الوطن

نشاط زلزالي مقلق بالجزائر والخبراء يطمئنون

أكثر من 4 هزات أرضية شعر بها السكان تسجل في أقل من أسبوع أخطرها بميلة

 

شهدت العديد من ولايات الوطن مؤخرا نشاطا زلزاليا متزايدا، حيث سجلت في الفترة الأخيرة أكثر من 4 هزات أرضية شعر بها السكان في عدد من الولايات، وهو ما جدد المخاوف من مخاطر الزلازل كونها تعتبر من الـ 10 مخاطر التي تهدد الجزائر، بينما طمئن الخبراء بأن النشاط الزلزالي الحالي هو نشاط عادي والذي يحدث يوميا على مدار السنة في شكل هزات صغيرة.

 

تعرف ولايات الوطن هذه الفترة نشاطا زلزاليا متزايدا، حيث سجلت خلال أقل من أسبوع واحد حوالي 4 هزات أرضية شعر بها السكان في عدد من ولايات شرق وغرب البلاد، تتراوح شدتها بين 3 و4 درجات على سلم ريشتر، كان آخرها الهزة التي عرفتها ولاية ميلة نهاية الأسبوع والتي قاربت الـ 5 درجات على سلم ريشتر، مسببة بعض الأضرار في البنايات القديمة وتساقط للحجارة وهلع كبير للسكان.

وقبلها، سُجِّلت هزة أرضية بولاية باتنة بلغت شدتها 3 درجات على مقياس ريشتر حُدد مركزها بمنطقة "لازرو" الواقعة على بعد 8 كيلومترات عن المدينة. وفي اليوم ذاته، اهتزت الأرض بالعاصمة في هزة بلغت شدتها 3.2 درجة، وحدد مركزها بمنطقة عين البنيان. وسُجلت هزة أرضية أخرى ببجاية بلغت شدتها 3.9 درجة، حدد مركزها بمنطقة "أوقاس" الساحلية. وقبلها سجلت ولاية مستغانم هزة ارتدادية بلغت قوتها 3.2 درجة حدد مركزها بمنطقة "عين بو دينار". 

وقد أقلق هذا النشاط الزلزالي العديد من الجزائريين خاصة بعد الهزة الأرضية التي سجلتها ولاية ميلة، والتي كانت قوية نوعا ما، متخوفين من كون هذا النشاط الزلزالي ممهدا لهزة أرضية قوية كالتي عرفتها ولاية بومرداس. غير أن الخبراء يطمئنون معتبرين أنها النشاط الزلزالي عادي ويسجل يوميا.

شلغوم: الجزائر تشهد هزتين إلى 3 هزات يوميا وهذه الولايات الأكثر عرضة

وفي هذا الصدد، قال رئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفيسور عبد الكريم شلغوم، في تصريح لـ"الرائد"، إن الهزة الأرضية التي ضربت ولاية ميلة والتي كانت قوية نوعا ما وشعر بها السكان تدخل ضمن النشاط الزلزالي العادي في الجزائر، والذي يحدث يوميا وعلى مدار السنة في شكل هزات صغيرة، مشيرا أن الوضع سيستقر بمرور الوقت بفعل استعادة المنطقة لتوازن الصفائح التكتونية. 

وذكر المتحدث ذاته، أن تسجيل نشاط زلزالي متزايد الفترة الأخيرة في عدد من الولايات هو أمر عادي أيضا، مشيرا أنه ساد اعتقاد خاطئ في الماضي بأن منطقة الشمال هي الوحيدة المعنية بالنشاط الزلزالي، لنكتشف فيما بعد أن أغلب المناطق في الجزائر والشمال الإفريقي على امتدادها تعتبر كلها منطقة نشاط زلزالي، بالنظر إلى وقوعها على الخط الفاصل بين شريحتين للقشرة الأرضية، شريحة إفريقيا وشريحة أوروبا. وأضاف أن الحقائق العلمية والدراسات قد أثبتت أن المناطق التلّية وتحديدا الأطلس التلّي تعرف نشاطا زلزاليا مكثفا أكثر من غيرها، وأن ذلك راجع لطبيعة تكوينها بجزءيها البري والبحري، بينما يتناقص النشاط الزلزالي، يضيف، بمنطقة الهضاب العليا والأطلس الصحراوي وينعدم في الصحراء. وقال شلغوم في سياق متصل إن مجموع الزلازل التي تحدث في المنطقة الشمالية الساحلية الممتدة إلى غاية شمال الصحراء تثبت أن هذه الجهة، وتحديدا المنطقة التلية، تبقى مهددة لأنها تتأثر باحتكاك الطبقتين التكتونيتين للقارة الإفريقية والأوروبية، مشددا على أن ولايات بومرداس، الجزائر العاصمة، تيزي وزو، بجاية، المدية، سطيف، الشلف، البويرة وتيبازة صنفت في خانة الخطر جدا، نظرا إلى كونها عرضة للنشاط الزلزالي، مشيرا أن الجزائر تشهد هزتين إلى 3 هزات يوميا، بمعدل 70 إلى 100 هزة شهريا منذ أزيد من 80 مليون سنة، لذلك لا داعي للقلق بشأن النشاط المسجل هذه الفترة.

للإشارة، فقد صنف مركز البحوث في علم الزلازل وعلم الفلك والجيوفيزياء، ولايات شمال البلاد ضمن خريطة المواقع المهددة بالنشاط الزلزالي، حيث أدرجت 10 ولايات في خانة الخطيرة جدا والأكثر عرضة للهزات الأرضية العنيفة، والتي بإمكانها أن تعيد سيناريو بومرداس 2003.

وبالمقابل، قدر عدد الهزات الأرضية المسجلة خلال الـ 13 سنة الأخيرة بـ 8 آلاف هزة، أي بمعدل 3 هزات في اليوم و100 هزة في الشهر، فيما أكد المختصون أن مستوى البحر في ارتفاع مستمر.

من نفس القسم الوطن