الوطن
ملف الأنترنت في الجزائر يحتاج إلى جدية وصرامة
ثمن تحول القطاع إلى أولوية من أولويات الدولة، يونس ڨرار:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 أوت 2020
أكد خبراء تكنولوجيات الإعلام والاتصال أن معالجة اختلالات الأنترنت في الجزائر وتحسين الخدمة وسرعة التدفق تحتاج إلى جدية وقرارات عاجلة وصارمة، كالتي أمر بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الأول، معتبرين أنه من الضروري وضع استراتيجية لجعل هذا القطاع من أولويات الدولة.
وقال الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس ڨرار، في تصريح لـ"الرائد"، إن الجزائر تعتبر من بين الدول الضعيفة في تدفق الأنترنت، حتى مقارنة بالدول في طريق النمو، فيما أرجع انقطاعات الأنترنت المتكررة إلى عدم اتخاذ الاحتياطات، والاعتماد على منفذ واحد، إضافة إلى تواجد مراكز إيواء المواقع الإلكترونية المحلية في الخارج.
وثمن ڤرار تشديد رئيس الجمهورية اللهجة مع المسؤولين عن هذا الملف والأمر الفوري بإنهاء هذه الاختلالات، مضيفا أن ملف الأنترنت في الجزائر يحتاج إلى جدية وصرامة. وذكر ڨرار أن الدول التي تحترم نفسها وتملك برنامج تحول رقمي وخدمات إلكترونية وأنترنت لا يمكن أن تكتفي بخط دولي واحد، ويفترض أن تملك وسائل أخرى وأليافا بصرية بحرية وأخرى برية، حيث ذكر أنه من الطبيعي أن يقع حادث أو يخضع الكابل للصيانة الدورية، غير أنه من غير المفهوم، حسبه، ألا توجد بدائل في تلك الحالات لضمان الخدمة. وأضاف المتحدث أن أغلب الدول لديها منافذ عديدة، وحتى دول العالم الثالث وفي طريق النمو.
على صعيد آخر، انتقد المتحدث تدفق الأنترنت في الجزائر، ووصفه بـ"الضعيف"، غير أنه قال إن السعة التي تربط الجزائر بالشبكة الدولية مقبولة، ولكن 90 بالمائة من مراكز إيواء المواقع والأرضيات الإلكترونية الجزائرية في الخارج، منها مواقع المؤسسات والإدارات الرسمية، وهو ما يسبب ضعف التدفق، على عكس ما هو معمول به في بلدان أخرى تعتمد على مراكز الإيواء المحلية والتي تكون أقل تكلفة. وأضاف أن أغلب الزبائن غير راضين عن الخدمات المتوفرة، مع العلم أنه حتى في تصنيف الهيئات العالمية للاتصالات السلكية فنحن نحتل مراتب بعيدة عن الصدارة، مشيرا أن إنترنت الجزائر هي الأضعف رغم الجهود التي يبذلها المسؤولون.
وأفاد ڤرار بأن الحل يكمن في وضع استراتيجية وجعل هذا القطاع من أولويات الدولة والعمل الحقيقي والميداني، وتقبل نقد الزبون لأنه من المستحيل تطوير الأنترنت ولا يزال الزبون لديه مشاكل في الربط بالخدمة. داعيا الحكومة إلى ضرورة الإسراع في استكمال الخطوط البحرية الخاصة بربط الأنترنت قصد رفع القدرة الدولية للتدفق. واعتبر ڤرار في السياق ذاته أن تدفق الأنترنت شرط أساسي للرقمنة والإحصائيات، لذلك فإن أي تحول رقمي يجب أن يمر بتطوير وتحسين خدمة الأنترنت.
