دولي
حماس تمهل الاحتلال الصهيوني شهرين لتنفيذ التفاهمات ومطلب كسر الحصار
الحية شدد أن الحركة لا تكبلها الاتفاقات عن المقاومة ومطلبها الاستراتيجي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 سبتمبر 2020
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية أن حركته اتفقت مع الوسيط القطري على إعطاء الاحتلال شهرين لتنفيذ الاتفاق الأخير، مشددا أن حماس لا تكبلها الاتفاقات عن المقاومة، ومطلبها الاستراتيجي كسر الحصار.
قال الحية في لقاء عبر شاشة الأقصى: إن ما جرى أمس هو تثبيت للتفاهمات السابقة، مضيفًا: "مطالبنا كانت واضحة؛ وهي التزام الاحتلال بالتفاهمات السابقة دون تلكؤ، وأن تأتي مشاريع جديدة، وهناك استحقاق جديد أن شعبنا أمام جائحة، وهناك حاجة لسد رمق أبناء شعبنا"، وأوضح أن الذي أطال المفاوضات هو الاختلاف على المدة التي سنمحنها للاحتلال لتنفيذ المشاريع، وخاصة التفاهمات السابقة، وسنمنحه شهرين، وسنراقب سلوكه في تنفيذ المشاريع وجلب مشاريع أخرى.
وأضاف أن طبيعة الاحتلال في المراوغة والتلكؤ؛ كان يراوغ في كمية الأموال التي سيسمح بإدخالها، وذكر الحية أن دخول جائحة كورونا كان محطة فارقة، حيث انشغلنا مع كل مكونات شعبنا بمواجهة الفيروس، وقال: "لم نرغب أن نزيد شعبنا همًّا جديدًا بالمواجهة مع الاحتلال، والدخول في جولة صراع جديدة".
وأضاف الحية: "بدأ الشباب الثائر بإطلاق البالونات الحارقة، والاحتلال حاول تغيير قواعد الاشتباك لكن المقاومة كانت له بالمرصاد".
وأكد أن حماس أوصلت التحذيرات المناسبة للاحتلال عبر الوسطاء، "ثم أرسلنا صواريخنا للاحتلال للجمه عن تغيير قواعد الاشتباك واعتبار أن مقابل كل بالون صاروخًا".وقال: "الاحتلال دخل في صراع داخلي، ولم نشأ أن نكون جزءًا من الصراعات الداخلية معه، ونأينا بأنفسنا وتحملنا بعض الوقت".وتابع: "نريد أن نحقق لشعبنا أن يعيش بكرامة، لذا كان مطلبنا مضاعفة المنحة القطرية هذا الشهر لمواجهة كورونا، والاحتلال كان متعنتًا حتى آخر لحظة، واستجاب صاغرًا بضغط البالونات، والإخوة في قطر كانوا مستعدين لزيادتها".
وأوضح القيادي الحية أن المنحة القطرية تضاعفت ما يزيد على 30 مليون دولار هذا الشهر لتقديم مشاريع متعددة.كما أشار إلى تنفيذ التفاهمات السابقة بكل مكوناتها وخاصة الكهرباء والماء والتجارة والصناعة والتصدير والعمال والتجار.وأضاف أن الدوحة وعدت بتجديد المنحة المالية لدورة جديدة مع زيادة.
ولفت إلى أن الأموال التي تضاعفت في المنحة ستستفيد منها 100 ألف أسرة متعففة بـ 100 دولار، والشرائح التي تضررت من كورونا بـ 100 دولار لكل أسرة.كما أشار إلى تشغيل 3500 موظف لوزارة الصحة، والداخلية باستيعاب 2500 ممن دخلوا مسابقات قبل مدة قصيرة، وتشغيل مؤقت لثلاثة أشهر قابلة للزيادة.
كما ستشمل الزيادة مليون دولار لتقديم مشاريع في مواجهة كورونا حتى تستطيع البلديات مواصلة عملها.وسيخصص مليون دولار لرسوم طلبة الجامعات، ومنحة لمن تقدم بهم العمر عن 30 عامًا ولم يتزوجوا، ومشاريع إعمار البيوت التي دمرها الاحتلال بمليون دولار، ومشاريع صغيرة بمليون دولار.
ولفت إلى أن نسبة صرف الرواتب موظفي غزة سترفع إلى 50% بحد أدنى 1400 شيكل، كما ستستفيد الأسر المتضررة من جائحة كورونا، ونقدر عددها بـ17 ألف أسرة بمبلغ 100 دولار.وقال الحية: "وعدنا شعبنا، وشعبنا يعرفنا أنه لا يوجد أي اتفاقيات أو تفاهمات يمكن أن تُكبّل يد حماس والمقاومة، وجاهزون للرد على العدوان الإسرائيلي على شعبنا".
وشدد بالقول: "نحن لا ندفع أي ثمن للاحتلال، وذهبنا للضغط على الاحتلال بأدواتنا الخشنة فأرغمناه، وإذا لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ التفاهمات وإن عدتم عدنا، وجاهزون للعودة إلى الجولة ببالونات وغيرها".
وفي موضوع آخر قال الحية: بادرنا للدعوة لعقد اللقاء الأمناء العامين، وسيعقد في مكانين (رام الله، وبيروت)، وهو يأتي بعد انتظار دام قرابة 15 عاما، مشيرا إلى أن رئيس حركة حماس إسماعيل هنية وصل إلى بيروت ويحمل برنامجا للمشاركة في لقاء الأمناء العامين.
وشدد على أن المطلوب من الإطار القيادي تدشين مرحلة جديدة جامعة للشعب الفلسطيني، والمطلوب من الاجتماع الإعلان عن الوصول إلى شراكة حقيقية، وإصلاح منظمة التحرير لتكون بيتا للكل الفلسطيني.وأكد أن المطلوب أيضا أن نقف أمام العالم موحدين؛ شعبًا له برنامج سياسي موحد، ومقاومته موحدة، لنقف صفا واحدا أمام كل مشاريع التصفية.
من جانب آخر، عدّ الحية أن ما حدث في الإمارات هو طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني وتراجع عن تاريخ وإرث الأمة، وهم يدشنون مرحلة من استباحة المنطقة؛ "لذا نطالب الأشقاء في الإمارات أن يتراجعوا عن هذه الخطوة، والتاريخ سيسجل هذه الطعنة بحروف وحبر أسود".وعدّ أن فتح عواصم الأمة للاحتلال هو تنكر لكل قيمنا ولكل تاريخنا القديم، لكن هذا لن يضعفنا بل سيزيدنا قوة، كما قال.
وبالحديث عن انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة، قال الحية: منعنا دخول الفيروس وهو في حالة عنفوان، لكن في النهاية دخل المرض، وبدأنا سياسة جديدة؛ كيف نكسر هذا الوباء ونحاصره.وأشار إلى أن هناك جهودا كبيرة واستثنائية في سبيل مكافحة الجائحة تقوم بها فرق الصحة والداخلية والتنمية، وكل الأطقم الحكومية الذين نوجه لهم التحية.وتابع: نقول لشعبنا: أنتم باستطاعتكم القضاء على المرض بالالتزام بالتعليمات واجراءات الوقاية.
ولفت إلى أن جهاز الفحص الجديد هو نقلة نوعية في تتبع الفيروس؛ حيث ضاعف من قدرة الصحة على إجراء الفحوصات اليومية.ونبّه إلى أنه في إطار التفاهمات، أبلغنا الوسطاءُ أن الاحتلال لا يمانع من إدخال كل المعدات اللازمة لمواجهة جائحة كورونا.
"حماس": لقاء بيروت سيعقد بموعده المقرر غدا الخميس
إلى ذلك أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنه سيتم عقد لقاء الأمناء العامين للفصائل الوطنية في العاصمة اللبنانية بيروت في موعده المقرر، وقال القيادي في الحركة، أسامة حمدان، لإذاعة صوت الأقصى: "سيتم عقد لقاء الأمناء العامين للفصائل في بيروت في موعده المقرر الخميس بعد تجاوز بعض الإرباك الذي حصل في ترتيبات عقد اللقاء". وأضاف: "المقاومة في مرحلة تسجيل النقاط ولم تخرج من المواجهة خاسرة"، مُعتبراً أنّ ما حققته مناسب في إطار استمرار المواجهة التي تهدف إلى كسر الحصار عن قطاع غزّة بشكلٍ كامل.
وتابع: "قيادة المقاومة كانت معنية بتحقيق اتفاق من شأنه السماح لشعبنا بمواجهة جائحة كورونا، وأنّ لا يستفيد الاحتلال من تلك الأزمة للضغط على أبناء شعبنا الفلسطيني". وأمس تحدثت مصادر إعلامية نقلاً عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" عن إلغاء لقاء بيروت، دون إبداء الأسباب.
وكان رئيس السلطة محمود عباس حدد الخميس موعدا لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في بيروت، وتنص اتفاقات الوحدة الوطنية الموقعة على أن يقوم "عباس" بدعوة الأمناء العامين للفصائل من اجل عقد الإطار القيادي والذي لم يعقد سوى مرة واحدة عام 2012 في بيروت.