دولي
الاحتلال يعلق آمالاً على الوساطة المصرية لتهدئة التصعيد في غزة
قد يلجأ الاحتلال لضرب البنى التحتية لحركة "حماس"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 أوت 2020
منذ نحو أكثر من أسبوع لم يتوقف إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه المغتصبات الصهيونية فيما يُعرف بـ"غلاف غزة"، الأمر الذي تسبب بإرباك القيادة الصهيونية، فيما لم تقنع ردودها العسكرية على البالونات الحارقة جبهتها الداخلية، تلك الردود زادت تصاعد نسبة البالونات وليس تراجعها، بعد غياب طويل عن التدخلات المصرية، يبدو أنّ "إسرائيل" تعلق آمالا هذه المرة على الوساطة المصرية، حيث يتواجد منذ الإثنين الماضي، وفد أمني مصري إلى قطاع غزة للبحث في تثبيت تفاهمات التهدئة.
تشير تقديرات "إسرائيلية" إلى أنّ المصريين قد يتمكنون من إحداث تغيير في الواقع الميداني يحول دون تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود مع دولة الاحتلال، وتصعيد المواجهة بين الطرفين، ويؤكّد المحلل السياسي هاني البسوس، أنّ قوات الاحتلال الصهيوني تحاول الضغط على حركة حماس لقبول بعض التسهيلات لقطاع غزة مقابل وقف التصعيد، ويعتقد البسوس في حديثه مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ "هذا ما سيحدث غالباً، خاصة لأن الوفد الأمني المصري هو من سيضغط بهذا الاتجاه، وهو يملك القدرة على ذلك، لأنه يستحوذ على مفتاح بوابة قطاع غزة".
وبين البالونات الحارقة والإرباك الليلي والقصف الصهيوني على مواقع المقاومة في غزة، تبدو رسائل ضغط متوسطة المستوى، في حين يتفق المحللون أنّ جميع الأطراف لا تريد الذهاب إلى حرب شاملة.
ويؤكّد المحلل السياسي والمختص في الشأن الصهيوني عماد أبو عواد، لنفس الوكالة أن غزة والاحتلال فهما المعادلة، وأن الجهتين لا تريدان الحرب في المرحلة الحالية، وأضاف: "هذا يمنح الطرفين فرصة الضغط المتبادل، لكن لن يكون بمقدور غزة أن تطالب بمطالب كبيرة، وسيبقى الأمر في إطار سياسة القطارة تزيد قليلاً وتنقص قليلاً"، ويشير أبو عواد، إلى أنّ الوفد المصري قد ينجح بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها قبل نحو شهر من الآن، مع بعض التسهيلات والتحسينات، ولكن أبعد من ذلك لن يكون، ومضى يقول: "غزة لديها القدرة أن تضغط بشكل أكبر من ذلك، ولكنها ليست معنية في هذه الفترة أن تخوض حرباً، والقرار لدى قيادة المقاومة يبقى مدروساً بناء على طبيعة المرحلة بتفاصيلها".
وتسعى فصائل المقاومة لفرض شروطها وإلزام الاحتلال الصهيوني باتفاقية التهدئة الأخيرة التي وقعت بوساطة مصرية، حيث تستخدم البالونات الحارقة والإرباك الليلي وسيلة ضغط على الاحتلال من أجل استعادة بعض من تلك الحقوق.
إلى ذلك قال مراسل الشؤون الفلسطينية في الإذاعة الإسرائيلية غال بيرغير، إنّ مصادر رفيعة في "حماس" أبلغته عن تقديرات الحركة باستمرار التصعيد في الأيام المقبلة، ويأتي وصول الوفد المصري إلى القطاع، حيث يفترض أن يجري مفاوضات مع قيادة حركة "حماس"، بعد أن عاود الاحتلال الإسرائيلي قصف موقعين تابعين للحركة، في بيت حانون شمال غزة وشرقي خان يونس في جنوب القطاع.
وبموازاة ذلك، قالت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال، لموقع "والاه"، إنّ الاحتلال قد يصعّد من هجماته وغاراته في حال استمر إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، واستئناف المظاهرات الشعبية عند السياج الحدودي للقطاع مع دولة الاحتلال.
وقالت هذه المصادر للموقع المذكور: "إن تقديرنا هو بأن "حماس" نزلت عن الشجرة، لكن في حال استمرّ الوضع الحالي، فإن الجيش سيشدد من عملياته ضد الحركة. إسرائيل لن تكتفي بإغلاق مجال الصيد البحري والحصار البحري، بل سيتم فرض عقوبات أيضاً على معبر كرم أبو سالم للبضائع، وشن غارات جوية ضد البنى التحتية للحركة"، وادعت المصادر الإسرائيلية، أنّ القوات البحرية لحركة "حماس" قد تضررت كثيراً من الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي تمسّ بقوتها العسكرية.