الوطن

شكوى للحد من المتاجرة بدروس التلاميذ في المستودعات

فاسي تعود إلى الحديث عن مخاطرها النفسية والاجتماعية والمادية

وجهت المفتشة التربوية، زهرة فاسي، رسالة إلى رئيس الجمهورية من أجل التدخل لوضع حد لظاهرة الدروس الخصوصية العشوائية "دروس المستودعات" والسوق التربوية السوداء داخل الشقق المستأجرة، نظرا لخطورتها على التحصيل المعرفي الدراسي للتلاميذ في كل الأطوار.

وشرحت المفتشة التربوية زهرة فاسي، في رسالتها، مخاطر الدروس الخصوصية على المتمدرسين، خاصة من الناحية البيداغوجية الديداكتيكية، حيث جعلت التلميذ قليل الانتباه والتركيز في القسم، والسبب في التشويش بحجة أنه درس الموضوع مسبقا أو سيدرسه مساء في ظل تمرد تلاميذ الدروس الخصوصية على أساتذتهم أمام زملائهم، موضحة أن الأساتذة الذين يدرسون عندهم "دروسهم الخصوصية" بأنهم يدفعون لهم المال الكثير مقابل عدم السيطرة عليهم.

وتخوفت زهرة فاسي من انتشار سلوكيات الاتكالية فيما يخص أسئلة الاختبارات المسربة، ما شجع التلاميذ على عدم الاجتهاد والغش والعلامات المضخمة وانتشار ظاهرة نجاح التلاميذ بالإنقاذ في الامتحانات الرسمية، أي حساب المعدل السنوي الغالب على معدل شهادة التعليم المتوسط أو الابتدائي، فضلا عن ضعف الجسر البيداغوجي بين المستويات، أي النجاح في شهادة التعليم الابتدائي بعلامة جيدة ثم السقوط في السنة الأولى متوسط لأن المستوى غير حقيقي... نفس الظاهرة بين الرابعة متوسط والأولى ثانوي.

كما تخوفت فاسي مما تسببه هذه الدروس من الناحية النفسية، وأشارت "إنه بسبب الدروس الخصوصية فإن التلاميذ يعانون من التعب النفسي والفكري بسبب ساعات الدروس الخصوصية الكثيرة في معظم المواد خاصة العلمية، ما سبب لهم في نهاية كل فصل دراسي انهيارا عصبيا داخليا، يترجمه التلميذ بالكسل ورفض بذل أبسط مجهود فكري... والخمول الدائم مع التأثير السلبي للتوقيت المسائي والليلي على قدراتهم الاستيعابية، ما أنهك ذاكرتهم، بل يفقدون القدرة على التذكر واسترجاع المعلومات وتذكرها، مع خطورة الإصابة بالأزمات النفسية والسلوكية الحادة في حالة الرسوب لأنهم يشعرون بالذنب أمام الأموال الطائلة التي يصرفها اوليائهم".

أما من الناحية الاجتماعية، فحسب ذات الرسالة، فإن هذه الدروس تتسبب في تكليف الأولياء أعباء لا تطاق حتى بلغ الأمر بالأمهات بيع مصوغاتهن من أجل الحصول على علامات جيدة، أي شراء العلامات على حساب المستوى الحقيقي، مع خلق نزاعات أسرية كثيرة بين الأزواج في حالة رفض الآباء دفع مستحقات الدروس الخصوصية.

واعتبرت زهرة فاسي أن كل الحلول يمكن إيجادها، بالنسبة للتلاميذ الذين يعانون من صعوبات التمدرس أو التأخر، وذلك بفتح قسم خاص لكل مستوى وتكليف الأساتذة الأفاضل بالمهمة، موضحة أن نجاح العملية التعليمية التعلمية يتوقف على ثلاث "برنامج واعد... أستاذ مكون.. وتلميذ سليم من التأثيرات الخارجية".

من نفس القسم الوطن