضرابه يضرب مثالا لرفض الظلم والقهر الواقع من الاحتلال تجاه الأسرى، حيث اعتقل أكثر من 6 سنوات في سجون الاحتلال، ويُعاني "علاء الأعرج" من تشنجات مستمرة، ومشاكل في الكلى، وانخفاض نسبة السكر في جسمه، ويتنقل بواسطة كرسي متحرك، حيث فقد ما يزيد على 20 كيلوغراما من وزنه، وموجود حاليًّا في عيادة سجن الرملة. وخلال فترات اعتقاله السابقة فقد والده، كما أن طفله الوحيد أبصر النور وهو رهن الاعتقال السابق، وأعاد الاحتلال اعتقاله في 30 حزيران 2021، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداريّ 6 أشهر، من جهة أخرى قالت مؤسسة حقوقية فلسطينية تعنى بحقوق الإنسان، إن الاحتلال عزل في سجن النقب (جنوب فلسطين المحتلة عام 1948) 19 فلسطينيًّا في "ظروف شديدة القسوة".

ونقلت مؤسسة "الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان" (غير حكومية) عبر محاميها سامي سمعان، عن الأسير نبيل مغيّر -أحد الأسرى المعزولين- قوله: إنهم "يعانون من ظروف شديدة القسوة وتحطّ بالكرامة، في ظل عقوبات جماعية تصل حد التعذيب". وأضاف أنه وزملاءه "أُدخلوا قسم 6 في السجن مجردين من حاجاتهم الشخصية في زنازين لا تصلح للاستخدام البشري، بعد حوالي 10 أيام من إحراق القسم وتفريق أسرى حركة الجهاد الإسلامي منه على سجني إيلا وعسقلان، على خلفية نفق سجن جلبوع"، وتابع: "يعيش الأسرى الـ 14 بانقطاع تام عن العالم الخارجي؛ إذ إنهم لم يتلقوا زيارة من الصليب الأحمر أو أي طرف آخر قبل زيارة محامي الضمير لهم، بالإضافة لوجود 5 أسرى آخرين معزولين في زنازين أخرى بالنقب". ويصف المغيّر الزنازين التي احتجزوا فيها بـ"الكهف"، مشيرًا إلى أنه تم وضع كل أسيرين في غرفة خاوية تفحمت جدرانها وأرضياتها والأبراش الحديدية فيها، كما أن رائحة الحريق في الغرف التي تفتتت قصارتها مؤذية جداً للأسرى ولا ضوء فيها".

من نفس القسم دولي