الوطن

حرب الملصقات تلوث المدن وتنسف القوائم الانتخابية

بعد انطلاقة باهتة كادت تفرغ الحملة من حيويتها

 

 

خرجت الحملة الانتخابية عن المألوف من صمت وهدوء لضوضاء المدن في أسبوعها الثاني، حيث لبست لباس "الرالي" واستعراض القوائم على نطاق واسع استغل أصحابها متن السيارات مختلفة الأحجام لتجوب بها مدن وقرى الجزائر، تحاول إطلاع الناخبين وحثهم على انتخاب القوائم المعنية بالعملية الانتخابية. كما تحولت مداومات المترشحين إلى فضاءات للترويح عن النفس على وقع موسيقى صاخبة وأناشيد وطنية وليس لترويج برامج لا يفقه فصولها المترشح، فما بالك بملاحظ عادٍ. 

ووسط عزوف الفضول عن معرفة أسماء المترشحين وبرامجهم، خرج المداومون عن قواعد المداومة يجولون خلال الأحياء والديار تباعا تقلهم أرتال السيارات مطلقين العنان للمنبهات الصوتية أو أغاني صاخبة ليست لها صلة بالحدث السياسي طيلة ما تبقى من عمر الحملة، كما رصدته "الرائد" في عدة أمكنة عبر العاصمة وضواحيها. 

وراحت سيارات هؤلاء وأولئك مغلفة بملصقات من يهمه الشأن الانتخابي تتقاطع في مشاهد عبثية مزعجة للسكان والمارة والواقفين على الأرصفة وشرفات المقاهي وعتبات المحلات التجارية يضربون كفا بكف ولسان حالهم يلعن الحملة وحاملي وزرها بالمجان، متمنين انقضاءها في أقرب الآجال. 

وتحولت شوارع المدن الهادئة إلى أروقة صاخبة تتعاقب خلالها سيارات مزمجرة دون انقطاع سمحت لنفسها خرق قانون المرور والإخلال بالنظام العام على مرأى ومسمع فرق الأمن المتعقبة أو الثابتة دون الاكتراث بمظاهر الإزعاج والتلوث الحاصل. مشهد يتكرر، حسب شهود عيان، في كل مكان عبر مدن، بلديات والشوارع الجزائرية. كما استأجر بعض مؤيدي قوائم المترشحين فرق العزف التقليدية للتجوال عبر الشوارع الرئيسية للبلديات في مواكب أعراس. 

كما لم تخل الأعراس والولائم من جولات رواد الحملة الانتخابية للدعوة إلى الانتخابات بكثافة في أجواء عرس انتخابي لا ينقصه سوى منابر للخطابة خارج القاعات السينمائية أو المسرحية لتفي بالغرض على وقع وعود لا يتحقق منها سوى النزر القليل أو لا شيء كما حدث خلال العهدات السابقة. 

وعلى صعيد ذي صلة، تشهد جدران المدن حربا شرسة للملصقات التي احتلت، على عكس الحملات الانتخابية الماضية، بكثافة مساحات أكبر بعدما عرف الأسبوع الأول انطلاقة باهتة وفراغا كبيرا للوحات الإشهارية التي خصصت لحمل القوائم الانتخابية. 

وفي ما تتنافس فرق على تعليق قوائمها ولو عشوائيا على كل المساحات الممنوحة والممنوعة على حد سواء تتعقبها جماعات أخرى ليلا لتمزيقها وإلصاق أخرى مكانها أو تشويهها بألوان طلائها وتشويه المنظر العام للشوارع بكتابة كلام نابٍ منفر لا ينظر إليه أحد. 

طارق. م


 

من نفس القسم الوطن