دولي

تصعيد محدود على حدود غزة... ضغط جديد على الاحتلال والوسطاء

البالونات الحارقة تؤرق الاحتلال

تشهد حدود قطاع غزة الشرقية مع الأراضي المحتلة تصعيداً محدوداً، وسط مخاوف من انفلاته وتحوله إلى تصعيد أوسع وعدوان على القطاع، لا ترغب الفصائل الفلسطينية ولا الاحتلال الإسرائيلي في الوصول إليه في الوقت القريب، وأُطلقت دفعة جديدة، من البالونات الحارقة من القطاع تجاه مستوطنات ما يعرف بـ"غلاف غزة"، وهي امتداد ليومين أعاد الفلسطينيون فيهما استخدام هذه الوسيلة "النضالية" للضغط على إسرائيل والوسطاء.

 

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ قوات الاحتلال عثرت على حزمة بالونات مرتبطة بجسم "مشبوه" في مستوطنة "أشكول"، واستدعي خبراء المتفجرات للمكان، ويتزامن هذا التصعيد مع ظروف اقتصادية ومعيشية غاية في الصعوبة باتت تضرب مناحي الحياة كلها في القطاع الساحلي المحاصر منذ أكثر من 14 عاماً.

وتسعى الفصائل، خاصة حركة حماس التي تسيطر وتحكم القطاع، لدفع الاحتلال والوسطاء إلى التحرك وإعادة تحريك مباحثات الهدوء التي توقف الحديث عنها بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا بداية العام الجاري.

وتحمل البالونات الحارقة رسائل إلى إسرائيل لتخفيف قيودها المفروضة على القطاع، وعرقلتها القيام بمشاريع اقتصادية يمكن أنّ تخرج غزة ولو جزئياً من أزماتها الاقتصادية والمعيشية.

وإلى جانب ذلك، تحمل رسائل للوسطاء، بضرورة التحرك من جديد لدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى المضي قدماً في تنفيذ تفاهمات وقف التدهور الأمني الحدودي التي تم بموجبها "وقف" مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود بالتزامن مع مخاوف من انتشار فيروس كورونا.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية، موقعاً عسكرياً لحركة حماس في شمالي قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت بعدد من الصواريخ موقع "فلسطين" التدريبي التابع لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس شمالي القطاع.وقال جيش الاحتلال إن طائرات حربية قصفت بنية تحت أرضية تابعة لحماس في شمال قطاع غزة، ردًا على إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة.

وأطلق فلسطينيون في وقت سابق بالونات حارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة، وقد سجلت ست حرائق في الجانب الإسرائيلي.

الشيخ صلاح: الاحتلال يعمل على فرض حاضنة يهودية تحاصر الأقصى

إلى ذلك حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل من أن القدس بما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية في خطر، لأن الاحتلال يسعى إلى تهويدها أرضا ووجودا ومقدسات؛ كي يفرض حاضنة يهودية تحاصر المسجد الأقصى، وتقطعه عن امتداده الفلسطيني العروبي والإسلامي وليستفرد بالمدينة المقدسة. وخلال ندوة الكترونية بعنوان "إستراتيجيات حماية القدس المحتلة والمسجد الأقصى والمقدسات من الانتهاكات الإسرائيلية" قال الشيخ صلاح:" الاحتلال وفق المشهود والخطابات الموجودة يتعامل مع ملف الأقصى على أنه غير موجود أصلا، وإنما يطلق عليه جبل الهيكل، فهو لا يسعى إلى تهويد المسجد اسما فقط بل إلى تهويده بكافة تفاصيله وما يحتويه.    تطبيع وتهويد ونبه الشيخ صلاح إلى خطورة التطبيع من الأنظمة العربية مع الاحتلال لأنه يوصل رسالة بأن تهويد القدس يلقى قبولا من العرب ويعطي للحكومة الإسرائيلية مؤشراً بأنها وصلت إلى الفصل الأخير ما قبل بناء الهيكل. وطالب صلاح بإحياء همم المقدسين وفي الداخل وحثهم دائما على إحياء عبادة شد الرحال والنفير والرباط في المسجد الأقصى كأحد أشكال إثبات شرعية الفلسطينيين في القدس.

ولفت شيخ الأقصى الى أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في إجراءاتها التهويدية دون أي تردد، وأن تهويد المسجد الأقصى متفق عليها لدى المجتمع الإسرائيلي كله، مؤكدا بان الأحزاب الإسرائيلية عن بكرة أبيها تعتبر قضية القدس والمسجد الأقصى محسومة غير قابلة للتفاوض وملف مغلق لا يمكن فتحه باي مفاوضات قادمة. ونوه الشيخ صلاح الى أن القدس ليست هدفا للاحتلال فقط ولا للمشروع الصهيوني، بل إن هناك قوى عالمية تلتقي في نفس الجهود والهدف، وتسعى إلى مرحلة بناء هيكل على حساب المسجد الأقصى، مثل القوى الحاكمة في الولايات المتحدة والصهاينة الجدد الذين يتحكمون بأمريكا ولهم مؤسسات في أوروبا. 

وقال صلاح:" الاحتلال يتعامل مع المقدسيين وأهالي الداخل المحتل الذين يتاح لهم الوصول إلى المسجد الأقصى وكأنهم الغرباء وهو صاحب الوجود الشرعي وأن الفلسطينيين محتلين وهو صاحب الحق".  وأضاف:" بدأ الاحتلال يجاهر بأنه لا يعترف بهيئة الأوقاف الإسلامية، ولا حتى بالوضع القائم، وهو نتاج سلوك وخطاب متواصل".

من نفس القسم دولي