دولي
أسرى فلسطينيون يواصلون إضرابهم عن الطعام في سجون الاحتلال
القابعون في سجن "الدامون" يعانون من ظروف اعتقال قاسية وصعبة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 أوت 2020
قال "نادي الأسير" الفلسطيني، في أحدث تقرير له إنّ أربعة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقالهم، وهم: ماهر الأخرس، ومحمد وهدان، وموسى زهران، وعبد الرحمن شعيبات، ولفت "نادي الأسير"، في بيان، إلى أنّ أقدم الأسرى المضربين من حيث المدة هو الأسير الأخرس وهو مضرب عن الطعام منذ 28 يوماً، فيما وهدان مضرب منذ 19 يوماً، وزهران مضرب منذ عشرة أيام، وشعيبات منذ أربعة أيام.
أوضح التقرير الحقوقي أنّ الأسير الأخرس البالغ من العمر (49 عاماً) هو من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، اُعتقل في تاريخ 27 يوليو/ تموز الماضي، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور، ويقبع اليوم في زنازين سجن "عوفر"، علماً بأنه يواصل رفضه أخذ المدعمات وإجراء الفحوص الطبية، ووفقاً لزيارات المحامين فإن وضعه الصحي آخذ بالتدهور مع مرور الوقت.
أما الأسير محمد وحيد وهدان من بلدة رنتيس غرب رام الله فيواصل إضرابه رفضاً لاعتقاله التعسفي منذ 19 يوماً، وهو يقبع في زنازين معتقل "عوفر"، حيث جرى نقله إليه بعد أن اُحتجز لمدة في معتقل "حوارة".
ويتحدر الأسير موسى حسن زهران من بلدة دير أبو مشعل غرب رام الله، يبلغ من العمر (53 عاماً)، واُعتقل في تاريخ السابع من يوليو/ تموز الماضي، وجرى تحويله للاعتقال الإداري لمدة ستة شهور، وهو أسير سابق قضى قرابة خمس سنوات بين أحكام واعتقال إداري في سجون الاحتلال، وهو متزوج وأب لاثنين من الأبناء، ويقبع اليوم في زنازين سجن "عوفر".
والأسير عبد الرحمن شعيبات (30 عاماً) من بيت ساحور في محافظة بيت لحم اُعتقل في تاريخ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي، وجرى تحويله للاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور، علماً بأنه أسير سابق قضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أربع سنوات بين أحكام واعتقال إداري، وهو متزوج، ويقبع اليوم في زنازين سجن "النقب الصحراوي".
من جانبه، أكد رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، قدري أبو بكر، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، وجود محاولات من الصليب الأحمر الدولي وهيئة الأسرى لإدخال طبيب لأولئك الأسرى المضربين، وزيارتهم من قبل محاميهم، للوقوف على ظروفهم وأوضاعهم الصحية.
وفيما يتعلق بالأسرى الأطفال والأسيرات، بيّن أبو بكر أن الهيئة طلبت تركيب هواتف لهم ليتمكنوا من التواصل مع أهاليهم، حيث تم تركيب عدد منها في أقسام الأسرى الأطفال "الأشبال" فقط.
من جهة أخرى، أوضح أبو بكر أنّ الصليب الأحمر وإدارة سجون الاحتلال أوقفت الزيارات حاليا في كافة السجون بسبب الحالة الوبائية الناتجة عن فيروس كورونا، لافتاً إلى أنه لا إصابات جديدة بالفيروس في السجون.
على صعيد منفصل، أفادت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، بأنّ الأسرى القابعين في قسم رقم 1 في سجن "الدامون" الإسرائيلي، يعانون من ظروف اعتقال قاسية وصعبة، ويبلغ عددهم 22 أسيراً.
وأوضحت الهيئة أنّ الأسرى في هذا القسم، يعانون من عدم وجود فتحات للتهوية في الغرف، وكذلك من عدم دخول أشعة الشمس إليها ومن ارتفاع معدلات الرطوبة داخلها بشكل لا يحتمل، وأضافت الهيئة أنّ الأسرى اشتكوا من الفرشات المتسخة والقديمة، ومن الأبراش (الأسرة الصدئة)، ومن ساحة الفورة (ساحة السجن) الضيقة للغاية، والتي هي عبارة عن ممر بين الغرف بمساحة صغيرة جداً
على صعيد آخر، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن الأسيرة آسيا سليمان محمد كعابنة (42 عاماً) من قرية دوما في محافظة نابلس، بعد أن أمضت 3 سنوات ونصف في الأسر.
من جانب آخر، سلمت شرطة الاحتلال، أمين سر حركة "فتح" في العيسوية ياسر درويش، استدعاء للتحقيق في معتقل المسكوبية بالقدس، بعد اقتحام منزله في حي العيسوية شمال القدس والعبث بمحتوياته.
إلى ذلك حمل سياسيون، ومختصون، وذوو الأسرى سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى، والإداريين المضربين عن الطعام، وطالب هؤلاء، خلال وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام، نظمتها حركتا الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة غزة، أمس، المؤسسات الحقوقية والدولية بالتدخل العاجل والفوري من أجل إنقاذ حياة الأسرى المرضى.
ويخوض أسرى قابعون في سجون الاحتلال إضرابًا مفتوحًا عن الطعام من أجل إنهاء اعتقالهم الإداري، ومن هؤلاء الأسرى: ماهر الأخرس، ومحمد وهدان، وموسى زهران، وعبد الرحمن شعيبات. عضو العلاقات الوطنية في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أعرب عن ثقته بالمقاومة الفلسطينية، واصفًا إياها بأنها "لا تقيل ولا تستقيل وتعمل جاهدة من أجل الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال".
وشدد المدلل على أن العدو لا يعرف إلا لغة القوة، داعيًا الفلسطينيين للانتفاض من أجل الأسرى، ولتأكيد أنهم ليسوا وحدهم في المعركة التي يخوضونها ضد إدارة السجون. وندد بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي، مطالبًا الدول العربية المهرولة للتطبيع بالتوقف عن المهزلة التي تعطي الاحتلال "الشرعية".
من جهته حمل عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية علام الكعبي الاحتلال الإسرائيلي، والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وبيّن الكعبي أن الأسرى يذوقون أقسى أنواع العذاب على يد محققي وسجاني الاحتلال، ويوضعون في زنازين العزل الانفرادي، ويفتشون ليلًا، وتُمنع عنهم الزيارات، لافتًا إلى أن هذا التعذيب أورث الأسرى الكثير من الأمراض الخطيرة. وطالب قيادة السلطة وقادة العمل الوطني بالعمل الجاد على نصرة الأسرى حتى ينالوا حريتهم، داعيًا لإنهاء الانقسام الذي وصفه بالأسود سريعًا لمواجهة ما يرتكب بحق الأسرى.