الوطن

العائلات الجزائرية تحضر للاحتفال بأول محرم

على أمل أن تكون السنة خصبة وحلوة

 

 

 

 

بمجرد اقتراب أول محرم، تبدأ العائلات في التحضير للاحتفال بمحرم، بطرق مختلفة، تصب كلها في إحياء هذه الليلة المباركة، بإعداد أشهى وألذ الأطباق التقليدية، بالإضافة إلى اقتناء بعض الأغراض التي لا تتوفر إلا خلال الأول من محرم كل سنة.

 

 

مع اقتراب المناسبة، تبدأ الكثير من المحلات في عرض العجائن والمأكولات الخاصة بأول محرم، خاصة أن الكثير من السيدات يفضلن اقتناءئها جاهزة، عوض تحضيرها في البيت، كالرشتة والكسكسي، وهي المناسبات التي يحرص الجزائريون على إعداد أطباق تقليدية خالصة فيها، تكون في الغالب مرفوقة بالدجاج أو اللحم.

 

كما دأبت العائلات على اقتناء بعض الحلويات التي تدخل البهجة والفرحة على نفوس الصغار والكبار معا، نظرا لما تختزنه عقول هؤلاء منذ أجيال كثيرة، من أنها فأل خير وبركة في العام الجديد، ولا يمكن الاستغناء عنها، كي تكون السنة الجديدة مليئة بالبهجة والأنس والخيرات.

 

ومن العادات المتبعة في هذا الإطار، أن تقوم بعض العائلات باختيار قصعة أو كما يعرف بالعامية "جفنة" من الحجم الكبير، ووضع أصغر طفل في العائلة بداخلها، ثم صبِ تلك الحلويات فوق رأسه، كي تكون السنة خصبة وحلوة أيضا، ثم يقومون بحمل تلك الحلويات وتوزيعها على بقية أفراد العائلة في أجواء أسرية حميمية.

اختلفت آراء الناس حول الكيفية التي يتم من خلالها الاحتفال باستقبال السنة الهجرية الجديدة، ففي حين عبر البعض عن رفضهم للاحتفال من منطلق أن الأمر بدعة وتقليد، اعتبر البعض الآخر أن المناسبة فرصة من أجل تذكر ما حملته السنة الفارطة من أحداث وما يأمل أن تحمله له السنة الجديدة، أي أن الأمر لا يخرج عن إطار رفع الأماني لأن تكون السنة الجديدة كلها سعادة وهناء.

ومن بين الذين التقيناهم نجد الحاجة "خديجة" ذات 60 سنة، التي قالت عن الاحتفال بأول محرم: "زمان كان للاحتفال بأول محرم نكهة خاصة لأننا كنا نعتبره بمثابة يوم عيد، حيث كنا نقوم بدعوة أبنائنا وبناتنا المتزوجين ونقوم بإعداد عشاء... وتذبح ليلتها دجاجة لكل فرد من أفراد العائلة بما في ذلك المدعوين. ويتم طهي الدجاج لإعداد مرق الكسكسي، وبعد إعداد وجبة العشاء تلتف العائلة الكبيرة حول المائدة في جو يغلب عليه الضحك والسرور إلى جانب سرد أهم المواقف التي ظلت عالقة بالذاكرة من السنة المنتهية والتعليق عليها سواء كانت مضحكة أو محزنة".

ومن جهتها تقول السيدة "مباركة" في العقد الخامس من العمر التي التقيناها بالسوق "أن يوم الاحتفال بأول محرم نعتبره يوما مختلفا عن غيره حيث نقصد السوق لاختيار الدجاج الجيد والكبير، والأفضل أن نشتري دجاجا حيا (دجاج عرب) ثم نقوم بذبحه بالمنزل وتنظيفه لإعداد الكسكسي أو الرشتة وذلك حسب رغبة العائلة، حيث نركز خصيصا في هذا اليوم على طبخ أكلة تقليدية ونتجنب الطبخ باللحم ونتعمد اختيار الدجاج".

ويأمل الكثيرون أن تكون بداية سنة هجرية مليئة بالخيرات والبركة، وتميل العديد من الأسر إلى اختيار أول السنة الهجرية أو الفاتح من محرم، الاحتفال به، بعيدا عن الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة، التي لها عشاقها أيضا، فيما أن الأسر الجزائرية البسيطة والمحافظة، التي لا تزال متمسكة بعاداتها وتقاليدها تحرص على أن تكون احتفالاتها بأول محرم عادة سارية بين أبنائها على مدى الأجيال المتعاقبة.

وعلى هذا يحتل الأول من محرم، في قلوب عدد من العائلات الجزائرية المحافظة، مكانة خاصة ومقدسة، ولذلك فهم يخصصون لها ميزانية معتبرة لاقتناء المستلزمات الخاصة بها.

نسيمة ب.

 

من نفس القسم الوطن