الوطن
إلحاح على رئيس الجمهورية لإلغاء البيام وإصدار قرار رئاسي لانتقال جميع التلاميذ
بالنظر لصدمة التلاميذ مما خلفه وباء كورونا من كوارث نفسية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 جوان 2020
جددت المفتشة التربوية، زهرة فاسي، نداءها إلى رئيس الجمهورية لتطبيق مقترح بتقديم إهداء رئاسي لسائر التلاميذ في جميع الأطوار وإلغاء شهادة التعليم المتوسط.
وأوضحت زهرة فاسي أن اقتراحها الأول في الرسالة التي وجهتها إلى رئيس الجمهورية تضمن (الانتقال المباشر لكل التلاميذ وإلغاء شهادة التعليم المتوسط والابتدائي مع احتساب معدل الفصلين فيهما... كإهداء رئاسي نظرا للمرحلة المعقدة والحساسة وللظرف العالمي الاستثنائي".
ونقلت أن الخطأ البيداغوجي الذي أخلط الموازين وأحبط معنويات التلاميذ هو إنزال معدل الانتقال إلى 9\20 في المتوسط والثانوي و4.50\10 في الابتدائي، واعتبر ت هذا الإجراء إجحاف في حق تلاميذ فقدوا فصلهم الثالث بسبب جائحة كورونا، إذ كان بإمكانهم إنقاذ سنتهم الدراسية عن جدارة، وإنزال علامة الانتقال دون قرار الاستدراك للمعدلات القريبة خلق فيهم ارتباكا كبيرا.
وتتساءل فاسي: هل العلامة مهما كانت تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ ؟...مثلا "رسب تلميذ في شهادة البكالوريا بسبب آلام حادة في ضرسه، ونجح آخر بسبب الغش ! أو همجية الحفظ الببغائي من أجل النقطة"، مشيرة "مؤسساتنا التربوية مصابة بداء الحشو المعرفي دون استيعاب وفهم".
وحذرت فاسي من إشكالية العلامات المضخمة بشتى الطرق (الخبث والتمايز والمعريفة وتجارة الدروس الخصوصية مقابل بيع التنقيط)، مؤكدة أن المستوى المتدني كشفته جامعاتنا كل سنة في السنة الأولى جامعي بنسبة إعادة مهولة ؟ كشف عن فروق فردية تعلمية شاسعة بين الطلبة.
يأتي هذا في ظل أن التلاميذ والأستاذ أثقل كاهلهم ببرامج طويلة جدا دون استيعاب للمحتوى لأنها في الغالب أكبر من نموهم العقلي وأعمارهم "التلميذ يقرأ ما لا يفهم" لكنه يحفظ ببغائيا للوصول إلى علامة عالية خوفا من الجميع، والسؤال يطرح نفسه "هل هذه العلامات تعتبر مؤهلا للنجاح الحقيقي؟...".
وترى فاسي أن الحل هو إهداء رئاسي لسائر التلاميذ في جميع الأطوار وإلغاء شهادة التعليم المتوسط، نظرا أن قدرات التلاميذ العامة والعقلية ضعيفة جدا بسبب الحجر الصحي والابتعاد عن الجو التربوي وألفتهم مع القسم والأساتذة... والتعرض إلى مساومات عديدة في فترة الانتظار المقلقة للاستدراك الذي ألفوه في بداية كل سنة دراسية.. أو حلول بيداغوجية سليمة، مؤكدة أن التلاميذ تعبوا من تجار العلامات بالتحايل لإعادة التصحيح أو الدخول في الأرضية الرقمية مقابل الرشاوى من بعض ذوي الضمائر الميتة، وإنما صدمتهم قوية بسبب تسليمهم كشوف النقاط تحمل عبارات "راسب"، "مفصول"، "يوجه إلى الحياة العملية" وغيرها.
كما أكدت أن الإدمان الملاحظ لدى التلاميذ على المواقع المسيئة للفكر كالألعاب الإلكترونية لفترة طويلة بسبب الحجر الصحي، الذي زاد من حدة الشلل أمام هواتفهم النقالة، في ظل التراخي الكبير لروح المسؤولية للكثير من أولياء التلاميذ، ما جعلهم بعيدين عن التركيز والاهتمام، ناهيك عن الخصائص النفسية والعقلية لمرحلة الحجر الصحي والجائحة التي خلفت ضحايا في العديد من العائلات.