الوطن

جزائريون يترقبون نهاية الحظر ومختصون يستبعدون الخطوة حاليا

بعد التصريحات المتفائلة التي أطلقها رئيس الجمهورية حول تطورات وباء كورونا

 

قرأ العديد من الجزائريين التصريحات المتفائلة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون فيما يتعلق بفيروس كورونا وتطورات الوضع في الجزائر أنها مؤشر لاقتراب رفع الحظر، وهو ما يستبعده المختصون تبعا لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي نصحت بضرورة عدم التسرع في هذه الخطوة، متوقعين لجوء الجزائر لتخفيف الإجراءات حتى نهاية أفريل، حيث ستتضح الصورة جليا.

 

قراءة خاطئة لتصريحات الرئيس المتفائلة تتوقع رفع الحجر الصحي خلال أيام

أعطت تصريحات رئيس الجمهورية، أمس الأول، وخلال زيارة له لعدد من الهياكل الصحية بالعاصمة، أملا كبيرا للجزائريين الذين قرأوا هذه التصريحات على أنها مؤشر للجوء لرفع الحجر الصحي الأسبوع المقبل، حيث تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع هذه التصريحات التي أعيد تداولها آلاف المرات من طرف الجزائريين، وكانت محل نقاش من طرف الجزائريين الذين لم يفوتوا أية تفاصيل، حتي الكلمات التي اختارها الرئيس عند حديثه عن تطورات الوضع في الجزائر فيما يتعلق بانتشار وباء كورونا، في حين بدأت تظهر العديد من الأخبار والإشاعات والقيل والقال والتي لا مصدر لها حول إمكانية رفع الحجر الصحي في 19 أفريل تاريخ انتهاء صلاحية الإجراءات المتخذة، بينما تحدث آخرون أن الحجر سيرفع عن بعض الولايات، وتوقع آخرون أن يتم تطبيق حجر صحي على فئات معينة على غرار فئة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة كونهم هم الأكثر عرضة للإصابة بتعقيدات قاتلة جراء فيروس كورونا.

 

دعوات لتخفيف الإجراءات وتوصيات من منظمة الصحة العالمية تحذر

وبما أن رئيس الجمهورية أكد أن الوضع متحكم فيه، فقد ظهرت العديد من الدعوات لتخفيف الإجراءات خاصة على القطاعات التي تضررت بشكل حاد من أزمة كورونا وتعرف شللا كبيرا على غرار قطاع التجارة والنقل وقطاع الخدمات، ويري خبراء الاقتصاد أن صناع القرار في الجزائر وعلى غرار كل العالم يوجدون في موقف جد صعب، فمن جهة هناك توصيات منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت أن أي تخفيف لإجراءات الحجر الصحي حاليا تعد مجازفة وقد تؤدي لموجة ثانية من الوباء، وعلى الجهة الأخرى هناك الأزمة التي خلفها فيروس كورونا والتي لن تحل ولا يوجد من طريقة لتقليل آثارها سوى تخفيف إجراءات الحجر بشكل يعيد نوعا من الحركية لعدد من القطاعات المتضررة، وينهي معاناة الأسر التي تضررت من هذه الإجراءات، لتبقى الصحة العمومية أولوية.

 

خياطي: سيتم رفع الحجر في هذه الحالة

وحول إمكانية رفع الحجر الصحي في الجزائر خلال الأيام المقبلة، أكد أمس البروفيسور مصطفى خياطي أن ذلك مستبعد، مشيرا أن توصيات منظمة الصحة العالمية الأخيرة كانت واضحة وحذرت بشكل صريح من التسرع في هذه الخطوة التي قد تؤدي لظهور موجة ثانية من الوباء.

وأضاف خياطي في تصريحات لـ"الرائد" أنه وفي ظل غياب لقاح يمكنه أن يحمي من فيروس كورونا فإن الحجر المنزلي يبقى الحل الوحيد من أجل محاصرة الوباء وقطع سلسلة العدوى، مشيرا أنه بالجزائر الأرقام حقيقة مبشرة وتطور الوباء بطيء وهو ما سيسهل نوعا ما مهمة الأطقم الطبية وكذا السلطات في محاصرته، مع وجود توقعات تفيد بدخول الجزائر مرحلة الذروة في غضون أسبوعين بأرقام أقل كارثية من دول أخرى، غير أن ذلك لا يعني أن نذهب لرفع الحجر الصحي دفعة واحدة، كون الأمر قد يشكل خطورة كبيرة خاصة أن هناك نسبة كبيرة من المصابين بالفيروس لا تظهر لديهم الأعراض وهم من يمثلون أكبر تخوف لكل الأنظمة الصحية في العالم، متوقعا وفي حال استمرت الأرقام في التراجع أن يتم تخفيف بعض الإجراءات خاصة في الولايات التي لم تسجل بها حالات جديدة، مع إبقاء الحجر بالولايات المتضررة على غرار البليدة، وهران والعاصمة.

 

لالماس: الوضع الاقتصادي صعب لكن الصحة العمومية هي الأولوية

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي إسماعيل لالماس أن معظم الحكومات في العالم يوجدون في موقف صعب بسبب الوضع الحالي، فمن جهة هناك فيروس كورونا الذي لا يزال يحصد الأرواح ولا حل لاحتوائه سوى الحجر المنزلي، ومن الجانب الآخر هناك آثار وخيمة على اقتصادات العالم بسبب إجراءات الحجر المنزلي وتوقف الحركة التجارية وحركة الملاحة البحرية والجوية، وهو ما أدى لأزمة تشتد يوما بعد يوم. وأشار لالماس أنه بالنسبة للجزائر فإن الوضع أقل خطورة مقارنة ببلدان أخرى، مضيفا أنه بالجزائر فإن الحكومة تواجه ضغوطات داخلية من أرباب العمل والمؤسسات من أجل رفع الحجر بشكل يخفف من آثار أزمة كورونا، مشيرا أنه بالرغم من أن إجراءات الحجر خلقت أزمة في عدد من القطاعات غير أن الأولوية تبقى الأولوية.

من نفس القسم الوطن