الوطن

برلماني يطالب الحكومة بمراجعة قرار تخفيض معدل التحاق الطلبة بكليات الطب

حذر من تكوين جيش من أشباه الأطباء الفاشلين

راسل النائب بالمجلس الشعبي الوطني، لخضر بن خلاف، الوزير الأول بخصوص تخفيض معدل البكالوريا إلى 14/20 لطلبة الجنوب للالتحاق بكليات الطب، حيث وجه تحذيرات من خطورة هذا القرار الذي سينجر عنه نتائج وخيمة، واعتبره متسرعا لما سيؤديه من مفعول عكسي تماما، وتظهر تداعياته الوخيمة وسيصب في مصلحة طلبة الشمال أكثر من الجنوب.

وبناء على ما جاء في مراسلة النائب لخضر بن خلاف "فإنه بعد تصريح رئيس الجمهورية خلال زيارته لمستشفى بني مسوس في شهر أفريل الماضي، القاضي بإمكانية منح تحفيزات لطلبة البكالوريا القاطنين بالجنوب من أجل الالتحاق بكليات الطب في الجامعة، جاء تصريح وزير الصحة بتاريخ 14 أفريل 2020 للإذاعة الوطنية ليؤكد مرة أخرى إمكانية تخفيض معدل البكالوريا إلى علامة 14 بالنسبة لطلبة الجنوب من أجل إلزامهم بعد التخرج بالعمل مدة 05 سنوات في ولاياتهم، معتبرا "إن هذا القرار التاريخي الذي حظي به طلبة الجنوب بالسماح لهم بدخول كليات الطب بمعدل 14/20 هو خطوة في ظاهرها المنفعة ومنطلقها الرحمة ولكن آثارها تفريخ الرداءة ومآلاتها تكريس الفشل".

ويرى بن خلاف "إن هذا القرار لم يكن -يوما ما- مطلبا رسميا ولا شعبيا، حيث أن دستور البلاد فصل في كل هذه المعاني خاصة في مادته 32، حيث أكد بأن كل المواطنين سواسية أمام القانون، ولهذا توجه بن خلاف بنداء لجراد قال فيه "إنه مما لا شك فيه أنك لن ترضى وأنت ونحن معك بأن يتخرج في الجنوب جيش من أشباه الأطباء فاشل في رسالته، ضرره أكبر من نفعه، معرة بين نظرائه من باقي جهات الوطن، يتهم بانتهاك قاعدة التساوي في استيفاء شروط الدخول لكلية الطب، بقفزه على المعيار البيداغوجي، فتهتز صورته ويجرح في كفاءته ويشكك في شهادته فيطلق عليها احتقارا وازدراء (شهادة الجنوب للطب).

واستشهد المتحدث بمعدل التسجيل في كليات الطب لسنة 2019، بكالوريا علوم تجريبية معدل 15,90 وبكالوريا رياضيات معدل 16,36 وبكالوريا تقني رياضي معدل 16,69. وتساءل بن خلاف كيف يمكن تخفيض المعدل إلى 14 دون مبررات علمية وبيداغوجية مقنعة لتحقيق أهداف يمكن أن تتحقق بطرق أخرى أنت أعلم بها وأنت ابن الجامعة الجزائرية.

وشدد ذات البرلماني قائلا "إن هذا القرار لم يكن يوما مطلبا رسميا ولا شعبيا"، مضيفا "نحن لا نفتقر إلى الأطباء (من حيث الكم) فهم كثر والحمد الله، ولكن نحن نعاني ضعفا ظاهرا ونقصا بينا في التكوين، مرجعه يرجع بالأساس لعاملين أساسيين بشري ومادي: فأما الأول فيتمثل في نقص فادح في جانب المؤطرين ككفاءة علمية مكونة نظريا وتطبيقيا، أما الثاني: فيتمثل في انعدام المرافق البيداغوجية للتكوين النظري كبنية أساسية لكليات الطب، وهذا راجع إلى غياب المستشفيات الجامعية وهي ركيزة التكوين الطبي وجودا وعدما.

وحذر بن خلاف مما ستشهده كليات الطب في الجنوب ارتفاعا مهولا وفائضا كبيرا في عدد الطلبة، مقارنة بالمقاعد البيداغوجية المتوفرة، ما ينتج عنه خلل فادح في طاقتها الاستيعابية وستشهد ثانويات الجنوب موجات تدفق تلاميذ الشمال للظفر ببكالوريا الجنوب، ما يزيد من تفاقم واستفحال ظاهرة الاكتظاظ الموجودة أصلا في الثانويات، ويؤدي ذلك لا محالة إلى التأثير السلبي على التحصيل العلمي للتلميذ في الثانوية أو لطالب الطب في الجامعة.

وبناء على ما سبق ذكره، التمس نائب المجلس الشعبي من الوزير الأول التدخل لتوقيف هذا القرار المضر بمنظومتنا الصحية الهشة أصلا، والعدول عن هذا القرار الذي نحن في غنى عنه "وأن تعدلوا أقرب للتقوى"، يضيف بن خلاف.

من نفس القسم الوطن