الوطن

إعلانات مشبوهة لبيع أضاحي العيد بالمواقع الافتراضية

حذرت منها جمعيات حماية المستهلك ودعت الجزائريين للتأكد من سلامة الأضاحي

 

يمثل اقتناء الأضحى عبر الأنترنت حلا بديلا للكثير من الجزائريين في ظل غلق عدد من أسواق الماشية وانحصار نقاط البيع الرسمية في المدن الكبرى خوفا من تحول هذ الأخيرة لبؤرة لتفشي فيروس كورونا، غير أن هذا الحل أيضا ليس آمنا في ظل وجود العديد من محاولات الاحتيال من طرف سماسرة الأضاحي لتسويق أضاحي مريضة وغير مراقبة، ما جعل جمعيات حماية المستهل تدعو المواطنين لضرورة أخذ الحيطة والحذر والتأكد من سلامة الأضاحي ومعاينتها جيدا قبل اقتنائها من مواقع الأنترنت.

وفي وقت اعتمدت عدد من مواقع الأنترنت معايير صارمة في تسويق أضاحي العيد منها الدفع بالبطاقة البنكية والبريدية ووضع بطاقات فنية للأضاحي تتضمن أصل الأضحية ووزنها وتغذيتها، مع إرفاق هذه الأخيرة بشهادة بيطرية، هناك مواقع وصفحات عبر الأنترنت لا تنشر من تفاصيل حول الأضاحي التي تسوق لها سوى الأسعار وأرقام هواتف السماسرة والوسطاء، وهو ما دفع جمعيات حماية المستهلك لتحذير المواطنين من التعامل مع بعض صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أو باقي المواقع الإلكترونية لشراء أضاحي العيد، كونها نقاط بيع فوضوية غير خاضعة للرقابة البيطرية والمعايير الصحية، خاصة مع الجائحة التي تعيشها البلاد. 

وفي هذا الصدد قال رئيس فدرالية حماية المستهلك، زكي حريز، في تصريح لـ"الرائد"، إن اقتناء الأضاحي من مواقع الأنترنت هذه السنة بات بديلا للجزائريين أمام انتشار فيروس كورونا، لكن ليس كل صفحات الفايسبوك ومواقع الانترنت مضمونة، كون العديد منها تمارس النصب والاحتيال، حيث إن معظمها لا تتضمن معلومات وبيانات واضحة عن صاحبها ماعدا رقم الهاتف، وبالتالي "توخي الحذر مطلوب أمام إغراء الإعلانات". 

وأضاف حريز أنه اطلع على عدد من إعلانات الفايسبوك لتسويق الأضاحي ولفته قيام بعض الموالين بعرض شهادات طبية لأضاحيهم وتبيان الوزن وأصل الأضحية مع السعر، وهو الأمر الإيجابي، غير أن هناك إعلانات لا تحمل أي تفاصيل، فحتى السعر لم تحدده بدقة ولا وجود سوى لأرقام هواتف أصحاب هذه الأضحى، وهي الإعلانات التي وصفها حريز بالمشبوهة والتي يجب توخي الحذر في التعامل معها، كون العديد من الوسطاء والسماسرة قد يستغلون الفرصة من أجل تسويق أضاحي مريضة أو غير مراقبة أو حتى أضاحي خضعت للتسمين بالأدوية، وهو ما قد يعيد سيناريو تعفن أضاحي العيد والذي شهدناه على مدار السنوات الماضية، وهنا ألح حريز على ضرورة أن يأخذ المواطنون الحيطة والحذر عند اقتنائهم للأضاحي مع تجنب التوصيل للمنزل، حيث قال حريز إنه يفضل أن يتنقل المستهلك لمعاينة أضحيته قبل دفع ثمنها وأخذها معه مع ضرورة الاطلاع على الشهادة البيطرية للأضحية قبل اقتنائها، مشيرا أن ذلك يبقى ضروريا من أجل ضمان سلامة الأضاحي التي تسوق عبر الفضاءات الافتراضية. 

وبالمقابل دعا حريز إلى ضرورة تنظيم سوق المواشي خلال فترة العيد وتقديم البديل بعد التشديد وغلق أغلب نقاط البيع، مؤكدا على ضرورة تخصيص مساحات واسعة ونظيفة ومسيجة لعرض المواشي بأعداد معينة، وكذلك التقيد بإجراءات الوقاية من تفشي كورونا، على غرار إلزامية ارتداء الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي.

للإشارة تعرف مواقع الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام انتعاشا كبيرا في تجارة الأغنام، بعدما تم الإبقاء على العديد من أسواق الماشية مغلقة والحد من النقاط الرسمية لبيع الأضاحي، وهو ما دفع بالموالين والسماسرة للنشاط عبر الفضاءات الافتراضية كبديل لهم وحتى للمواطنين الذين يفضل عدد كبير منهم التسوق افتراضيا في إطار تطبيق تدابير الوقاية من فيروس كورونا والتي تحتم تجنب التجمعات والتباعد الجسدي.

من نفس القسم الوطن