الوطن

مصلحة الأشعة تتعطل في أكبر قسم لجراحة العظام

العطب تسبب في حدوث غليان وفوضى بمستشفى سليم زميرلي

 

سبب تعطل أجهزة أشعة الراديو بقسم الاستعجالات المتخصصة في جراحة وطب العظام بمستشفى سليم زميرلي بالحراش- باعتباره أكبر المستشفيات الداخلية المتخصصة في هذا المجال - فوضى وغليانا بين المرضى والأطباء داخل المصلحة أدت في كثير من الحالات الى مشادات كلامية بينهما وصلت الى حد العراك الجسدي والتهديد بالسلاح الأبيض.

وكانت لـ"الرائد" وقفة مع معاناة المرضى والأطباء على حد سواء من خلال جولة قمنا بها الى مصلحة الاستعجالات بقسم جراحة وطب العظام بمستشفى زميرلي. هذا الأخير الذي عرف توافد حالات استعجالية عديدة أغلبها أصحاب إصابات الكسور وضحايا إرهاب الطرقات، مما شكل اكتظاظا كبيرا بالمصلحة، في حين أكد عون أمن الاستقبال أن المشهد أصبح روتينيا، خاصة بعد تعطل أجهزة الراديو الذي لم يستسغه المرضى، مضيفا أن كل الحالات المستعصية للكسور تحول إلى زميرلي، معتبرا أن أغلب الضحايا هم من حوادث المرور وهي حالات تحتاج فعلا الى التصوير بالأشعة.

من جهتهم، أبدى العديد من المواطنين تذمرهم واستياءهم مما وصفوه بالتصرف غير المسؤول للأطباء، رافضين فكرة أن يستعملوا كأداة وأن يتلاعب هؤلاء بسلامتهم، مؤكدين أن" الراديو بالمعريفة" بحيث اشتكى أحد المرضى بدوره من برودة أعصاب الممرضين والأطباء الذين أهملوهم نهائيا مبديا خشيته من أن يصاب بمضاعفات أو ما شابه ذلك، مؤكدا أن من لديه محسوبية يسهل في وجهه كل شيء.

وحسب تصريحات العديد ممن كانوا بعين المكان، فإن تعطيل أجهزة التصوير بالأشعة يتكرر يوميا دون محاولات تحسين الأوضاع رغم الشكاوى التي تتهاطل يوميا على إدارة المستشفى، حيث قال الشاب كمال القادم من الحراش والذي كانت يده تنزف دما بسبب إصابته على مستوى اليد إثر تعرضه لضربة بالسيف من قبل أحد الشباب بسبب عراك دار بينهما “هذه الفوضى هي بسبب الأعطاب المتكررة لجهاز الأشعة، ضف الى ذلك تماطل الطاقم الطبي، وأمام هذا الوضع لا يجد المكلفون أمامهم سوى تحويل المرضى إلى مصالح أشعة الخواص”.

 

من جهته أفاد دكتور بالمستشفى طلب عدم الكشف عن هويته، بأن جهاز الأشعة يعتبر من الأجهزة الرئيسة في حالات الحوادث وإصابات الرأس ومختلف الحالات الطارئة التي ترد إلى المستشفى يوميا ممن يتعرضون لحوادث سيارات أو إصابات في العمل أو سقوط أو غيرها من الحالات الأخرى التي تتطلب في أغلب الأحوال الحاجة الضرورية إلى التشخيص بالأشعة. وقال إن إدارة المستشفى على دراية بالعطب ولكنها لم تحرك ساكنا، فالمتضرر بالدرجة الاولى المريض ثم الطبيب نظراً للأهمية القصوى إلى التصوير بالاشعة، مبينا أن الجهاز سبق أن تعرض إلى العطل عدة مرات. ولفت الدكتور إلى أن مستشفى زميرلي يعتبر من المستشفيات الحيوية جداً في استقبال الحالات الطارئة، خاصة مصابي الحوادث المرورية لقربه من الطريق السريع، مما يتطلب الأمر ضرورة وجود جهاز جديد ومتطور للأشعة المقطعية. كما يقوم الفريق الطبي - يضيف الدكتور - بالتعامل مع بعض الحالات البالغة الخطورة بإجراء الأشعة الذي يقوم بتصوير بعض الحالات لندرة الشريط الخاص بالتصوير، فالكمية القليلة الموجودة يحتفظ بها للحالات الخطيرة كما سبق الذكر، إلا أن الحالات الاخرى يتطلب تحويلها إلى مستشفى آخر او الى المصالح الخاصة، وذلك لسرعة التعامل مع حالات الإصابة الطارئة.

وحسب شهادات العديد من الأطباء، فإن إدارة المستشفى في تهاون مستمر في إصلاح العطب. وما عابه عليها المرضى كذلك أنها لا توفر سيارة إسعاف لنقل الحالات الاستعجالية إلى مصالح الأشعة، مكتفية بتوجيه المريض نحو المصالح الخاصة، وهو ما وقفنا عليه مع شخص كان يعاني من إصابة في ساقه، حين أمره الممرضون بالإسراع إلى عيادة الخواص لإجراء الفحوصات والأشعة لدى الخواص قبل تضييع الوقت، في حين أهل المريض لا يملكون سيارة لتبقى المعاناة مستمرة إلى غاية تحرك السلطات المعنية لإصلاح العطب.

نبيلة. م 


من نفس القسم الوطن