دولي
جذوة المقاومة لا تزال مشتعلة
6 أعوام تمر على "انتفاضة القدس"
- بقلم الوكالات
- نشر في 05 أكتوبر 2021
ستة أعوام تمر على اندلاع شرارة انتفاضة القدس، في وقت لا يزال الشعب الفلسطيني يتفيأ ظلال الانتصار في معركة "سيف القدس"، ويواصل مقاومته في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 ضد الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل والسبل المتاحة.
واندلعت انتفاضة القدس مطلع أكتوبر 2021؛ إثر حرق مستوطنين لعائلة دوابشة بمحافظة نابلس، واستمرار الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، وحظر مصاطب العلم والرباط في ساحاته. بعد أيام من جريمة حرق عائلة دوابشة، أشعلت كتائب القسام شرارة انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر عام 2015م، حين نفذت إحدى مجموعاتها في مدينة نابلس عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "إيتمار"، أدت إلى مقتل مستوطنين صهيونيين، أعقبها تنفيذ الشبان الفلسطينيين سلسلة عمليات دعس وطعن وإطلاق نار بطولية في الضفة والقدس.
وبلغ عدد العمليات البطولية التي نفذتها المقاومة والشبان الفلسطينيون 147 عملية طعن، وكان من أبرز تلك العمليات عملية الشهيد مهند الحلبي في مدينة القدس والتي قَتل فيها مستوطنين، وعملية الأسير عمر العبد في مغتصبة "حلميش" والتي قَتل فيها ثلاثة مستوطنين، وعملية الأسير رائد المسالمة في مدينة تل الربيع التي قَتل فيها مستوطنين، وأما عن عمليات الدعس خلال الانتفاضة فقد بلغت 44 عملية، أبرزها عملية الاستشهادي علاء الجمل التي قَتل فيها حاخامًا صهيونيًّا وأصاب 7 آخرين، وعملية الشهيد فادي القنبر من جبل المكبر والتي أسفرت عن مقتل 4 صهاينة وإصابة 15 آخرين بجروح مختلفة.
كما نفذ الشبان الفلسطينيون 266 عملية إطلاق نار ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، كان من أبرزها عملية الشهيد بهاء عليان والأسير بلال غانم، والتي استهدفت حافلة صهيونية في مدينة القدس المحتلة، وعملية الشهيد نشأت ملحم التي استهدفت رواد أحد المقاهي وسط مدينة تل أبيب، وعملية الأسير عبد الباسط الحروب قرب تجمع مغتصبات "غوش عتصيون"، وعملية الأسير نمر الجمل في مدينة القدس المحتلة، وسجلت انتفاضة القدس وقوع 10950 مواجهة بين الشبان وجنود الاحتلال في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تخللها إلقاء 1625 زجاجة حارقة، و362 عبوة ناسفة، وفق معطيات نشرها الموقع الإعلامي لحماس. وقد أسفرت الانتفاضة خلال عامين عن استشهاد 327 شهيدًا، وأكثر من 4255 جريحًا، بحسب موقع "فلسطين نت" المتخصص بإحصاءات الانتفاضة، في حين أدت العمليات التي نفذها الفلسطينيون خلال عامين إلى مقتل 59 صهيونيًّا، وإصابة 1179 آخرين.
وعلى الرغم من مرور ستة أعوام على انتفاضة القدس، إلا أن روح المقاومة والصمود التي أحيتها تلك الانتفاضة لا تزال تسكن أبناء الشعب الفلسطيني وتجري في عروقهم، فقد ترجموها واقعًا على امتداد جغرافيا الوطن وساحاته بشتى الطرق والوسائل حتى يومنا هذا.
فمن معركة "سيف القدس" والتي هبّ فيها الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده نصرة للقدس والمسجد الأقصى ولقنوا فيها العدو الصهيوني دروسًا لن ينساها، تتجلى مقاومة الشعب الفلسطيني في أبهى صورها في مشاركة أهالي بلدتي بيتا وبيت دجن بنابلس في التظاهرات الشعبية و"الإرباك الليلي" للدفاع عن أراضي البلدتين اللتين يتهددهما الاستيطان، وتزامن تصاعد المقاومة المسلحة والشعبية في مدينة جنين ومخيمها خصوصًا، وفي الضفة الغربية المحتلة عمومًا مع اندلاع شرارة معركة "سيف القدس" في مايو/أيار الماضي، والتي جاءت في أعقاب تهديد المستوطنين الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى وطرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح بمدينة القدس، ومثلت انتفاضة القدس ومعركة سيف القدس امتدادًا لانتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله الطويل، وأثبتتا أن خيار المقاومة هو أقصر الطرق وأنجعها لتحرير فلسطين وإعادة الحقوق لأصحابها.