الوطن
جمعيات بيئية تدعو الوصاية لجعل ملف تلوث الهواء بالجزائر أولوية
أرقام وإحصائيات تؤكد أن 50 بالمائة من الأمراض التنفسية سببها التلوث
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 أوت 2020
لا يزال التلوث من المشاكل الرئيسية ومن الأسباب الأساسية لإصابة الجزائريين بمختلف الأمراض التنفسية الخطيرة وحتى الأمراض السرطانية. فرغم كل المخططات الوطنية التي اعتمدت للحد من ارتفاع نسب التلوث في المدن الكبرى، إلا أن المشكل يتطور من سنة لأخرى، وهو ما جعل المختصين يجددون، مرة أخرى، دعوتهم للحكومة ووزارة البيئة من أجل إعطاء أهمية أكبر للملف ومنحه الأولوية.
وتشير إحصائيات غير رسمية أن 50 بالمائة من الجزائريين المصابين بأمراض تنفسية ورئوية وسرطانية خطيرة، كداء انسداد القصبة الهوائية والربو وكذلك سرطان الرئة، كان التلوث سببا في ذلك، خاصة أن تلوث الهواء له مخاطر كبيرة على صحة المواطنين، وهذا ما ينعكس بالسلب طبعا على خزينة الدولة التي تخصص مئات المليارات سنويا لمعالجة هذه الأمراض المستعصية.
وبالرغم من خطورة ظاهرة التلوث على المدن، إلا أنه يمكن التقليل من نسبها إلى الحد الأدنى كما فعلت عدة دول أوروبية وحتى آسيوية، وذلك بالاعتماد على البدائل الصناعية الصديقة للبيئة والإكثار من المساحات الخضراء داخل المدن والأحياء السكنية والاعتماد على السيارات التي تستهلك نسبا أقل من الوقود، ولم لا التفكير مستقبلا في اعتماد السيارات الكهربائية والتي بدأت العديد من المصانع في العالم في تسويقها واعتمادها، وتخصيص مراكز ومحطات لشحنها دوريا بالطاقة الكهربائية عوض البنزين ومشتقاته الملوثة للجو، وكذلك تخصيص يوم أو يومين في الأسبوع يمنع فيهما استعمال السيارات في المدن الكبرى، ويستعاض عنها بوسائل نقل صديقة للبيئة كالدراجات الهوائية أو بعض القطارات التي تعتمد بشكل شبه كامل على الكهرباء في تسييرها.
ويشار إلى غياب إحصائيات دقيقة في الجزائر عن نسب الوفيات بسبب ظاهرة التلوث البيئي في المدن الكبرى خاصة، ولكن الأرقام والمعطيات تشير إلى أن هناك مدنا ساحلية كالعاصمة مثلا ترتفع نسب التلوث فيها 4 مرات أكثر من الحد المسموح به دوليا ومرتين بكل من مدن وهران وعنابة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية حماية البيئة "القلعة"، حميد حدادي، في تصريح لـ"الرائد"، أن تنامي ظاهرة التلوث الجوي قد أدى إلى ظهور وتنامي الأمراض التنفسية وكذا أمراض الشرايين والقلب وسرطان الرئة وأمراض الحساسية، مضيفا أن هواء نقيا يسمح بالوقاية من الأمراض غير المتنقلة وبالتقليص من أخطار الأمراض، خاصة لدى الأطفال والأشخاص المسنين.
ودعا حدادي وزارة البيئة لتكثيف جهودها في هذا الصدد ومنح الملف الأولوية، مضيفا أن تلوث الهواء يرتفع عادة خلال فصل الصيف بسبب زحمة المرور وعوامل أخرى.
من جانب آخر، قال حدادي إن عمليات التشجير تلعب دورا هاما في التقليص من أخطار هذا النوع من التلوث، موضحا أن برنامج تكثيف الغطاء النباتي الذي بادرت إليه ذات الجمعية، منذ بداية السنة، مكن من غرس 1124 شجيرة عبر الأحياء وبمحيط مؤسسات تربوية عبر مختلف بلديات العاصمة، مضيفا أن فيروس كورونا حد من العمليات التحسيسية وعمليات غرس الأشجار بسبب التجمعات، غير أن جمعيته، أضاف، ستباشر مرة أخرى حملة التشجير عبر العديد من البلديات في الفترة المقبلة.