الوطن
عصابات نهب الغابات تكثف نشاطها مع اقتراب العيد
أعوان الغابات يتعرضون للاعتداءات عبر العديد من الولايات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جوان 2020
تكررت الاعتداءات على أعوان الغابات، في الفترة الأخيرة، حيث بات هؤلاء معرضين لخطر كبير من قبل عصابات نهب الثروات الغابية، والتي كثفت من نشاطها غير القانوني هذه الأيام مع اقتراب عيد الأضحى، مع بروز مخاوف من أن تتورط هذه العصابات مرة أخرى في موجة حرائق قبيل العيد كما شهدنا السنوات الماضية.
يؤكد فاعلون في القطاع أن الاستغلال غير القانوني للثروات يدر مداخيل ضخمة على أعداء الطبيعة، كما يتسبب في خسائر بيئية واقتصادية كبيرة، منبهين أن عصابات نهب الغابات باتت أكثر خطورة وشراسة عما كانت عليه من قبل، حيث تحول نشاطها إلى عمل منظم يستهدف الثروات باهظة الثمن، كالفلين وجذوع الأشجار الثمينة كالأرز وغيرها، فضلا عن الصنوبر الثمري الذي يوجه للاستهلاك بطرق ملتوية نحو دول مجاورة وأوروبية.
وبسبب هذه العصابات يعاني أعوان وإطارات في قطاع الغابات الأمرين، لاسيما في السنوات الأخيرة التي تزايد فيها نشاط أعداء الطبيعة، إذ كثيرا ما كانوا عرضة لاعتداءات خطيرة تكررت الأيام الماضية، حيث تعرض أعوان الغابات لمحافظة أم البواقي، منذ أيام، لعملية تفخيخ لمسلك غابي من طرف مجهولين بأعمدة فولاذية كبيرة الحجم على مستوى غابة فرن صغير ببلدية الجازية، عندما كانوا في دورية عمل لمراقبة الكتل الغابية لغابة الدولة لحراكتة.
وقبل أسابيع سجلت ولاية سكيكدة وتحديدا منطقة أولاد رابح، فضلا عن بجاية وخنشلة، حوادث مماثلة، حيث أن مركبة أعوان الغابات بخنشلة انقلبت وتم رشقهم بالحجارة، وهو ما سجل أيضا بجبال ولاية جيجل.
وبسبب تكرار هذه الاعتداءات، فإن أعوان الغابات طالبوا أكثر من مرة بإعادة تسليحهم وإعادة العمل بالمادة الأولى من القانون 12/84 المتعلقة بسلاح الخدمة، مؤكدين أن نشاط العصابات بات أكثر تنظيما وخطرا مما كان عليه من قبل، إذ تمادت كثيرا في نهب الثروات خلال السنوات الأخيرة.
من جانب آخر، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتخوف السلطات العمومية ومحافظات الغابات عبر أغلب ولايات الوطن من تكرار العمليات المنظمة لحرق مساحات واسعة من الغابات من طرف مافيا الفحم، من أجل الاستفادة من كميات من الفحم توجه للبيع عشية عيد الأضحى، وهو ما يستدعي تدعيم أجهزة المراقب التابعة لمصالح الغابات، مع تكاثف الجهود من طرف المواطن والجمعيات، حيث وجب التبليغ عن أي محاولات لإشعال الحرائق بالمساحات الغابية، حتى لا يتكرر سيناريو السنوات الماضية، حيث كانت تشهد الغابات حرائق كبيرة مع اقتراب العيد، وهو ما أدى إلى خسائر بآلاف الهكتارات كل سنة بسبب الحرائق المشبوهة.