دولي

الأسير حسن شوكة .. رحلة معاناة جديدة دون تهمة أو محاكمة

قضى 14 عاما خلف قضبان سجون الاحتلال الصهيوني

عندما فشل الاحتلال في اعتقال المطارد حسن حسنين شوكة، اعتقلت وحدات اسرائيلية خاصة زوجته، واحتجزتها على سلم نفسه حماية لها وحتى تعود لرعاية أطفالهما فزجته خلف القضبان في رحلة جديدة خلف قضبان السجون التي قضى فيها 14 عاما من عمره، حتى انجبته زوجته طفليه خلال اعتقاله.

في مدينة بيت لحم، ولد حسن قبل 32 عاماً ، نشأ وعاش وتعلم بمدارسها حتى وصل للصف العاشر، فقطع الاحتلال عليه الطريق باعتقاله الاول وهو بعمر 16 عاماً، وتقول شقيقته رزان " كان محباً للدراسة والتعليم، وفي عام 2004، فوجئنا باعتقاله واخضاعه للتحقيق والتعذيب دون مراعاة طفولته وسنه، حوكم بالسجن الفعلي 4 سنوات ونصف قضاها كاملة وتحرر ".وتضيف " لم يكد يتنسم عبير الحرية ويفرح بعودته الينا، حتى اعتقله الاحتلال مرة ثانية عام 2008، وعلى مدار عامين ونصف عانى بسبب الاعتقال الاداري "، وتكمل ، استغل هذه الفترة ، اكمل دراسته الثانوية بنجاح، وتحمل وصمد حتى تحرر ".

فور تنسمه الحرية ، انتسل حسن للجامعة الاهلية في بيت لحم تخصص ادارة اعمال، واكمل دراسته لفصل واحد فقط، وتقول شقيقته " كان الاحتلال له بالمرصاد ، فاعتقل للمرة الثالثة وامضى في الاداري لمدة عامين ونصف، وهكذا اصبحت مستهدف بشكل مستمر ، وتعرض للاعتقال 4 مرات اخرى، وجميعها اداري دون تهمة او محاكمة "، وتضيف " تزوج بعد معاناة طويلة ، ورزق بطفلين الاكبر جبل وعمره 3 سنوات وطفلته نايا عام وشهرين ".

خلال السنوات الماضية ، واثناء مطاردة حسن تعرض لعدة محاولات اغتيال ، وتقول شقيقته " طارده الاحتلال بشدة واستهدفه لنشاطه الفاعل في مقاومته، تعرض لأربعة محاولات اعتقال، وفي كل مرة ، كان رب العالمين يكتب له عمراً جديداً "، وتضيف " بتاريخ 14/ 9/2021 ، حاصر الاحتلال منزله، وعندما اقتحمه كانوا مستعدين لتصفيته ، لكنه لم يكن موجوداً ، فانتقم الاحتلال منه باعتقال زوجته شقيقي 30 عاماً ، في وضح النهار"، وتكمل " نقلوها الى حاجز "عتصيون" من الساعة 2 لغاية السابعة مساء.

وكان حسن مطلوبا للاحتلال منذ 12 يوماً، وطالبوه بتسليم نفسه ، وبعد اعتقاله ، اطلقوا سراحها ".الزوجة شيريهان ، افادت ، أن الاحتلال تعامل معها بطريقة وحشية بعد اعتقالها ، تعرضت للضرب والضغوط والتحقيق والضغط نفسيا والتهديد باعتقالها وتحويلها لسجن المسكوبية، اذا لم يسلم زوجها نفسه ، وتضيف " خوفاً على حياتي ولحمايتي من الاحتلال وسجونه، وخوفاً على أطفالنا اللذين عاشوا الخوف والقلق على حياتي بعد اعتقالي ، اضطر زوجي لتسليم نفسه ، لم يحتمل بقائي رهن قبضتهم "، وتضيف " عندما عدت للمنزل ، وجدت اطفالي بحالة حزن ويبكون، لكني تالمت وحزنت كثيراً لاعتقال زوجي الذي لم يتركه الاحتلال يعيش حياة طبيعية كباقي الناس ".

فور اعتقال حسن، نقلوه الى زنازين عوفر، وبسبب احتجازه في ظروف غير انسانية وسط ظروف مأساوية في الزنازين، خاض بتاريخ 16-9-2021، اضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 19 يوما، وتقول شقيقته "كنا نجهل وضعه الصحي فقد حرمان من لقاء المحامين، لكنه استمر في الاضراب حتى اخرجوه من العزل ونقلوه الى سجن ريمون "، وتضيف " ما يقلقنا، ان حسن يعاني من مرض الربو وحساسية في الانف والعينين ، ويحتاج لادوية وفحوصات طبية ومتابعة وظروف الاعتقال في السجون تؤثر على صحته أكثر ".

خلال اعتقاله ، رزق الأسير بطفله الاول جبل ، تقول رزان " عندما كان يخوض اضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله الاداري ، وادخل للمشفى بسبب تدهور حالته الصحية، انجبت زوجته طفله جبل ، كان موقفاً مؤلماً ومؤثرا لزوجته لقلقها عليه ولغيابه عنها في هذه اللحظات الاجمل "، وتضيف " اللقاء الاول لشقيقي مع مولوده جبل ، كان خلال وجوده في المشفى وهو بعمر شهر ، وبعدها تكررت الزيارات والاعتقالات والافراجات ، فتأخر قبول الطفل لوالده ، لكنه سرعان ما ارتبط به واصبح يحبه كثيراً "، وتكمل " طفلته نايا، ولدت ووالدها في السجن ، ولم تتمكن من زيارته بسبب فيروس كورونا ، وبعد تحرره من الاعتقال قبل الأخير، التقاها بعدها حريته لأول مرة، ولم يكد يفرح برؤيتها وعناقها حتى عاد لدوامة الأسر والحرمان ".تتمنى عائلة الأسير حسن، نهاية قريبة وعودة سريعة من اعتقاله الأخير .

وتقول شقيقته " زوجته وأطفاله بأمس الحاجة اليه، ولدينا هواجس خوف مستمرة من الاعتقال المستمر منذ سنوات ، فالاعتقال الاداري جريمة وعقاب وظلم وانتقام من الأسير واسرته التي تعيش على اعصابها "، وتضيف " ما زالت زوجته تتحمل المسؤولية وتؤدي واجباتها في رعاية وتربية الاطفال، ولكن كل يوم نعيش القلق في ظل ظلم الاحتلال الذي نغص حياتنا طوال السنوات الماضية، فمتى ينتهي هذا الكابوس ؟".

من نفس القسم دولي