دولي
حكومة الاحتلال تدمج جامعة "أرئيل" في مجلس التعليم العالي: خطوة لتكريس الضم
عودة مخطط الضم لتصدر الأجندة الإسرائيلية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 أوت 2020
على الرغم من تراجع الحديث عن مخطط الاحتلال الإسرائيلي لضم مناطق في الضفة الغربية بسبب اعتراض الإدارة الأميركية وبفعل خلافات داخلية، إلا أن إسرائيل تواصل تنفيذ سياسة الأمر الواقع الهادفة إلى تكريس الضم الفعلي على الأرض.
وإلى جانب الإعلان عن بناء مئات الوحدات السكنية في محيط القدس المحتلة مطلع الأسبوع الحالي، فإن الاحتلال يتجه لخطوة جديدة تكرس الضم عبر إلحاق المؤسسات الأكاديمية التي تحتضنها المستوطنات اليهودية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الأطر الأكاديمية الإسرائيلية الرسمية.
وفي هذا الإطار، قامت إسرائيل بإدماج الجامعة المقامة في مستوطنة "أرئيل"، ثاني أكبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والواقعة شمال غرب مدينة نابلس، في مجلس التعليم العالي الإسرائيلي، على الرغم من اعتراض مجلس رؤساء الجامعات على هذه الخطوة.
وتحت إصرار وزير التعليم العالي زئيف إلكين، المحسوب على التيار الديني القومي في حزب "الليكود"، وافق مجلس التعليم العالي مساء أمس على ضم شيري نفون نفيتسا، المحاضرة في جامعة "أرئيل"، إلى "لجنة الموازنات والتخطيط" التابعة لمجلس التعليم العالي.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن مجلس رؤساء الجامعات اتهم إلكين بأنه حرص على دمج ممثلة لجامعة "أرئيل" في لجان مجلس التعليم العالي "لأسباب غير موضوعية ولدواع سياسية". ومن الواضح أن حكومة بنيامين نتنياهو تريد من خلال هذه الخطوة التأكيد أنها تواصل تطبيق الضم العملي للأراضي الفلسطينية.
وكان رئيس لجنة رؤساء الجامعات السابق رون روبين قد استقال قبل ثلاثة أسابيع احتجاجا على تدخلات إلكين في المؤسسات الأكاديمية، ومن منطلقات سياسية ضيقة، وبشكل يمس باستقلاليتها. وكتب روبين، الذي يرأس جامعة "حيفا"، لزملائه رؤساء الجامعات:" نحن نشهد محاولات للهيمنة على العملية التعليمية في إسرائيل بهدف إثارة الخوف وإضعاف المؤسسات الأكاديمية وفرض رقابة عليها وتمكين الاعتبارات السياسية من إملاء جدول أوليات العمل البحثي".
يذكر أن جامعة "أرئيل" تحظى بدعم كبير من حكومة نتنياهو وقوى اليمين، فالحكومة، أقرت، رغم اعتراض لجنة رؤساء الجماعات، تدشين كلية طب في الجامعة، وكان الملياردير اليهودي الأميركي شيلدون أدلسون، الذي يعد أكبر الممولين لحملة الرئيس دونالد ترامب، قام بتمويل تدشين الكلية.
وضمن الإجراءات الهادفة إلى تكريس الضم الفعلي شرعت إسرائيل مطلع الأسبوع الحالي ببناء 1000 وحدة سكنية في المشروع الاستيطاني "E1"، الذي يربط القدس الشرقية بمستوطنة "معاليه أدوميم"، وهو المشروع الذي يعني فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، ويسدل الستار على أي إمكانية لتدشين دولة فلسطينية متصلة الإقليم.
في سياق متصل، توقع الكاتب الإسرائيلي ديمتري شومسكي، أن يعود مخطط الضم ليحتل صدارة الأجندة الإسرائيلية في حال أسفرت الاحتجاجات وتعاظم مظاهر الغضب الجماهيري على الفشل في مواجهة كورونا وما أعقبه من تدهور للأوضاع الاقتصادية، عن خروج نتنياهو من المشهد السياسي.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أشار شومسكي إلى أن المرشحين لخلافة نتنياهو، لا سيما وزير المالية يسرائيل كاتس أو وزير الداخلية السابق جدعون ساعر، يدركون أن الجمهور اليميني يرى في عدم وفاء نتنياهو بوعده بتنفيذ مخطط الضم مظهراً من مظاهر الفشل القيادي، وهو ما سيدفعهم إلى العمل على الوفاء بهذا التعهد، متوقعا أن يتحول الضم إلى "شعار المعركة الأول" بالنسبة لخلفاء نتنياهو في مسعاهم لتأمين دعم مصوتي اليمين.
ولفت إلى أن القوى اليمينية التي تعارض الانضمام لحكومة نتنياهو بسبب ملاحظاتها على شخصه وأنماط إدارته لشؤون الدولة ستجد في خروجه من المشهد مسوغا لتغيير رأيها، وهو ما يعزز من فرص عودة مخطط الضم إلى رأس الأجندة.
من ناحية ثانية، امتدحت وزيرة الشتات الإسرائيلية عومر يانكيلوفيتش، المنتمية إلى حزب "كاحول لفان"، المستوطنين اليهود في الضفة الغربية واصفة إياهم بـ"الرواد". وفي أعقاب زيارة تفقدية لمستوطنات شمال الضفة الغربية أمس، كتبت يانكيلوفيتش: "السامرة (شمال الضفة) أرض أجدادنا والمستوطنون الذين يعيشون هناك هم رواد جيلنا".