الوطن

الشركاء الاجتماعيون يشرّحون واقع قطاع النقل بالجزائر

بعد دعوة رئيس الجمهورية لإعادة النظر في منظومة القطاع بشكل عاجل

ثمن شركاء اجتماعيون في قطاع النقل مساعي رئيس الجمهورية إعادة ترتيب وتنظيم القطاع ودعوته لإعادة النظر في هذه المنظومة بكل أشكالها، مقدمين العديد من الاقتراحات في هذا الصدد من أجل إحداث ديناميكية جديدة في النقل بكل أنواعه، سيكون لها تأثير على التنمية الاقتصادية وعلى جودة الخدمة المقدمة للمواطن.

 

عرف قطاع النقل على المستوى العالمي والمستوى المحلي، في الفترة الأخيرة، تحولات كبيرة بسبب الأزمة الصحية وخسائر بالجملة، استدعت التفكير في إعادة النظر في هذه المنظومة بكافة أشكالها بالجزائر، خاصة أن هذا القطاع عانى لسنوات عديدة من سوء التسيير و"البريكولاج"، وهو ما أفرز واقعا سيئا وخدمة متدهورة يشتكي منها المواطنون في كافة أشكال وسائل النقل. وقد اعتبر مراقبون وخبراء في الاقتصاد وشركاء اجتماعيون أن دعوة رئيس الجمهورية لإعادة النظر في منظومة النقل بكافة أشكالها جاءت في وقتها، مؤكدين أن الأزمة الصحية خلقت اضطرابات عديدة في هذا القطاع، وهو ما ستدعي تغيير التوجه نحو استراتيجية تنهي هذه الاضطرابات على المدى القريب، وتعمل على تطوير القطاع وتحسين الخدمة على المدى المتوسط.

سغوان: استحداث شركات طيران عمومية أو خاصة بات ضرورة قصوى

وبالنسبة لقطاع النقل الجوي، قال رئيس النقابة الوطنية المستقلة للطيارين بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، كريم سغوان، إن قطاع الطيران تضرر من سوء التسيير خلال السنوات الأخيرة، مشيرا أن مؤسسة الجوية الجزائرية، المؤسسة الوحيدة الناشطة في قطاع الطيران الجوي بالجزائر، باتت غير قادرة على ضمان خدمة تواكب تطورات قطاع النقل الجوي عالميا. 

واعتبر سغوان، في تصريحات لـ"الرائد"، أن أوضاع الخطوط الجوية الجزائرية تسير نحو المزيد من التعقيد بسبب أزمة كورونا، مؤكدا أن دعوة رئيس الجمهورية للتفكير في إنشاء مؤسسة طيران ثانية تضمن تنشيط الطيران الجوي الداخلي جاءت في محلها، كون الطيران الداخلي هو ما بات يمثل عبئا على الشركة. من جانب آخر، قال ذات المتحدث إن صورة الخطوط الجوية الجزائرية لدى الجزائريين اختزلت عند زبائنها في نقطتين، سوء الخدمات وارتفاع أسعار التذاكر، مضيفا أنه من الضروري فتح مجال الاستثمار للخواص في قطاع النقل الجوي بشروط وضوابط، من أجل خلق منافسة تحسن الخدمة وتجعل الأسعار في المتناول.

الدعوة لفتح المجال للشركاء الاجتماعيين للمساهمة في تطوير النقل بالسكة الحديدية

أما فيما يتعلق بالنقل بالسكة الحديدة، فإن النقابات في هذا القطاع تشتكي من مشاكل بالجملة جعلت من تطوير هذا المجال ضرورة استعجالية. وفي هذا السياق، قال أمين عام نقابة الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، عبد الحق بومنصورة، إن الخدمة المتدنية وظروف العمل أيضا كانا سببا مباشرا في جعل النقل بالسكة الحديدية في الجزائر من أسوأ أنماط النقل، معتبرا أن دعوة رئيس الجمهورية لتطوير وتنظيم مختلف أنماط النقل مع التركيز على النقل بالسكة الحديدية، من خلال وقف اقتناء قطارات تعتمد على مادة المازوت، وتطوير شبكة السكة الحديدية لتصل إلى الصحراء، بالإضافة إلى  الاهتمام بتطوير الخدمة للمواطن، هي رهانات يمكن تحقيقها بشرط توفر النية والإرادة لدى المسؤولين. وألح بومنصورة على ضرورة فتح المجال للشركاء الاجتماعيين من أجل تقديم اقتراحاتهم لتطوير هذا المجال وتحسين الخدمة وظروف العمل.

بوشريط: قطاع النقل البري أكثر القطاعات التي تعيش الفوضى حاليا

بالمقابل، فإن عملا كبيرا ينتظر الوزارة الوصية في سبيل إنهاء اختلالات وفوضى قطاع النقل البري، حيث أشار رئيس فدرالية الناقلين الجزائريين، عبد القادر بوشريط، أمس، أن قطاع النقل البري يعيش فوضى كبيرة، مشيرا أن هذا النمط من النقل يعد الأكثر استخداما ببلادنا سواء لنقل الأشخاص أو نقل البضائع، إذ يمثل نسبة 85 بالمائة. وقال المتحدث إن سوء التسيير خلق قطاعا موازيا في مجال النقل البري، وهو ما هوى بجودة الخدمات المقدمة زيادة على المشاكل التي يتخبط فيها الناقلون وغياب الرقابة. ولمواجهة هذا الوضع، دعا إلى ضرورة تنظيم هذا النوع من النقل في شكل شركات كبيرة وليس في شكله الحرفي الحالي، مع ضرورة تنظيم القطاع الخاص الذي يعد حلقة مهمة لتحسين نوعية الخدمة المقدمة للمواطن، مع ضرورة تشجيع النقل الجماعي من أجل التخفيض من التكاليف ذات العلاقة باستخدام الطاقة، وكذا حماية البيئة ووضع سياسة أسعار جديدة لمستخدميه.

من نفس القسم الوطن