الوطن
مسلسل الحرائق يعود وطوارئ بهذه الولايات
مصالح الحماية المدنية ومديريات حماية الغابات تطلق صفارات إنذار قبيل عيد الأضحى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جولية 2020
تعرف العديد من ولايات الوطن، في هذه الفترة، حالة من الطوارئ بسبب عودة مسلسل الحرائق الذي تسبب، في أسبوع فقط، في إتلاف أزيد من ألف و800 هكتار، وهو ما جعل مصالح الحماية المدنية ومديريات حماية الغابات تطلق صفارات إنذار قبيل عيد الأضحى، داعية المواطنين للتبليغ عن أي محاولات إشعال للحرائق عمدا مع تكثيفها للحملات التحسيسية في أوساط المواطنين لتجنب أسباب الحرائق.
غير أن الوضع لا يزال غير مستقر بسبب بقاء أسباب اندلاع الحرائق قائمة، خاصة مع الحرارة المرتفعة التي تعرفها أغلب ولايات الوطن، والتي تكون عادة مصحوبة بالرياح، بالإضافة إلى تجدد مخاوف من أن تتسبب بعض عصابات الثروة الغابية في إشعال الحرائق عمدا مع اقتراب عيد الأضحى.
من جهتهم، أجمع مختلف المختصين في مكافحة حرائق الغابات على أن السلوكيات غير المسؤولة وإهمال ولامبالاة المواطن هي السبب الرئيسي لكل حرائق الغابات التي أتت ألسنة اللهب فيها على مساحات كبيرة جدا، مع استبعاد الإشاعات الرائجة في كل مكان بخصوص وقوف مافيا الفحم وراءها، خاصة هذه السنة، حيث تراجعت هذه التجارة بشكل كبير بسبب الأزمة الصحية.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، في تصريح لـ"الرائد"، أن حصيلة حرائق الغابات التي تعد من الأخطار الكبرى، تتفاوت حصيلتها سنويا، من ضئيلة إلى ثقيلة إلى كارثية، وتبقى الوقاية السبيل الوحيد للتقليل منها. وأضاف شلغوم أن مكافحة حرائق الغابات لا تتطلب مروحيات أو شاحنات، بل المكافحة مسؤولية الجميع، مواطنين وسلطات عمومية ومؤسسات مختصة، وليس فقط من صلاحيات محافظة الغابات أو الحماية المدنية، والأمر يتعلق بمنظومة كبيرة يلعب فيها العنصر البشري دورا مهما جدا.
وتوقع رئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفيسور عبد الكريم شلغوم، قضاء حرائق الغابات في الجزائر على 80 بالمائة من الأصناف النادرة للأشجار خلال 2030، وذلك في حال استمرار تجاهل استراتيجية وقائية ثابتة وذكية يقودها خبراء يعملون مباشرة مع مديرية الحماية المدنية وبقرارات مستقلة، هدفها الأول إخماد الحرائق قبل إتلافها لمساحات من الأشجار والمحاصيل الزراعية، مشيرا أن الاستراتيجية المدروسة لحماية الغابات من الحرائق لا تأتي إلا بعد التخلي عن فكرة تسيير المخاطر الكبرى إداريا من طرف وزارة الداخلية، والتعامل مع خبراء خواص تابعين مباشرة لرئاسة الجمهورية وليس الوزارة الأولى، حيث تكون قوة القرار.
وحذر رئيس نادي المخاطر الكبرى من اختلاط المساحات الغابية بالتجمعات السكانية وطرق السيارات وأماكن رمي النفايات العشوائية، ومن عدم تخصيص مسالك وشريط الحماية من الحرائق، داعيا إلى استغلال الرقمنة في المراقبة والوقاية.
مشيرا أن هذه الأخيرة تبقى أهم سبل التحكم في حرائق الغابات في الجزائر كخطر من المخاطر الكبرى، حيث تلعب الحملات التحسيسية التي يحضرها رجال الحماية المدنية، خاصة في الأحياء الشعبية والمداشر والأرياف، دورا مهما من شأنه نشر الوعي وإحياء ضمائر الكثير من الجزائريين للقضاء على عقلية اللامبالاة واللامسؤولية وقطع "اليد الخبيثة" المتسببة في الحرائق برمي النفايات وبقايا السجائر أو إشعال النار دون إخمادها.