الوطن
استمرار الأزمة الصحية يهوي بأسعار كراء المحلات
بسبب عدم قدرة التجار على تجديد كرائهم وترك النشاط أو التوجه نحو التجارة الموازية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 أوت 2020
تراجعت أسعار كرات المحلات التجارية، هذه الأيام، في العديد من المدن الكبرى منها العاصمة، بفعل الأزمة الصحية وتراجع النشاط التجاري والركود الذي تعرفه الأسواق، ما أدى إلى تراجع الطلب على كراء المحلات التجارية وتجديد الكراء من طرف العديد من التجار، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأسعار.
فيما توقع أصحاب الوكالات العقارية مزيدا من الانخفاض، في الفترة القادمة، كانعكاس لاستمرار الحجر الصحي بالعديد من ولايات الوطن.
تعرف مختلف المحلات التجارية بعدد من المدن الكبرى، في مقدمتها العاصمة، سقوطا حرّا في أسعار كرائها، حيث انخفض ثمن تأجير المحلات سواء المتواجدة بكبرى البلديات أو حتى البلديات البعيدة عن قلب العاصمة.
وقد انخفضت أسعار كراء المحلات التجارية المتواجدة في بلديات معروفة بنشاطها التجاري الكبير، على غرار بلديات باش جراح، بئر خادم، جسر قسنطينة، الجزائر الوسطى وبئر مراد رايس، على سبيل المثال لا الحصر، بحوالي 5 ملايين سنتيم، وأحيانا أكثر بالنسبة للمحلات التي تتراوح مساحتها بين 20 إلى 25 مترا مربعا، فيما انخفضت أسعار كراء المحلات التي تزيد مساحتها عن 40 مترا مربعا إلى 15 مليون سنتيم وأقل من ذلك، بعد أن فاقت في وقت سابق مبلغ 25 مليون شهريا، شأنها شأن المحلات التجارية المتواجدة على مستوى البلديات البعيدة عن قلب العاصمة، على غرار زرالدة ومعالمة وبوشاوي والشراڤة وغيرها من البلديات التي سقطت أسعار كراء المحلات الكائنة بها، حيث وبعد أن بلغت في وقت سابق أسعارا مرتفعة تراوحت ما بين 4 و9 ملايين سنتيم للشهر، انخفضت اليوم بشكل ملفت للانتباه وصارت ما بين 3 و5 ملايين سنتيم لا أكثر.
وحسب ما أكده عدد من أصحاب الوكالات العقارية، فإن بورصة الأسعار الخاصة بالمحلات التجارية أضحت مؤخرا تخضع للعرض لا للطلب، مؤكدين أن أصحاب المحلات هم من قرروا خفض الأسعار نظرا لكثرة عروض المحلات التجارية الموضوعة للإيجار التي تقابلها قلة في الطلب، بينما ربط هؤلاء الأمر بجائحة كورونا التي تعتبر السبب الأول لسقوط أسعار الكراء التي فاقت جل التوقعات وبلغت السقف في وقت سابق قبل انهيارها خلال هذه الأيام.
وأكد أصحاب الوكالات العقارية أن هناك العديد من التجار تخلوا عن النشاط بسبب عدم قدرتهم على تسديد تكاليف الكراء في ظل الخسائر التي تكبدوها بسبب جائحة كورونا، وهو ما جعل المحلات الشاغرة التي تبحث عمن يشغلها تفوق الطلب الذي تراجع بشكل كبير منذ بداية الجائحة. فالعديد من التجار فضلوا عدم المغامرة وتجديد كرائهم في الوقت الحالي، في حين هناك تجار أوقفوا عملية كراء محلاتهم وتحولوا نحو التجارة الموازية كونها أقل خسارة في ظل هذه الظروف.
وقال أصحاب الوكالات العقارية إن الأسعار مرشحة للانخفاض أكثر رغم تحرير الأنشطة التجارية، معتبرين أن استمرار الحجر الصحي في عدد كبير من الولايات مدد من خسائر التجار، وهو ما دفع عددا كبيرا من التجار إلى الفرار من ممارسة مختلف النشاطات التجارية جراء التأثيرات السلبية التي خلفتها الجائحة مؤخرا، لتصير معظم المحلات شاغرة معروضة للإيجار دون تقدم التجار لكرائها، ما سيؤدي بصفة فعالة إلى سقوط حر في أسعار إيجارها.