الوطن

هذه النشاطات تنتعش عشية العيد

في وقت ارتفعت الأسعار موازاة مع إقبال كبير من المواطنين

 

تعرف عدد من المهن والنشاطات المرتبطة بعيد الأضحى، هذه الأيام، انتعاشا كبيرا، حيث استغل العديد من التجار فرصة اقتراب العيد لمحاولة تعويض خسائرهم جراء الأزمة الصحية، ومن بين أكثر النشاطات التي انتعشت هذه الفترة تجارة بيع مستلزمات العيد من سكاكين وأدوات منزلية وشوايات، رغم أن هذا النشاط تأثر بالأزمة الصحية وتراجع الاستيراد، بينما لجأ بعض الشباب البطال لتسويق الأعلاف داخل المستودعات وبعيدا عن أعين الرقابة ومصالح الأمن، في حين انتعشت خدمات نقل الأضاحي وارتفعت أسعار هذه الخدمة بشكل كبير، شأنها شأن خدمة مبيت الأضاحي التي تعرف في السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا في الأحياء الشعبية. 

 

بالمقابل أنعش بعض الشباب أيضا هذه الأيام نشاط تنظيف وتقطيع الأضاحي وحتى الذبح والسلخ، رغم أنهم غير متخصصين في ذلك، غير أن نقص الذباحين ورغبة الكثير من الجزائريين في تجنب الذبح الجماعي في الأحياء ألهم بعض الشباب الذي يتحكم في تقنيات الذبح والسلخ، حيث بات العديد من هؤلاء يعرضون خدماتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تجار يغيرون نشاطهم لبيع مستلزمات العيد لتعويض خسائر كورونا

وعلى غير العادة، بدأ التجار هذه السنة في عرض "الشوايات" الغازية والكهربائية وأعمدة الشواء والسكاكين والسواطير والآلات المتخصصة في عمليات النفخ ومختلف المستلزمات المعدنية الأخرى بشكل متأخر، حيث انتعشت هذه التجارة التي تأثرت بالأزمة الصحية أياما قبل العيد فقط، رغم أنها في السابق كانت تعرف رواجا كبيرا طيلة أسبوعين قبل العيد. وغزت تجارة السكاكين والأدوات المعدنية والمستلزمات التي تستعمل في الذبح والسلخ كل الأسواق هذه الأيام، بينما غابت عن النقاط الموازية. وفي جولة قادتنا لبعض أسواق العاصمة وقفنا على بدء انتشار العديد من طاولات بيع السكاكين وأدوات المطبخ ومستلزمات العيد داخل الأسواق المغطاة، حيث غير العديد من التجار الذين كانوا ينشطون في بيع الأدوات المنزلية ومواد التنظيف وغيرها نشاطهم لبيع الشوايات وأعواد الشواء وكل ما له علاقة بهذه المناسبة. وبدأ العديد من المواطنين يقبلون على هذه الطاولات ونقاط البيع تجنبا لضغط واكتظاظ عادة ما يخلق بالأسواق في اليومين الأخيرين قبل العيد. 

وما يتعلق بالأسعار فكما هو معروف، فإن التجار استغلوا فرصة العيد من أجل الترويج لسلعهم وفق بارومتر أسعار وضعوها هم بأنفسهم لا يخضع لأي قاعدة. فبإجراء مقارنة مع أسعار مستلزمات العيد السنة الماضية يتضح أن الأسعار هذه السنة ارتفعت، وهي مشرحة للارتفاع أكثر في الأيام المقبلة. وحجة التجار في ذلك هذه المرة هي الأزمة الصحية وتأثيراتها على استيراد هذه المواد التي تأتي جلها من الصين، ما خلق نقصا في العرض مقابل ارتفاع في الطلب.

شباب ينشطون بشكل سري في بيع الأعلاف

هذا ولم يفوت العديد من الناشطين كل سنة في تجارة الأعلاف والشعير والنخالة المخصصة للمواشي فرصة العيد هذه السنة لتحقيق بعض الربح. فرغم تضييق مصالح الأمن خناقها على التجار الموازين ونقاط البيع غير الرسمية وحتى الأسواق الرسمية، إلا أن هؤلاء وجدوا ملاذا لإنعاش تجارتهم عبر النشاط في مستودعات قريبة من أسواق ونقاط بيع الأضاحي أو حتى نصب طاولاتهم داخل نقاط بيع المواشي، بينما خاطر آخرون بالنشاط داخل الأحياء والتجمعات السكنية. وبسبب نقص عرض هذه المواد، فإن الأسعار ارتفعت بشكل كبير، حيث وصل سعر الحزمة من "العلف" حدو الـ 2000 دج، في حين بلغ سعر الشعير 200 دج للكيلوغرام الواحد. ويؤكد الناشطون في بيع الأعلاف أن هذه السنة انخفض العرض بشكل كبير. وبسبب الإجراءات المشددة من مصالح الأمن ومنع النشاط عبر نقاط موازية فقد تأثرت الأسعار بشكل كبير والتي ارتفعت بحدود الـ 20 بالمائة هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية.

من جانب آخر، فإن العديد من الشباب استغلوا اقتراب العيد للبحث عن مداخيل مالية بأي طريقة كانت، حيث تم بالعديد من الأحياء استحداث إصطبلات ومساحات تعرض خدمات مبيت للأضاحي بالنسبة للعائلات التي لا تحبذ وضع الأضاحي في الشقق أو بالنسبة لمن لا يملكون شرفات في بيوتهم، حيث يتم كراء أمكنة لهذه الأضاحي ويقوم صاحب الإصطبل برعايتها وتوفير لها الأكل والشراب وكذا حراستها ليلا حتى لا تتعرض للسرقة، وهي الخدمة التي تعرف رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة. وبالنسبة للأسعار فإنها تتراوح بين 150 دج و200 دج لليلة الواحدة وتختلف باختلاف ظروف مبيت الأضاحي.

خدمات النقل تنتعش وضريبة خطر تفرض على الراغبين في التنقل ما بين الولايات!

بالمقابل، هناك أيضا من الشباب من استغل قرب المناسبة وبدء الإقبال على أسواق الأضاحي ليقدم خدمات نقل الأضاحي، حيث يخصص الكثير منهم سياراتهم النفعية لنقل الأضحية ليحدد السعر حسب المسافة والمكان. ومن الواضح أن الأزمة الصحية وإجراءات الحجر الصحي ومنع التنقل بين الولايات قد رفعت أسعار هذه الخدمات، خاصة إذا تعلق الأمر بمواطنين يرغبون في التنقل إلى ولايات بعيدة، على غرار المدية والجلفة، لشراء الأضاحي، رغم قرار منع التنقل، وهو ما يحسبه الناشطون حاليا في نقل الأضاحي كضريبة "خطر" على أصحاب هذه الأضاحي، كون هؤلاء قد يتعرضون للمخالفة والغرامة المالية وحجز مركباتهم في حال تم ضبطهم من قبل مصالح الأمن.

ذباحون موازون يعرضون خدمات الذبح والسلخ والتنظيف وحتى التقطيع عبر "الفايسبوك"

هذا وقد أنعش هذه الأيام عدد من الشباب من المتحكمين في طرق الذبح والسلخ هذه الخدمات. ففي وقت لجأ بعض الجزائريين لأخذ مواعيد من عند ذباحين مختصين من أجل إتمام عملية الذبح والسلخ يوم العيد، وتجنب الذبح الجماعي في الأحياء والشوارع، يلجأ آخرون لإعلانات وضعها عدد من الشباب ممن يملكون الخبرة فقط في الذبح والسلخ وليسوا من أصحاب المهنة، بينما تعرف أيضا مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا واسعا لإعلانات خدمات تنظيف وتقطيع الأضاحي يومي العيد، وهي الإعلانات التي لقيت اهتمام الكثيرين خاصة من الأسر التي تعاني من ضيق منازلها وليس لديها مساحة لتنظيف وتقطيع أضاحيها.

من نفس القسم الوطن