دولي

"لن ننتظر الفلسطينيين ولن نبقى عالقين وراءهم"

انتقد بشدة الفلسطينيين وامتدح إسرائيل، مساعد وزير الخارجية الإماراتي لصحيفة:

قال مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية الإماراتي عمر سيف غباش، في مقابلة مطولة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، "لن ننتظر الفلسطينيين، ولن نبقى عالقين وراءهم".

أكد غباش، في محاولة لتبرير قرار بلاده إشهار تحالفها مع الاحتلال الإسرائيلي: "لا يمكننا أن نبقى عالقين وراء القضية الفلسطينية في قضايا لا تمت بصلة إلى التطلعات الوطنية للفلسطينيين، وإنما إلى البيروقراطية ونزاعاتهم الداخلية". وفي المقابل، قال: "نحن نتطلع إلى المستقبل، وهناك نجد إسرائيل".

وأضاف في المقابلة ذاتها: "لن نبقى رهائن للمشاكل الداخلية للفلسطينيين. إذا كان الفلسطينيون غير قادرين على الاتفاق على طريق للتقدم- بعد أن ساعدناهم المرة تلو الأخرى على مر السنين- فعلينا أن نختار الطريق الصحيحة لنا. يمكن لهذه الطريق أن تفتح إمكانيات للفلسطينيين وللعالم العربي، وأن تبين لهم أنه ليس هناك ما يخشونه"، على حد زعمه. 

وعجّت المقابلة بانتقادات واتهامات للفلسطينيين والشعب الفلسطيني، منها قوله إن "الفلسطينيين يتصرفون على نحو كنا نخشاه منذ زمن. ونقول لهم: "ابدأوا التحرك إلى الأمام (..) وأصرّح هنا أننا لن نربط المضي في عملية السلام مع إسرائيل بالمفاوضات مع الفلسطينيين"، مضيفا: "نحن نشجع الفلسطينيين على التقدم في المفاوضات، لكننا لا ندفعهم. أصبح الأمر الآن بأيديهم، وقد أوضحنا هذا الأمر أيضا لأصدقائنا في أوروبا".

وعلى الرغم من أن مساعد وزير الخارجية الإماراتي، الذي أطلقت عليه الصحيفة صفة نائب وزير خارجية الإمارات، ادعى في بداية المقابلة أن "موضوع الضم" شكل مصدر قلق شديد للإمارات، ودفعها نحو إعلان الاتفاق، إذ قال في هذا السياق: "خطر الضم كان حقيقيا، وخشينا أن تتم إزالة حل الدولتين عن الطاولة، ورصدنا عدم وجود خطة حقيقية في العالم العربي (متجاهلا المبادرة العربية)، باستثناء الشجب"، مضيفا: "لذلك آمنا أن هذه فرصة لصيد عصفورين بحجر. فهذه المرة الأولى التي كنا فيها في وضع يمكننا أن نطرح على الإسرائيليين شيئا مقابل شيء آخر. لقد سمعت وتابعت الجدل في إسرائيل حول سؤال ما إذا كان نتنياهو ينوي فعلا ضم المناطق أم لا، لكن بالنسبة لنا وجدت أمامنا ثغرة لأن نطرح على جدول الأعمال ما نفكر به". 

إلا أنه عاد في رد على سؤال آخر وقال: "القيادة في الإمارات اعتقدت قبل إعلان الاتفاق أن موضوع الضم سيطرح في مرحلة ما، ولكن عندما تحدث نتنياهو عنه وصلنا إلى نقطة مثيرة: هل هو يخادع في رفعه تهديد الضم، أم أن اتفاقا معنا سيكون عاملا مسرعا لعرقلة الضم، هذا الأمر ليس مهمّا. السطر الأخير هو أن الاتفاق أنزل موضوع الضم من جدول أعمال العالم العربي، وهذا هو الأمر الحقيقي". 

ومرة أخرى تراجع مساعد وزير الخارجية الإمارتي عن لغة اليقين، عندما أعاد مراسل "يديعوت أحرونوت"، الموجود في أبوظبي، ينيف حليلي، السؤال: "لكن نتنياهو قال إن تعليق الضم هو مؤقت وليس دائما".

هنا رد مساعد الوزير الإماراتي بمحاولة الالتفاف على السؤال قائلا: "هل يوجد شيء دائم في إسرائيل؟ نحن نأمل أن يكون مخطط الضم قد أزيل للأبد، وندرك أيضا لماذا يدلي نتنياهو بهذه التصريحات- فهو يحتاج إرضاء مصوتيه. بالنسبة لنا الاتفاق يشرع الأبواب. على إسرائيل أن ترى في الاتفاق فرصة ضخمة لبناء الثقة. إذا كان هناك شيء عليكم أن تعرفوه عن المنطقة، فهو أن العلاقات هنا تقوم على الثقة، وليس على المفاوضات ولا الصفقات. الإمارات العربية تمد يدها لإسرائيل، ليس من أجل إبرام صفقة مع نتنياهو، ولا لإبرام اتفاقية سلام، وإنما بالأساس لبناء ثقة مع دولة إسرائيل. باقي دول الخليج ستدرس وتختبر الاتفاق قبل أن تقدم على خطوات".

وعندما أصرّ الصحافي الإسرائيلي على سؤال تعليق الضم، قائلا: "هل تعهد نتنياهو أمامكم بأن موضوع الضم قد أزيل من جدول الأعمال؟"، جاء رد المسؤول الإماراتي: "لا أستطيع الرد على ذلك، ولكننا على ثقة بأن الأميركيين سيؤيدون الاتفاق ويضمنون أن ينجح لكل الأطراف".

وقال مساعد وزير الخارجية الإماراتي إن هناك "قيادة مسنة" في العالم العربي "مقترنة بمنظومات سيطرة ووصاية، لكن في عالم اليوم لا مكان للأيديولوجيات التي مرت بتحايل وألاعيب قادة كاريزماتيين. العلاقات بين الشعوب أهم بكثير من الإصرار على صحة ما تؤمن به". 

في مقابل الهجوم على الفلسطينيين، امتدح غباش الاحتلال الإسرائيلي، حين أكد: "نحن نتطلع للمستقبل، وهناك نجد إسرائيل. فمن الناحية التكنولوجية، إنكم تسبقون باقي العالم، وإذا كان علينا أن نتوجه للإسرائيليين لضمان مستقبلنا فسنفعل ذلك"، موضحا: "لا يمككنا أن نجازف بالعودة إلى الوراء، إلى أيام الصحراء (ربما قصد البداوة). أسعار النفط في تراجع، والتكنولوجيا المتجددة تحل محل الموارد الحالية، ونحن نرى الانخفاض في المداخيل. لذلك يهمنا أن نعثر على إمكانيات جديدة واستخراج فوائد إضافية منها".

وقد استهلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" المقابلة بمقدمة لافتة عن اهتمام وانشغال مساعد وزير الخارجية الإماراتي بتعلم العبرية في الأشهر الأخيرة، عبر الفيديو كونفرانس، على يد معلمة إسرائيلية، وعن توقه لزيارة تل أبيب وتحسين مستوى لغته العبرية. 

وعمر سيف غباش هو نجل أول وزير خارجية للإمارات العربية المتحدة، الراحل سيف غباش، الذي قتل في عملية نفذها أحد عناصر أبو نضال عام 1977، عندما كان مع وزير الخارجية السوري. وقال عمر غباش للصحيفة الإسرائيلية إن منفذ العملية كان يهدف أصلا إلى اغتيال الوزير السوري، وإن والده قتل بطريق الخطأ.

من نفس القسم دولي