الوطن
"أنتم مدعوون للإقبال على معركة الرقمنة والذكاء الاصطناعي"
وزير التعليم العالي والبحث العلمي شمس الدين شيتور للطلبة في عيد الطالب:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 ماي 2020
وجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، نداء إلى شباب اليوم بمناسبة عيد الطالب ودعاهم من خلاله إلى التحلي بـ"الوطنية الاقتصادية والعلمية" وقيمة "الاعتماد على النفس"، معتبرا معركة شباب اليوم، في عهد الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والبيوتكنولوجيا وقواعد البيانات الضخمة، والروبوتيك، والطب 2.0، باتت تكتسي شكلا آخر.
شمس الدين شيتور، وفي الرسالة التي وجهها للطلبة الجزائريين قال فيها: "إنها معركة امتلاك المعرفة واكتساب العلم الذي يمكن الشباب من النجاح والمساهمة في انطلاقة التنمية الوطنية المرتكزة على اقتصاد متنام، مبرزا في ذلك تاريخ 19 ماي 1956 واعتبره تاريخا يسجل لحظة تاريخية في المسيرة الوطنية، عندما وقف الطلبة والثانويون جنبا إلى جنب ليعبروا للعالم أجمع عن إرادتهم المطلقة في المشاركة في معركة التحرير التي تخوضها البلاد ضد الاستعمار الفرنسي، مشيرا "لقد قادتهم شجاعتهم وحبهم للوطن إلى التخلي عن مقاعد الدراسة في المدرسة والجامعة من أجل الالتحاق بالجبال والالتحام مع القوى الأخرى المكافحة التي تناضل ضد العدو الأجنبي، ولقد برهنوا من خلال استبدال أقلامهم بالأسلحة، أنهم ما انفكوا يدافعون عن حق الشعب الجزائري غير القابل للتصرف في الحرية والسعي بدون هوادة من اجل استعادة السيادة الوطنية."
واعتبر ذات المسؤول "إن هذا الموقف البطولي الذي تبناه الشباب الجزائري المثقف والذي سجل بأحرف من ذهب في تاريخ الثورة المجيدة، حينما صدح عاليا: "بأن شهادة إضافية لا تجعل منا جثثا أفضل" يبقى، على الدوام، مصدر إلهام لشباب الجزائر اليوم، مثلما يتجلى بوضوح في الأيام الصعبة التي تمرّ بها البلاد."
وعاد في المقابل الوزير إلى التزام الطلبة آنذاك بوعي سياسي كبير، حيث كان لموقفهم الثوري هذا صدى عالمي، مشيرا أنه وبعد الاستقلال مباشرة شمر من بقي من هؤلاء الشباب على قيد الحياة عن سواعدهم لخوض كفاح من نوع ثان، لا يقل أهمية عن الأول، والمتمثل في مشروع إعادة بناء الوطن الذي خربه الاستعمار خلال حقبة استعمارية دامت 132 سنة، وحرب مريرة دامت سبع سنوات ونصف راح ضحيتها مليون ونصف المليون من الشهداء، حيث بدأ هؤلاء الشباب بتولي مناصب التسيير في المواقع التقنية الحساسة التي تخلى عنها المعمرون، ظنا منهم أن ذهابهم سيعيق تطوّر الجزائر ويشل حركيتها، واعتقادا منهم أن أبناءها ليسوا مؤهلين لاستخلافهم، غير أن الشباب الجزائري المتشبع بالروح الوطنية رفع هذا التحدي عن جدارة واستحقاق وبقي مجنّدا طوال حياته خدمة للجزائر.
ولهذا شدد الوزير "إن الواجب يحتم علينا، اليوم، أن نقف وقفة ترحم وإجلال لكل الثانويين والطلبة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل البلاد. إنهم شهداء أبطال، ينبغي أن يكون تفانيهم وعزمهم الراسخ، وتضحيتهم بالنفس والنفيس والتي تمثل علامات بارزة في مساراتهم الثورية، بمثابة مثال يحتذى به لشباب اليوم من الثانويين والطلبة".