الوطن
ركود في أسواق مواد البناء والأسعار تنخفض
كورونا، ارتفاع درجات الحرارة وتراجع القدرة الشرائية جعلت مشاريع الترميم والبناء مؤجلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 أوت 2020
تشهد أسواق مواد البناء، هذه الأيام، ركودا غير مسبوق، رغم أن هذه الفترة تمثل فترة انتعاش المبيعات، غير أن موجات الحرّ وانخفاض القدرة الشرائية وأزمة وباء كورونا جعلت الجزائريين يؤجلون أي مشاريع ترميم أو تهيئة لمساكنهم، وهو ما جعل الأسعار تنخفض لتصل مستويات معقولة مقارنة بما كانت عليه في الفترة الأخيرة.
وتعرف أسعار مواد البناء انخفاضا غير معهود، لاسيما في هذه الفترة المعروفة بكثرة الطلب عليها، أرجعه تجار جملة إلى قلة مشاريع البناء سواء لدى القطاع العام أو الخاص.
وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى العديد من نقاط بيع مواد البناء بالجملة، لاحظنا أن أسعار مختلف المواد الأساسية المستخدمة في عملية البناء، انخفضت بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر، حيث نزلت أسعار الإسمنت في السوق السوداء إلى أقل من 600 دينار، بعد أن تجاوزت سقف 800 دينار قبل أزمة كورونا، في حين تراوحت أسعار مادة الحديد بكافة أصنافها ما بين 5500 و5700 دينار.
في حين شكلت أسعار الرمال الاستثناء، حيث ذكر لنا التجار بأنها ارتفعت نسبيا نظرا لشح مصادر التموين بعد زيادة نشاط التهريب، حيث أن سعر رمال الصحراء المعروفة بجودتها والمستخدمة بكثرة في مشاريع العمارات، قفز من 45 ألف دينار للشاحنة الواحدة ذات حمولة 20 طنا، إلى أسعار قد تصل إلى 65 ألف دينار، في حين وصلت أسعار رمال ولاية سطيف والميلية المهربة إلى 50 ألف دينار.
وأرجع تجار الجملة انخفاض الأسعار إلى قلة الطلب عليها خلافا لما هو معهود في هذه الفترة، حيث أن قلة المشاريع وانتهاء جلها بالإضافة إلى نقص نشاط البناء لدى الخواص والوفرة في مادة الإسمنت، التي حققتها المصانع المحلية، كلها عوامل ساهمت في استقرار الأسعار، مضيفين أن السوق المحلية وعلى الرغم من عدم تنظيمها، إلا أنها تتأثر بشكل كبير بما يحدث في الأسواق العالمية التي تعرف هي الأخرى تراجعا كبيرا في الأسعار، كما أن انخفاض أسعار النفط أثر بشكل كبير في انخفاضها، لاسيما مادة الحديد على حد ذكرهم.
من جانب آخر، فإن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع القدرة الشرائية للجزائريين جعلت الطلب يتراجع، حيث تخلت أغلب الأسر عن مشاريع البناء والترميم والأشغال الداخلية لمنازلهم هذه الفترة، وهو ما خلق حالة من الركود خاصة مع استمرار أزمة كورونا.