دولي

إصابات بقمع قوات الاحتلال مسيرات في الضفة رفضاً للاستيطان

أطلق جنود الاحتلال وابلاً من الرصاص تجاه الشبان بعد أن كشفوا كمين نصبوه لهم بهدف اعتقال المشاركين

أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز المسيل للدموع، في مواجهات اندلعت، الجمعة الماضية في عدة مواقع بالضفة الغربية المحتلة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب خروج مسيرات سلمية تندد بمواصلة الاستيطان ومنع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم المهددة بالمصادرة.

وخرجت، ظهر أمس أول مسيرة شعبية في قرية كفر قدوم شرقي قلقيلية، في حين حاول المواطنون أداء صلاة الجمعة فوق الأراضي المهددة بالمصادرة في قرية حارس بمحافظة سلفيت، كما غرس ناشطون 220 شجرة من الزيتون في منطقة خلة حسان المُهددة بالمصادرة، التابعة لبلدة بديا غربي سلفيت.

وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أربعة شبان أصيبوا بجروح مختلفة، منهم اثنان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع قرية كفر قدوم المغلق منذ أكثر من 16 عاماً لصالح مستوطني مستوطنة (قدوميم) المقامة عنوة على أراضي القرية"، ولفت شتيوي إلى أنّ جنود الاحتلال أطلقوا وابلاً من الرصاص تجاه الشبان بعد أن تمكنوا من كشف كمين نصبه جيش الاحتلال بهدف اعتقال المشاركين، من دون أن يفلحوا في ذلك، لافتاً إلى أن عدداً من المشاركين أصيبوا كذلك بالاختناق، جراء إطلاق الاحتلال قنابل الغاز تجاههم، وعولجوا ميدانياً.

أما في قرية حارس بسلفيت، فقد أصيب فلسطينيان اثنان جراء اعتداء قوات الاحتلال على المشاركين في المسيرة الأسبوعية التي تنظم للأسبوع التاسع على التوالي، فوق الأراضي المهددة بالمصادرة، بعد منعهم من إقامة الصلاة عليها، ونصبت قوات الاحتلال، في ساعة مبكرة من ذات اليوم، الحواجز على مداخل قرية حارس، وشددت من إجراءاتها العسكرية في محيطها، علاوة على انتشار الشرطة الإسرائيلية وتحرير مخالفات للمواطنين، أطلق جنود الاحتلال وابلاً من الرصاص تجاه الشبان بعد أن كشفوا كمين نصبوه لهم بهدف اعتقال المشاركين

وقال رئيس مجلس قروي حارس، عمر سمارة، إنّ "العشرات من جنود الاحتلال منعونا من الوصول إلى الأراضي المهددة بالمصادرة والمحاذية لمستوطنة (رفافا)، واعتدوا علينا بالضرب ما أدى لإصابة شابين بجروح"، لافتاً، في تصريحات صحافية، إلى أن المستوطنين ينفذون على الدوام اعتداءات بحق المزارعين في المنطقة هناك، كما يعمدون دوماً لحرق الأشجار وتقطيعها، بهدف دفع أصحابها إلى تركها تمهيداً للسيطرة عليها.

من جانب آخر، نظم الفلسطينيون فعالية لزراعة أشتال زيتون وإقامة صلاة الجمعة الماضية، في منطقة خلة حسان المُهددة بالاستيلاء عليها في بلدة بديا غربي سلفيت، وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف إنّ "المنطقة تشهد اعتداءات متكررة للمستوطنين، حيث يمنعون أصحاب الأراضي من الوصول إليها، بحماية من جيش الاحتلال الذي أعلن عن مصادرتها لأغراض عسكرية كما ادعى"، ولفت عساف إلى أن الهيئة تمكنت من استعادة جزء كبير من تلك الأراضي بعد قيام الشركات الإسرائيلية بتزوير عقود بيع وملكية لـ(1300) دونم، تمتد على أكثر من (142) قطعة أرض في المنطقة. وأكّد عساف على مواصلة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والمستوطنين في معركة الدفاع عن الأراضي في كافة أنحاء الضفة.

تمكنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان من اكتشاف قيام الشركات الإسرائيلية بتزوير عقود بيع وملكية لـ(1300) دونم، وسبق لعساف أن كشف عن نجاح الهيئة، خلال الشهر الماضي، بإبطال سبع صفقات لتزوير أراض فلسطينية وتسريبها لصالح المستوطنين، أكبرها المعروفة بـ"صفقة عقربا" (بلدة تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس شمالي الضفة) التي تبلغ مساحتها أربعة آلاف دونم، حيث حصل محامو الهيئة على حكم نهائي لصالحهم، مع تغريم المزورين برسوم المحاماة بالكامل، وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده أخيراً في بلدة عصيرة الشمالية في نابلس، أنه جرى إفشال تسريب 118 دونماً بالتزوير في منطقة خلة حسان في بديا في سلفيت، والتي حاول المستوطنون إنشاء بؤرة استعمارية عليها، إلا أن تصدي أهالي بديا والمزارعين منع ذلك بعد أن نجحت الهيئة باستردادها وكشف التزوير.

وأشار العساف إلى أن الهيئة نجحت بكشف صفقتي تزوير في قرية كفر قدوم في محافظة قلقيلية، وصفقات تزوير أخرى في منطقة "عسلة" التابعة لبلدة عزون بالمحافظة ذاتها. ولفت إلى أن دولة الاحتلال أنشأت 650 شركة في مستوطنة "بيت إيل" لتسريب الأراضي الفلسطينية وتزويرها، إلا أن ما تقوم به الهيئة كشف أن 95% مما يدّعون شراؤه مزور والدليل على ذلك كشف الصفقات السبع خلال الشهر الماضي.

من نفس القسم دولي