دولي

قلق من عنف المستوطنين ودعوة للتحقيق

عبّر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن قلقه العميق من استمرار العنف والاشتباكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجاءت تصريحاته خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك.

وأشار وينسلاند إلى مقتل تسعة فلسطينيين وجرح العشرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة التي تشملها فترة التقرير.ولفت المبعوث الأممي الانتباه إلى التصعيد الذي تشهده غزة والمنطقة المحيطة، وقال إن ذروتها وصلت في الـ21 من أوت، عندما شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة نظمتها الفصائل الفلسطينية.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على المتظاهرين الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة 51 فلسطينيا، من بينهم 25 طفلا، غالبيتهم العظمى برصاص حي. وأشار إلى وفاة رجل فلسطيني وفتى فلسطيني يبلغ من العمر 12 عاما متأثرين بجراحهما. وتحدث كذلك عن مقتل جندي إسرائيلي برصاص فلسطيني. ونبه إلى استمرار المداهمات والاعتقالات للفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وقال إن تلك الاعتقالات والاشتباكات والهجمات أدت إلى مقتل تسعة فلسطينيين من بينهم طفلان وإصابة أكثر من 280 فلسطينيًا بالذخيرة الحية كما بالرصاص المطاطي.

وعبر وينسلاند عن قلقه إزاء اختطاف مستوطنين فتى فلسطينياً يبلغ من العمر 15 عاما شمال الضفة الغربية، ثم ربطه بشجرة والتنكيل به وتعذيبه إلى أن غاب عن الوعي. وطالب بإجراء تحقيقات ومعاقبة الجناة. وعبر عن قلقه لاستمرار عنف المستوطنين وزيادته، ولاحظ تكرار عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في تقاريره. وقال إن على إسرائيل الوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين الفلسطينيين (كدولة قائمة بالاحتلال) من العنف والتحقيق مع المسؤولين عن تلك الهجمات.

كما أشار إلى استمرار إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالتضييق على حرية التعبير وملاحقة النشطاء الفلسطينيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.ثم تطرق إلى استمرار عمليات الهدم ومصادرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المنازل والمباني الفلسطينية. وتحدث عن هدم السلطات الإسرائيلية أكثر من مئة مبنى في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ما أدى إلى تهجير 165 فلسطينيًا، بينهم 33 امرأة و98 طفلًا. وأشار إلى أن عمليات الهدم تنفذ عموما بحجة عدم وجود تصاريح بناء إسرائيلية، مؤكدا أنه من شبه المستحيل على الفلسطينيين الحصول على تراخيص بناء في تلك المناطق.

وفي ما يخص وصول المساعدات إلى غزة، أشار المبعوث الأممي إلى دخول 6 آلاف شاحنة، بما في ذلك مواد البناء والمواد الغذائية وغير الغذائية والوقود، إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، مؤكدا في الوقت ذاته أن حجم التجارة دون مستويات ما قبل التصعيد. وأكد ضرورة تحسين الحركة من غزة وإليها، حيث لن تتمكن أي عمليات إنسانية وحدها من سد الحاجة.

من جهته، عبر مبعوث الولايات المتحدة للأمم المتحدة ونائب السفيرة الأميركية رتشارد مايلز عن قلق بلاده العميق "من خطر التصعيد في المنطقة، وخاصة في ضوء الاستفزازات الأخيرة بما فيها استخدام الأجهزة الحارقة على الحدود مع غزة". وقال إن بلاده "تحث الطرفين على الامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى تأجيج التوتر وتهدد السلام الهش الذي تشهده الأشهر الثلاثة الماضية، بما فيها التحريض على العنف، وتعويض المسجونين ماديا لارتكابهم أعمالا إرهابية، وضم الأراضي، وأنشطة الاستيطان، وعمليات الطرد والهدم".

وقال "إن الدبلوماسية الأميركية ستواصل التركيز على خطوات عملية من أجل النهوض بهذه الرؤية." ورحب الدبلوماسي الأميركي بالاتفاق بين دولة قطر والأمم المتحدة لإيصال المساعدات للمحتاجين في غزة، بما فيها مساعدات شهرية لمئة ألف أسرة في القطاع ستحصل على مساعدات نقدية مباشرة من برنامج الأغذية العالمي.

يذكر أن قطر كانت قد أعلنت في وقت سابق من الشهر عن تبرعها بمبلغ 40 مليون دولار أميركي على مدى أربعة أشهر للأمم المتحدة، لتقديم مساعدات نقدية لحوالي 100 ألف أسرة محتاجة في غزة. وتأتي تلك المساعدات بالإضافة إلى 10 ملايين دولار أميركي شهريًا، والتي توفر الوقود، من خلال مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، لمحطة توليد الكهرباء في غزة.

يأتي هذا في وقت أصيب ستة فلسطينيين أحدهم بجراح خطرة خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أول أمس، تظاهرات حدودية وفعاليات "الإرباك الليلي" شرق مدينتي غزة وخان يونس جنوب القطاع، والمستمرة لليوم الثالث على التوالي في أكثر من نقطة تماس مع الأراضي المحتلة.

وقالت وزارة الصحة في غزة في إحصائية عقب انتهاء الفعاليات، إنّ ستة فلسطينيين أصيبوا بينهم ثلاث إصابات بالرصاص الحيّ أحدها خطيرة، إضافة لثلاث إصابات طفيفة بقنابل الغاز والشظايا شرقي غزة وخان يونس.

ويواصل ناشطو "الإرباك الليلي" فعالياتهم الحدودية، وقد وسعوا هذا المساء العمل في نقطتي تماس مع الحدود بعد أن كان التواجد في نقطة واحدة أمس وأمس الأول، وتعهد المنظمون باستمرار الفعاليات حتى كسر الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع.

وأشعل الفلسطينيون في نقطتي التماس الإطارات المطاطية وأطلقوا بالونات حارقة تجاه مستوطنات "غلاف غزة" وقاموا بتفجير عبوات صوتية صغيرة لإزعاج جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين القريبين من الحدود.

من نفس القسم دولي