الوطن

دروس "المذاكرة" على وقع "العزوف" وسط التلاميذ والأساتذة

80 بالمائة من ممتحني "الباك " قاطعوا حصص المراجعة والنسبة تعدت الـ 90 بالمائة في المتوسط

 

باشرت المؤسسات التربوية الخاصة بالطورين المتوسط والثانوي تقديم حصص "المذاكرة" والدعم النفسي والبيداغوجي للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا، وهذا بعد انقطاع عن الدراسة دام 6 أشهر، وهذا وسط عزوف شبه كلي للتلاميذ، حيث وصلت النسبة وسط تلاميذ "البيام" إلى 90 بالمائة وبغلت 80 بالمائة لدى ممتحني البكالوريا.

 

نقلت المنظمة الجزائرية لأساتذة التربية، على لسان رئيسها، بوجمعة شيهوب، أن 80 بالمائة من التلاميذ لم يلتحقوا بدروس المذاكرة على مستوى الطور الثانوي فيما تعلق بالمقبلين على امتحان شهادة البكالوريا، وتم تسجيل إحجام أيضا وسط تلاميذ المتوسط عن المذاكرة، حيث لم تصل نسبة الحضور على مستوى المؤسسات التربوية 10 بالمائة، كما أن نسب المشاركة في الثانوي لم تصل 20 بالمائة، مؤكدا أن أغلب التلاميذ كانوا في دروس خصوصية، كما أن غياب التلاميذ راجع للخوف من الوباء.

وتفاجأ مديرو المتوسطات بحضور عدد قليل جدا من التلاميذ المعنيين بامتحان شهادة التعليم المتوسط، وفق استقصاء صادر عن المديرين، حيث أن غالبية المتوسطات سجلت عددا محدودا من التلاميذ، حيث شهدت متوسطات قدوم 0 تلميذ وأخرى سجلت حضور تلميذ أو تلميذين، فيما تراوح في بعض المتوسطات عدد الحاضرين بين 5 إلى 10 تلاميذ.

تسجيل حضور 00 تلميذ في بعض المتوسطات وهذه أسباب ذلك

أكد مديرو المتوسطات "للأسف لا يوجد إقبال تماما، يعني الحضور 00 في الكثير من المؤسسات، وحتى استلام الاستدعاءات ضئيل جدا". وتأسفوا لذهاب تحضيرات مادية وبيداغوجية أدراج الرياح.

وأرجع مديرو المتوسط أسباب مقاطعة تلاميذ "البيام" دروس المذاكرة التي خصصتها لهم وزارة التربية الوطنية، إلى انتقال غالبية التلاميذ إلى الثانوي بعد قرار الاعتماد على نقاط الفصل الأول والثاني، أما الفئة التي لم تنتقل ولم تتحصل على معدل أعلى من 9 من 20، ساهم انقطاعهم عن الدراسة منذ 6 أشهر في عدم دفعهم إلى استئناف الدراسة، خاصة أن غالبية زملائهم منتقلون، علما أن أغلبهم لا يرغبون في الدراسة خلال السنة الدراسية وفي الظروف العادية، فما بالك بظروف استثنائية، يضيق المديرون، ناهيك أن الفترة فترة اصطياف والشواطئ ممتلئة والحرارة شديدة، في ظل تواصل انتشار وباء "كورونا"، كما أن الأولياء يتخوفون من أية عدوى خاصة داخل الأقسام.

وفي هذا الصدد، نقل النقابي والناشط التربوي، نبيل فرقنيس، أن العزوف سببه نقص في ميزانيات المؤسسات التربوية في توفير الظروف الملائمة لتأطير التلاميذ في هذا الظرف الحساس مع هذا الوباء، خاصة أن ميزانيات المؤسسات انخفضت منذ جانفي 2018 بأكثر من 50٪، أضف إلى ذلك الحرارة الشديدة التي تجتاح الوطن في هذا الصيف ونقص النقل في كثير من الولايات، وهناك ولايات ينعدم فيها تماما، لذا فإن العمال والتلاميذ يجدون صعوبات كبيرة في التنقل، حيث أن أغلب الخواص لم يعودوا إلى العمل، مشددا على أنه حان الوقت لتغيير النظرة ومحاولة الخروج بقطاع التعليم إلى بر الأمان، بتوفير الوسائل المادية والمعنوية.

وتم في ذات الصدد تسجيل غيابات وسط الأساتذة على اعتبار أن الدخول واستئناف العمل تزامن مع وقف وسائل التنقل بين البلديات والولايات المعنية بسبب إجراءات الحجر، ما يجعل التساؤل يطرح نفسه، حسب المديرين "فكيف ستجرى الدروس الاستدراكية والأساتذة معزولون عن التلاميذ؟".

وفي هذا الشأن، أوضح نقابيون على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسنتيو" بولاية إيليزي مثلا، أن أغلب الأساتذة لم يلتحقوا بسبب انعدام النقل، حيث أن أكثر من 95٪ من الأساتذة من خارج ولاية إيليزي، وأقرب ولاية لها هي ورڤلة وتبعد عنها بأكثر من ألف كلم، ناهيك أنه حتى الولاية الأكثر قربا من العاصمة تعاني من مشكل النقل بين بلدياتها، في إشارة إلى ولاية البليدة، حيث يقيم الموظفون في بلدية مفتاح في بلديات أخرى وأغلبهم لا يستطيع الوصول إلى مقر عمله.

وأوضح المكلف بالتنظيم على مستوى نقابة "الأسنتيو"، يحياوي قويدر، "إن توقف وسائل النقل بأنواعها بين الولايات في انتظار إعادة فتح نشاطات نقل المسافرين، تسبب في عجز الكثير من الأساتذة عن الالتحاق بمناصبهم في ولايات الجنوب وبعض الولايات الداخلية الأخرى ممن يعمل خارج ولايته الأصلية، في غياب أية مبادرة لجلب الأساتذة من ولاياتهم".

من نفس القسم الوطن