دولي
واشنطن تدرس حجب المساعدات عن الأردن لتسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي
أفرج عن التميمي بصفقة تبادل مع "حماس"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جوان 2020
تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساعدات للأردن، أحد أبرز شركائها في الوطن العربي، في محاولة لإجباره على تسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي، التي أدانها الاحتلال الإسرائيلي بتفجير وقع عام 2001، وأودى بحياة 15 شخصاً، بينهم مواطنان أميركيان.
وأحلام التميمي صحافية فلسطينية وأول إمراة تنضم لكتائب الشهيد "عز الدين القسام"، وهي أسيرة محررة من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحكم عليها بالسجن 16 مؤبداً بعد مشاركتها في عملية تفجيرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، في 9 أغسطس/آب 2001، وولدت التميمي عام 1980 في مدينة الزرقاء بالأردن، التي غادرتها مع أهلها عندما انتهت من الثانوية العامة. وعادت أحلام إلى فلسطين، وبدأت في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية الدراسة الجامعية بكلية الإعلام.
وأوضحت الإدارة أنها تدرس "كافة الخيارات" للضغط على الأردن لتسليم التميمي، المطلوبة من قبل الولايات المتحدة بتهمة "التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد مواطنين أميركيين"، وتم توجيه التهمة رسمياً في عام 2013، وأعلنت عنها وزارة العدل بعد ذلك بأربع سنوات.
ومن المرجح أن تثار قضية التسليم هذا الأسبوع خلال محادثات العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مع العديد من لجان الكونغرس للتعبير عن معارضته خطط الاحتلال الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية، ووضعت التميمي على قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي لـ"الإرهابيين المطلوبين" لـ"دورها في التخطيط لتنفيذ تفجير انتحاري" في مطعم بيتزا في القدس المحتلة، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعاشت التميمي في الأردن منذ أن أطلق الاحتلال سراحها في عملية تبادل أسرى عام 2011 مع حركة "حماس".
ورفضت السلطات الأردنية طلبات الولايات المتحدة لتسليمها. ولم يتضح ما إذا كان التهديد بقطع المساعدات سيجبر الأردن على تغيير موقفه، وقبيل ظهور الملك عبد الله في الكونغرس، مع لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب، أعلنت وزارة الخارجية إمكانية استخدام مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية للأردن كوسيلة ضغط لدفع السلطات الأردنية لترحيل التميمي، وجاء التهديد في ردود مكتوبة قدمها مرشح الإدارة ليكون سفيراً للولايات المتحدة المقبل في الأردن، هنري ووستر، إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، رداً على الأسئلة التي طرحها السناتور تيد كروز.
وقال ووستر إن "الولايات المتحدة لديها خيارات متعددة وأنواع مختلفة من النفوذ لضمان تسليم أحلام عارف أحمد التميمي... سنواصل إشراك المسؤولين الأردنيين على جميع المستويات، ليس فقط في هذه القضية، ولكن أيضاً في معاهدة تسليم المجرمين على نطاق أوسع. إن كرم الولايات المتحدة مع الأردن في التمويل العسكري الأجنبي، وكذلك الدعم الاقتصادي والمساعدات الأخرى، تتم معايرته بعناية لحماية وتعزيز نطاق المصالح الأميركية في الأردن والمنطقة"، ولدى سؤاله تحديداً عما إذا كانت المساعدة للأردن ستكون جزءاً من هذا النفوذ في قضية التميمي، أجاب ووستر قائلا "إذا تم التأكيد، فسوف أستكشف جميع الخيارات لتقديم أحلام عارف أحمد التميمي إلى العدالة، وتأمين تسليمها، ومعالجة القضايا الأوسع المرتبطة بها مع معاهدة تسليم المجرمين".
وكانت الإشارة إلى المساعدات في رد ووستر غير معتادة مقارنة بمواقف الإدارات السابقة، حيث اتخذت إدارة ترامب، وإدارة أوباما من قبلها، نهجا أقل تشددا تجاه قضية التميمي، وناقشت القضية في محادثات غير معلنة مع المسؤولين الأردنيين، ولكنها نأت عن الدخول في صدام علني مع دولة تعتبر مصدرا موثوقا للمعلومات الاستخباراتية حول المنطقة، بما في ذلك في سورية، وظلت الولايات المتحدة المصدر الرئيسي للمساعدات للأردن. وفي أوائل عام 2018، وقعت إدارة ترامب اتفاقية مساعدات لمدة خمس سنوات بقيمة 6.4 مليارات دولار مع الأردن، ورفعت حجم المعونات السنوية الموجهة له بنحو 275 مليون دولار لتصل إلى 1.3 مليار دولار، وقالت وزارة الخارجية آنذاك إن هذا التعزيز "يسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في المساعدة على تعزيز الاستقرار الإقليمي وحمايته، ويدعم الأهداف الأميركية في الحملة العالمية لهزيمة داعش، والتعاون في مكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية".