دولي
طبول الحرب في غزة: القطاع الأقرب للرد على الضم
مما يؤشر لقرب الحرب في غزة، استمرار المقاومة الفلسطينية في إطلاق الصواريخ التجريبية باتجاه البحر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جوان 2020
تبدو ساحة قطاع غزة الأقرب إلى التصعيد والرد على قرار الضمّ الإسرائيلي المتوقع لأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار اعتباراً من جويلية المقبل، وذلك بعد إعلان "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أنّ هذا المخطط بمثابة "إعلان حرب على الشعب الفلسطيني".
لم يسبق لـ"القسام" استخدام مصطلحات عامة في قضايا حاسمة، وهي من خلال قول المتحدث باسمها أبو عبيدة في كلمات مقتضبة، مؤخرا إنّ الضم "إعلان حرب"، تريد تعزيز فرضية أنّ المواجهة تقترب بين غزة والاحتلال، والتي تغذيها وقائع ميدانية عدة، إضافة إلى التحريض على مواجهة مماثلة من الضفة الغربية، وفي غزة، بات السكان، على سوء الحرب وما تلحقه بهم، يتوقعون حدوثها، في ظلّ ظروف اقتصادية ومعيشية قاسية باتت أكثر حدة مع تفشي فيروس كورونا أخيراً، وغياب الاهتمام الدولي والعربي بمعاناة الفلسطينيين المستمرة جراء الحصار والتضييق الإسرائيلي عليهم. ويعتقد كثيرون في غزة أنّ الحرب قد تأتي بما يخفف عنهم لاحقاً من معاناة مستمرة لا تبدو لها نهاية، على الرغم من أنّ ذلك لم يحدث إلا في حالات نادرة عقب الحروب الثلاث مع القطاع وعشرات الاعتداءات الإسرائيلية، إذ سرعان ما كانت الأزمات تعود من جديد.
ومما يؤشر لقرب الحرب في غزة، استمرار المقاومة الفلسطينية، خصوصاً حركة "حماس"، في إطلاق الصواريخ التجريبية باتجاه البحر، في إطار ما تسميه "معركة التجهيز والإعداد". وقد بات الاعتقاد بأنّ زيادة وتيرة التجارب الصاروخية، مردها إلى تقديرات لدى المقاومة بوجود إشارات إلى حرب قريبة.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع القليلة الماضية أنّ "حماس" أجرت تجارب صاروخية شبه يومية في الفترة الأخيرة باتجاه بحر غزة، لقياس مداها وقدراتها وتصويب أي مشكلات فيها. ويأتي ذلك بالتزامن مع تحليق مكثف ولا يتوقف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء غزة، وفي كلمة مقتضبة، الخميس المنصرم قال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تعليقاً على مخطط الضم: "أمام هذا القرار والمشروع الاحتلالي، لن نتكلم ولن نطلق الكثير من التصريحات، ونقول كلمات معدودة وواضحة ينبغي أن يفهمها الاحتلال، إن المقاومة تعتبر هذا القرار إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني، والمقاومة في هذه الحرب ستكون الحارس الوفي وستجعل العدو يعض أصابع الندم على قراره".
بدوره، جدّد المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، في حديث مع "العربي الجديد"، التأكيد على موقف "كتائب القسام"، مشدداً على أنّ "المقاومة ستكون حارس هذا الشعب، وجزء من أهدافها الاستراتيجية حماية ثورة الشعب الفلسطيني في مواجهة تغول الاحتلال"، وأكدّ قاسم أنّ حركة حماس "تجهد من أجل الدفع بمقاومة حقيقية في الضفة الغربية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى "جهد آخر يرتكز على توحيد الجهود الفلسطينية وبلورة صيغ وطنية موحدة لمواجهة الضم ومخططات التوسع الإسرائيلية". ولفت إلى أنّ "الرهان الأساسي في المواجهة هو على الشعب الفلسطيني وصموده، وعلى المقاومة التي تستطيع جعل كلفة الضم عالية على الاحتلال الإسرائيلي، وأن تدفعه لوقف مخططه والتراجع عنه".
ووفق قاسم، فإنّ "مخطط الضم الاستعماري الذي تنوي حكومة الاحتلال تنفيذه، واحد من الخطط التوسّعية للمشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية، وتستغل فيه الحكومة الإسرائيلية وجود إدارة أميركية تتبنى رواية اليمين الصهيوني وكذلك حالة التشتت العربي والإقليمي"، ونبّه المتحدث باسم "حماس" إلى استغلال الاحتلال الإسرائيلي موقف السلطة الفلسطينية "الذي كبّل المقاومة في الضفة الغربية". وكان مسؤولون في السلطة قد أرسلوا إشارات متعددة من خلال مقابلات صحافية أخيراً، للتأكيد على عدم نيّتهم السماح لما سموه "أعمال العنف" في مواجهة الضم. وقال قاسم إنّ "ما يزيد من جرأة الاحتلال على الضم، محاولة بعض الأطراف الاقليمية والعربية تطبيع علاقاتها معه"، مؤكداً أنّ مشروع الضم "خطير جداً، ولا يجب أن يمر، ولا أن يتم السكوت عنه بأي حال من الأحوال، لأنه يسرق الأرض ويهجّر الإنسان ويوسع المشروع الصهيوني الذي يهدد الأمن القومي العربي خصوصاً على الحدود الشرقية".
وشدد على أنّ المقاومة وحركة "حماس" "لديها برنامج وطني كبير ومتواصل من أجل مناهضة هذا المشروع والمخطط، عبر فعاليات شعبية وجماهيرية، وكذلك المقاومة الشاملة بكل طرقها وأساليبها"، مؤكداً أنّ "ما يمكن أنّ يوقف هذا الضم، هو المقاومة الشاملة والمسلحة، وخصوصاً في الضفة الغربية التي تستطيع قلع المستوطنات، كما جرى في قطاع غزة في العام 2005".