الوطن

آراء الطبقة المثقفة للانتخابات المحلية...بين مؤيد ومعارض

محامون، محللون اجتماعيون، أدباء، ورؤساء جمعيات يفتحون قلوبهم لـ"لرائد"

 

 

تباينت نظرة المواطنين الجزائريين بمختلف اختصاصاتهم إلى الانتخابات المحلية المقبلة، فالكثير منهم فقد ثقته في نزاهة النتائج باعتبارها تسير وفق المصالح الخاصة، في حين تبقى فئة من المجتمع تأبى أن تصرح بهذا القول لسبب أو لآخر، "الرائد" اتصلت بشخصيات معروفة على الساحة الاعلامية لتأخذ نظرتهم في الانتخابات المحلية المقبلة، محللين في الوقت ذاته نظرة الشعب لها، فكانت التصريحات التالية:

متصدر جبهة العدالة والتنمية للتشريعيات بالعاصمة المحامي عمار:    الانتخابات المحلية "كرنفال سياسي"

كشف متصدر قائمة جبهة العدالة والتنمية في العاصمة للمحليات التشريعية السابقة المحامي عمار خبابة في تصريح للرائد، أن الانتخابات المحلية المقبلة ستعرف عزوف المواطنين عليها اكثر من الانتخابات التشريعية السابقة، لكن الادارة كعادتها، كما يقول الأستاذ، "ستنفخ" النتائج، والأغلبية ستكون لجبهة التحرير الوطني، مضيفا أن الانتخابات المحلية هي عبارة عن "كرنفال سياسي".

واعتبر المحامي والحقوقي عمار خبابة أن الانتخابات بالجزائر خرجت عن معناها الحقيقي الرامي إلى اعطاء الفرصة للشعب في المشاركة في تسيير الشأن المحلي، ولكن مع الاسف –يقول الاستاذ – "لغياب الكثير من الضوابط لم تصبح الانتخابات وسيلة للتعبير، بل هناك تقليص لصلاحيات ممثليها "مضيفا: "نحن نعيش في بلاد الطراباندو" فرؤساء البلديات يصدرون قوانين عشوائية ربما تحت الضغوط،أو تحت عامل الرشوة دون الالتفاتة إلى رأي أو قرار المواطن"،  فالشعب في نظر السيد خبابة قد استقال عن الانتخاب وانشغل عنها تماما لاقتناعه المؤكد أنها لن تغير في الواقع شيئا، فالقناعة الحالية هي انتخابات شكلية سياسية والنتائج إدارية قائلا بالحرف الواحد: "الانتخابات أصبحت كرنفالا سياسيا، فجبهة التحرير الوطني سوف تأخذ الأغلبية بالطبع رغم العزوف الذي ستشهده المحليات التي ستقل نسبة المشاركة فيها عن التشريعيات.

الخبير الاجتماعي كشاد يرد على المحللين الذين يقرون بعزوف المواطنين على الانتخاب: 

 التحليل يخلو من المؤشرات العلمية ويحتاج إلى استراتيجية علمية 

من جهته بين المحلل الاجتماعي والخبير الاقتصادى البروفيسور رابح كشاد، المعنى الحقيقي للانتخابات باعتباره وسيلة من وسائل التعبير التي تعطي الفرصة للشعب باختيار الإنسان الكفء الذي سيمثله، معتبرا الانتخابات المحلية نقطة هامة في النهوض بمجتمع متطور إذا توفرت كل الشروط اللازمة لنجاحها، وذلك لأن المواطن من المفروض أن تكون له علاقة مباشرة بممثلي البلديات الذين جندوا لخدمة مصالحه ونقل انشغالاته، أما فيما يخص تصريح المحللين الاجتماعيين حول عزوف المواطنين عن الاقتراع وفقدانهم الثقة في الممثلين، فقد بين السيد كشاد أن هذا الحديث مجرد من المؤشرات العلمية التي تتطلب احصائيات دقيقة من المفروض أن تقوم بها مراكز متخصصة لتزودنا بالنتائج لنبني عليها استراتيجة تمكننا من النقد البناء القائم على أساس علمي.

توفيق ومان: "علينا أن نحسن الاختيار ولا نترك للغير العبث بممتلكاتنا" 

اعتبر السيد توفيق ومان رئيس رابطة الادب الشعبي الانتخابات المحلية أنها واجب على كل مواطن جزائري بلغ السن القانوني للانتخاب، وذلك بإدلاء صوته بكل صرامة لأن له كل الحق في اختيار الشخص الملائم الذي يمثله و"لا يترك الفرصة أن يأخذها من هو غير مؤهل للتسيير حتى تسنح له الفرصة للعب بممتلكاتنا 

وردا على المواطنين الذين فقدوا ثقتهم في نزاهة الانتخابات يقول ومان، بأنه ضد هذه الفكرة تماما، و"على الشعب الجزائري أن يقضي على الهاجس أو العائق الموجود بين السلطة والمواطن"، مؤكدا حديثه بأن الاجراءات القانونية المجسدة على أرض الواقع من مراقبة وطنية ودولية من المفروض أن تزيل فكرة الشك الراسخة في أذهان الجزائريين، مضيفا "أنا شخصيا أرى أن هناك انتخابات نزيهة والصوت له قيمته داخل الصندوق".

رئيسة جمعية الإرشاد الخيري 

من جهتها عبرت السيدة آسيا بركاني رئيسة جمعية الإرشاد الخيري ومرشحة سابقة في حركة حمس، أنها وبكل صراحة لم تنتظر الشيء الكبير على حد قولها من الانتخابات المحلية المقبلة، ولكنها عملا بقوله صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا خيرا تجدوه" فهي "تأمل" في التحسين المتعلق بحسن اختيار الشعب لمن سيمثله، ولحد الآن تضيف السيدة أن جمعيتها لم تتلق اعانات من السلطات المحلية وإنما عملها الخيري مستمر "من الشعب وإلى الشعب" على حد تعبيرها. 

نبيلة. م


 

من نفس القسم الوطن