الوطن

مساهل يشرح خطة الجزائر للحل الأمثل في شمال مالي

قمة دول "الإكواس" بشأن الخطة العسكرية

 

 

اجتمع قادة دول أكواس أمس بالعاصمة النيجيرية أبوجا، رفقة ممثلين عن دول إفريقية غير عضو أهمها الجزائر والمغرب وليبيا، وتمت مناقشة الخطة العسكرية المزمع تقديمها لمجلس الأمن الدولي بهدف التدخل عسكريا في شمال مالي، وتم الاستماع للجزائر بخصوص موقفها من طلب مشاركة الجيش الجزائري في هذه العمليات.

 

وشارك الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل في أشغال القمة بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، حيث قدم وجهة النظر الجزائرية، فيما يتعلق بموقفها من التدخل العسكري في شمال مالي، وشرح الأسباب التي تقف حائلا دون إشراك الجيش الوطني الشعبي في عمليات عسكرية خارج التراب الجزائري، حيث كانت المجموعة قد طلبت رسميا من دول كالجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا وجنوب إفريقيا وتشاد، للمساعدة بجنودها في دعم القوات الإفريقية التي تقرر رفع عددها إلى 5500 جندي، وجاء هذا عقب اجتماع لقادتها رفقة رؤساء الأركان العسكرية للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا يوم الجمعة الماضي.

وحمل مساهل رسالة خطية من الرئيس بوتفليقة إلى رئيس كوت ديفوار والرئيس الحالي للإكواس الحسن واتارا إلى جانب رئيس نيجيريا، وهي الرسالة التي سيشرح فيها مساهل موقف الجزائر من التدخل العسكري، ورؤيتها للحل في مالي، وهو حل سلمي مع دعم الحوار مع الأطراف المعنية به والحكومة المالية.

وينتظر أن تخرج القمة بالموقف النهائي لدول المجموعة من خطة التدخل العسكري في شمال مالي، قبل إحالتها يوم 15 نوفمبر الجاري عبر الاتحاد الإفريقي إلى مجلس الأمن الدولي، الذي صادق في 12 أكتوبر الماضي على قرار يمهل مجموعة غرب إفريقيا 45 يوما لتحديد مخططاتها لاستعادة شمال مالي. 

هولاند: فرنسا لن تتدخل عسكريا في شمال مالي

أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الأحد، عدم تدخل فرنسا عسكريا في شمال مالي، وجدد دعمه لجهود الدول الإفريقية في حال قررت القيام بعملية عسكرية لمحاربة الجماعات المسلحة في المنطقة. وقال هولاند في تصريح لقناة فرنس 3 "نحن نفكر فيما يحدث في مالي حاليا"، لكنه نفى أية نية لبلاده في العمليات العسكرية المزمع القيام بها من طرف القوات الإفريقية. 

محمد بوعشة: مشاركة الجزائر في العمليات العسكرية أمر مستبعد

هذا وقد استبعد المحلل السياسي ومدير المدرسة العليا للعلوم السياسية محمد بوعشة، أن تشارك الجزائر في العمليات العسكرية التي تحضر لها فرنسا رفقة مجموعة (إكواس) دول غرب إفريقيا، وبرأيه فإن المبدأ المعروف في الدبلوماسية الجزائري وهو عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، سيظل موقفا قارا وغير قابل للتغيير، وقال بوعشة في حوار للموقع الإلكتروني للإذاعة الجزائرية، أن دولا كبرى، دون ذكرها بالاسم، حاولت جر دول صغرى إفريقية مثل (إكواس)، لخوض الحرب بدلا عنها، في إشارة إلى فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا، وعن الدور الذي يرجى من الجزائر في هذا الشأن، رأى المحلل السياسي بوعشة، أن الجزائر سوف لن تكون في هذه اللعبة على الإطلاق، مشددا على أنها ستحرص على أن لا يكون هناك تدخل أصلا، مشيرا إلى أنه يمكن أن تحل المسألة بطرق أخرى خارج نطاق الحسم العسكري ذي العواقب الوخيمة على المنطقة كلها.

 وأضاف بوعشة، أن أي تدخل عسكري في شمال مالي سوف يكون صعبا ونتائجه غير مضمونة، وقال إنه حتى وإن تدخلت بعض الدول كفرنسا فلا يمكنها فعل شيء بحكم عدم معرفتها للمنطقة ومواقع القاعدة، وقال: "وإن كانت نيتها احتلال البلد فلا يمكنها ذلك لأنها ستجد معارضة شديدة. وبحسبه، فربما سيقتصر دورها على توجيه ضربات عن طريق الجو بالطائرات أو توظيف بعض القوى الخاصة هناك، أما تدخل عسكري شامل فلن يكون له أية نتيجة، إلا إذا كان هناك تدخل بكثافة من قبل الدول الكبرى من أجل تأمينها هذا البلد والدول المجاورة له، و"مساعدة هذا البلد الفقير اقتصاديا يمكن أن تتحقق من وراء تلك النتيجة". 

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن