الوطن

أزمة كورونا تعطل مساعي تصدير فائض الإنتاج

إجراءات الوزارة الوصية بفتح المخازن وغرف التبريد مجانا للمهنيين لم تكن كافية

 

عطلت الأزمة الصحية التي تعرفها الجزائر منذ ازيد من أربعة أشهر من مساعي تصدير العديد من المنتجات الفلاحية غير الاستراتيجية والتي سجل فيها الفلاحون فائض إنتاج وفير هذه السنة، على غرار الذرة والثوم وحتى البطاطا، وهو ما كبد هؤلاء الفلاحين خسائر كبيرة رغم الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة لمحاولة امتصاص هذا الفائض.

 

في سنوات ماضية كان فائض الإنتاج الذي تسجله عدد من الشعب الفلاحية يوجه للتصدير، وهو ما شجع الفلاحين وأصحاب الأراضي على الاستثمار في تطوير كمية إنتاجهم من الذرة والثوم والبطاطا ومنتجات أخرى باتت تمثل علامة مسجلة عند البلدان التي تصدر إليها، على غرار قطر وروسيا وبلدان أخرى، غير أن الأزمة الصحية أخلطت الأوراق هذه السنة. 

فرغم تسجيل فائض إنتاج كبير في عدد من المنتجات، إلا أنه لم يتمكن أغلب الفلاحين والمتعاملين الاقتصاديين من التصدير بسبب غلق الحدود وتوقيف الملاحة الجوية والبحرية، وهو ما جعل الفلاحين الذين سجلوا فائض انتاج يتكبدون خسائر كبيرة، حيث لم يجدوا أين يوجهون هذا الفائض في ظل غياب مصانع التحويل. 

ومن بين أكثر المتضررين من هذه الوضعية، هم فلاحو ولاية المنيعة المعروفة بإنتاج الذرة، حيث يسجل هؤلاء الفلاحون هذا الموسم فائض إنتاج معتبر يغطي الطلب المحلي ويزيد عنه بأضعاف مضاعفة، غير أن هذا الإنتاج تحول من نعمة إلى نقمة على الفلاحين الذين يعانون لتصريف الكميات من الذرة التي أنتجوها، مؤكدين أن غياب مصانع التجويل وأماكن للتخزين جعلهم يتكبدون خسائر كبيرة. 

وليس فقط الفلاحون في المنيعة من يعانون بسبب فائض الإنتاج، ففي أغلب ولايات الوطن هناك شعب فلاحية سجلت هذه السنة إنتاجا وفيرا على غرار شعبة الثوم والبطاطا والبصل، يضطر منتوجها لبيعها بأسعار لا تضمن حتى تكاليف الإنتاج أو رميها في المزابل بسبب قلة أماكن التخزين. 

فرغم الإجراءات الاستعجالية التي اتخذتها وزارة الفلاحة بتوفير أماكن التخزين وغرف التبريد مجانا للفلاحين، إلا أن هناك ولايات تعاني أصلا من نقص في هذه الهياكل، وهو ما جعل البدائل غائبة أمام الفلاحين، فلا تخزين ممكن ولا تصدير متاح حاليا سوى الخسائر. 

للإشارة، فقد كانت وزارة الفلاحة قد رخصت بتوفير غرف تبريد مجانا للفلاحين من أجل تخزين سلعهم، ويخص هذا الإجراء الفلاحين في عدة شعب على غرار الخضر والفواكه وشعبة الدواجن من أجل تخزين السلع لتفادي بيعها بأسعار منخفضة جدا تتسبب بخسائر للفلاحين.

من نفس القسم الوطن