الوطن

تجار يغيرون نشاطهم للأكثر ربحا هروبا من الإفلاس

الترخيص بعودة الأنشطة التجارية لم يحد من خسائرهم وسط الركود الذي تعيشه الأسواق

لم ينه الترخيص بعودة أغلب الأنشطة التجارية للعمل حالة الركود التي تعرفها الأسواق، كما لم يحد من خسائر التجار، وهو ما دفع العديد منهم لتغيير نشاطهم إلى أنشطة أكثر ربحية هذه الفترة حتى يعوضوا جزءا من خسائر أزمة كورونا.

 

كما كان متوقعا، لم تكن عودة العديد من الأنشطة التجارية ضمن المرحلة الأولى والثانية من الرفع التدريجي للحجر الصحي نهاية لأزمة الأسواق التي جاءت نتيجة للأزمة الصحية، حيث استمر الركود في العديد من هذه الأسواق واستمر التجار في تسجيل الخسائر وفي مقدمتهم تجار الألبسة الجاهزة، حيث يعاني هذا النشاط ركودا كبيرا منذ بداية السنة، شأنهم شأن تجار الأثاث والمواد الكهرومنزلية وحتى تجار مواد التجميل والأواني، والذين ما زالوا يسجلون الخسائر وتراجعا كبيرا في الإقبال من طرف الزبائن بسبب أزمة كورونا.

وقد جاءت هذه الأزمة في وقت غير مناسب تماما للمعنيين بالنشاط التجاري، حيث كان يرتقب أن تعرف الحركة التجارية انتعاشا بعد الانتخابات الرئاسية واستقرار الوضع في الجزائر وانتهاء مرحلة الترقب التي كانت سائدة قبل الانتخابات، والتي فرملت حركة التجار طيلة سنة 2019 وأدخلتهم في حالة جمود وترقب. 

ففي الوقت الذي كان ينتظر أن تعرف التجارة إقلاعا في هذه الفترة، جاء فيروس كورونا ليعيد العداد إلى الصفر، ما جعل جل التجار يسجلون خسائر فادحة خاصة بعد قرار تعليق نشاطهم لأزيد من ثلاثة أشهر كاملة. وبسبب هذه الوضعية، فقد قرر العديد من التجار هذه الفترة تغيير نشاطاتهم التجارية إلى نشاطات أكثر ربحية، حيث يلاحظ لجوء العديد من تجار الألبسة وتجار الأثاث تحويل نشاطهم إلى بيع المواد الغذائية ومحلات للأكل السريع، باعتبار أن هذه النشاطات تعد أكثر ربحية ولا تتأثر عادة بالأزمات ولا يقل عليها الطلب.

للإشارة، فإن منظمات التجار وحماية المستهلكين كانت قد سبق وحذرت من الآثار السلبية للركود التجاري الذي تشهده البلاد منذ عدة أشهر على وتيرة الاستهلاك، الذي يعد بدوره المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني، بسبب أزمة كورونا وقبلها بسبب الأزمة السياسية. وقال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، إن التراجع في النشاط التجاري بين سبتمبر 2019 وجانفي 2020 قدر بين 30 و40 بالمائة، وهو ما كان كارثيا بالنسبة للتجار الذين تضرروا بشكل كبير وسجلوا خسائر متتالية، دفعت بالكثير منهم نحو الإفلاس، بينما اختار كثيرون تغيير نشاطهم التجاري إلى نشاط أكثر ربحية.

من نفس القسم الوطن