الوطن

بحث في فائدة الأعلاف لأضاحي العيد بالمدن الكبرى

النقاط العشوائية لبيع الأعلاف والفحم ومستلزمات العيد تخفتي لأول مرة

 

غابت عن الشوارع والطرقات هذه السنة نقاط بيع الأعلاف والفحم وباقي مستلزمات العيد والتي كانت تدخل المدن الكبرى منها العاصمة، في حالة من الفوضى قبيل هذه المناسبة، ليكون ذلك من بين الإفرازات الإيجابية القليلة للأزمة الصحية الحالية.

 

على عكس السنوات الماضية، عرفت المدن الكبرى اختفاء لنقاط البيع العشوائية لأعلاف أضاحي العيد وأدوات الذبح وبيع الفحم، حيث لم تسمح مصالح الأمن للشباب الذين تعودوا على النشاط في هذا المجال بالانتشار في مواقعهم المعتادة بسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا، خاصة أن هذه النقاط عادة ما تشهد توافدا كبيرا من المواطنين الذين اقتنوا أضاحي العيد. وكبديل قرر بعض الشباب النشاط عبر المستودعات المغلقة التي تعد على الأصابع في عدد من أحياء العاصمة بسبب التضييق الأمني على النشاطات الموازية هذه الأيام، كونها قد تكون سببا في مزيد من الانتشار لفيروس كورونا.

ولأول مرة ونحن يفصلنا حوالي أسبوع عن عيد الأضحى لم تشهد المدن الكبرى الفوضى التي عهدناها كل سنة قبيل العيد، حيث كانت أغلب هذه الأخيرة وفي مقدمتها العاصمة تتحول إلى إسبطل، بسبب الانتشار العشوائي لنقاط بيع الأضاحي وبيع الأعلاف ومستلزمات الذبح، وهو ما استحسنه المواطنون معتبرين أن ذلك من الآثار الإيجابية القليلة للأزمة الصحية التي تعيشها الجزائر، غير أنه بالمقابل وبسبب غياب نقاط بيع الأعلاف فإن العديد من المواطنين الذين اقتنوا أضاحي مسبقا هذه السنة وجدوا صعوبة كبيرة للتزود بهذه المادة لمواشيهم، ما دفع بالكثير منهم للتنقل لنقاط بيع المواشي بحثا عن الأعلاف لدى الموالين وبعض السماسرة، في حين هناك من الشباب من تفطنوا لحيلة تسويق الأعلاف ومستلزمات عيد الأضحى عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما فعل الموالون والسماسرة الذين ينشطون بشكل كبير هذه الأيام عبر مواقع الأنترنت، حيث أنشأ العديد من الشباب البطال بدورهم صفحات لبيع الأعلاف والسكاكين والفحم وأدوات النفخ والتقطيع والشوايات وغيرها من المستلزمات. 

وحسب ما أكده عدد من الناشطين حاليا في تجارة بيع مستلزمات عيد الأضحى، فإن هذه المواد تعرف نقصا كبيرا في السوق الجزائرية كونها تأتي من الصين، معتبرين أن غياب نقاط بيعها لا يرجع فقط للأزمة الصحية والمنع الذي فرضته مصالح الأمن والمصالح المحلية، وإنما أيضا للندرة التي تشهدها الأسواق موازاة مع ارتفاع كبير أيضا في أسعار أعلاف الأغنام، وهو ما قلص من هامش ربح الناشطين السابقين في هذه التجارة، ما جعل كثيرا منهم يعزفون عن ممارسة هذا النشاط هذه السنة، خاصة في ظل لصعوبات المالية التي يعيشها كثير من التجار والنشطاء في التجارة الموازية وعموم الجزائريين، بينما توجه آخرون للنشاط في الأسواق المغطاة ومواقع موجودة أصلا لممارسة التجارة الموازية، غير أنه يلحظ حقيقة انخفاض في عرض كل ما يتعلق بمستلزمات العيد من مشاوي وأدوات ذبح وسلخ وأدوات مطبخ، وهو ما انعكس على الأسعار التي ارتفعت بدورها، بينما يبقى الاقبال إلى غاية الآن ضعيفا في انتظار الأيام التي تسبق العيد، لتبقى تدابير الوقاية وتجنب الطوابير أهم شرط للوقاية من فيروس كورونا بالنسبة للتجار والزبائن.

من نفس القسم الوطن