الوطن

داود أوغلو في الجزائر في 25 نوفمبر الحالي

في زيارة اعادة الدفأ للعلاقات الثنائية واعادة السفير التركي الى الجزائر

 

 

يزور وزير الخارجية التركي السيد داود أوغلو الجزائر في الخامس والعشرين من هذا الشهر ليوم كامل يلتقي فيه بالمسؤولين الجزائريين لإعادة الدفء للعلاقات الثنائية بين البلدين، وقد سبق الزيارة تقدم تركيا بتسمية سفيرها في الجزائر بعد انسحاب السفير السابق من طرف سلطات بلاده بعد ما تحفظت الجزائر على تصريحات إعلامية ادلى بها حول الانتخابات اعتبرت ساعتها أنها تدخل "سافر" في الشؤون الداخلية للجزائر.

 وأكدت مصادر دبلوماسية "للرائد" أن وزير الخارجية التركي سيزور الجزائر في الخامس والعشرين من هذا الشهر، وتكون انقرة قد ادركت اهمية استئناف العلاقات الجزائرية التركية بعد حادثة استدعاء السفير التركي من طرف وزارة الخارجية الجزائرية وتبليغه استياءها من تصريحاته الاعلامية حول الانتخابات التشريعية في العاشر ماي السابق، واعتبرت ساعتها الخارجية التركية هذا الاجراء "مسيء" لسفيرها، مما دعاها إلى استدعائه دون اثارة ضجة او اعطاء انطباع أن هناك أزمة دبلوماسية بين البلدين حفاظا منها على استراتيجيتها الخارجية المبنية على "تصفير" المشاكل الخارجية، وقد حرصت الدبلوماسية التركية على اعتبار هذا السلوك مجرد اجراء اداري، كما أن عهدة السفير التركي السابق تكون قد قاربت على الانتهاء، ولم ترد الجزائر على هذا الاجراء كما حرصت على استمرار العلاقات الثنائية دون تخفيض التمثيل الدبلوماسي.

ورغم أن الكثير اعتبر رد السيد أحمد أويحيى حين كان يشغل منصب الوزير الأول وتهجمه على المواقف التركية التي كانت ترد على الحملات الفرنسية التي ادانت فيها تركيا تاريخيا بإبادة الأرمن، مما دفع الأتراك إلى تذكير الفرنسيين بجرائمهم اتجاه الجزائريين وعملت تركيا عبر حملات اعلامية موسعة، بل ذهبت حتى إلى تمجيد الثورة الجزائرية عبر تدشين مجسم لها في اسطمبول.

ومن المنتظر أن تقبل الجزائر اعتماد سفير تركيا بالجزائر الجديد الذي تم اقتراحه منذ اكثر من عشرة ايام، قبل الزيارة كمبادرة حسن نية ورغبة في استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين.

ومن المتوقع أن تدعم تركيا مواقف الجزائر ومقارباتها السياسية والدبلوماسية وخاصة تلك المتعلقة بأزمة شمال مالي، وتنظر أنقرة بأهمية قصوى للتعاون الثنائي بين البلدين، اذ تمثل ازمة اللاجئين والأقليات هموما مشتركة يمكن لمقاربة ثنائية أن تبعد مسارات الضغوط الدولية على البلدين.

كمما ينتظر من احسان اوغلو الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي والمنتمي إلى الدبلوماسية التركية أن ينخرط في مسعى دعم المواقف الجزائرية والتقليل من الضغوط الدولية التي تمارسها بعض القوى في ضرورة مشاركة "أوسع" للجزائر في الحرب في شمال مالي.

وتكون الجزائر قد قبلت الزيارة بعد ما أخرت زيارة فرنسوا هولاند إلى الجزائر إلى المنتصف الثاني من شهر ديسمبر، وتأمل الجزائر أن تفتح صفحة جديدة مع تركيا التي تعتبر من الدول التي لها علاقات متوترة بفرنسا مما يعطي الجزائر مجال مناورة يمكنها من إعادة التوازن المفقود في علاقتها مع فرنسا، خاصة بعد "اصرارها" على مسار "التسوية" في شمال مالي متجاوزة كل اعتبارات الصداقة والاستقرار في المنطقة واعتماد أسلوب الضغط ثم المساومة.

ومن المتوقع أن تفهم أنقرة رسالة تأخير زيارة هولاند وتشجيع كل مبادرات التعاون الثنائي على انه فرصة سياسية واقتصادية تخفف من حدة ضغوط الأزمة المالية على الحكومة التركية.

كما أن التعامل مع حكومة اردوغان وتوثيق العلاقة به يكون ردا عمليا على بعض الأطراف الجزائرية التي كانت ترغب في التقرب من باريس بإثارة العداء مع تركيا ومثلها أحمد أويحيى، وكان منطق التقرب ببعد ايديولوجي فيه معنى الرفض للتوجه الاسلامي لأردوغان وتغليب طروحات اللائكية التي تريد فرنسا أن تفرضه حتى في مالي رغم أن غالبية السكان مسلمين، أما البعد الثاني فهو ابعاد الجزائر عن عمقها الاستراتيجي الاسلامي بدواعي وهمية منها التخويف بالربيع العربي وانعكاساته الوخيمة على السلطة في الجزائر.

سليمان. ش


 

من نفس القسم الوطن